تحليل: الملايين يؤمنون بنظريات المؤامرة في كندا

  • article

كتب كلّ من بروس أندرسون وديفيد كوليتو في abacusdata للدراسات والأبحاث حول إيمان الملايين بنظريات المؤامرة في كندا، مستندين إلى المسح الوطني (الثاني في سلسلة تسمى "الثقة والحقائق: ما يعتقده الكنديون") الذي أجري بين 1500 كندي وانتهى مؤخراً، وركّز عل مستويات ثقة الناس في المصادر المؤسساتية للمعلومات، والإيمان بنظريات المؤامرة. 

ووفقاً لنتائج المسح، يعتقد 44٪ (أي ما يعادل 13 مليون شخص بالغ) أن "الأحداث الكبيرة مثل الحروب والركود ونتائج الانتخابات تسيطر عليها مجموعات صغيرة من الأشخاص الذين يعملون سرا ضدنا". ويتفق الكثيرون تقريبًا على أن "الكثير من حياتنا يتم التحكم فيها من خلال مؤامرات تحاك في أماكن سرية".

ويعتقد 37٪ (أو 11 مليونا) أن "هناك مجموعة من الأشخاص في هذا البلد يحاولون استبدال الكنديين المولودين في البلاد بمهاجرين يتفقون مع آرائهم السياسية. هذا هو التعبير عما يشار إليه عادة باسم نظرية الاستبدال.

ويرى 20٪ أنه من المؤكد أو المحتمل أن يكون صحيحا أن "المنتدى الاقتصادي العالمي هو مجموعة من النخب العالمية ذات الاستراتيجية السرية لفرض أفكارها على العالم". 

ويشير 13٪ إلى أنَّه من المؤكد أو المحتمل أن يكون صحيحا أن مؤسس  Microsoft بيل غيتس يستخدم رقائق دقيقة لتتبع الأشخاص والتأثير على السلوك البشري. 

ويرى بروس أندرسون وديفيد كوليتو أن المسح كشف أعماق المعتقدات الديموغرافية ومتغيراتها وكانت أبرز استنتاجاتهم، أن الكنديين الذين يريدون أن يصدقوا أن مجتمعهم لا يتأثر نسبيًا بالتفكير في المؤامرة لن يجدوا سوى القليل من الراحة في هذه النتائج. فيعتقد الملايين أن حياتنا تسيطر عليها مؤامرات سرية لتقويض مصالحنا.

ويرى الكاتبان أنَّ هذه المعتقدات ترتبط ارتباطًا وثيقا بغريزة عدم الثقة في ما تنشره وسائل الإعلام وما تقوله الحكومات، ومثالاً على ذلك كيف أنكرت هذه الفئة أهمية لقاحات كوفيد 19 رغم الحملات القوية والمنظمة من قبل الحكومة ووسائل الإعلام.

وتوضح البيانات أنه للتنافس على الأصوات من قاعدة الشعب، يمكن للمحافظين اختيار تبني التفكير في المؤامرة، ولكن من خلال القيام بذلك سوف ينفر جزءا كبيرا من الآخرين، ويخلق ترددا بين نصف ائتلافهم الانتخابي الحالي.

ويختم الكاتبان لعل الشيء الأكثر إثارة للقلق في هذه الأرقام هو حقيقة أن عدم الثقة في الحسابات المؤسساتية ليس مجرد شكوك محايدة - بل غالبا ما يكون مصحوبا باستعداد لتصديق نظريات متناقضة خطيرة. وهذا يهدد بتقويض قدرة الأحزاب السياسية والشركات وجماعات المجتمع المدني والحكومات على المساعدة في بناء توافق في الآراء وإحراز تقدم معا.

*الصورة من Freepik