أول الكلام : هل تمارس مصلحة الضرائب الكندية التمييز؟

  • article

في بيانٍ صادر عن المجلس الوطني للمسلمين الكنديين (NCCM) أبدت المسؤولة عن البرامج العملية فيه السيدة ناديا حسن قلقها من وجود أدلة متزايدة على انحياز مصلحة الضرائب الكندية ضد الجمعيات الخيرية الإسلامية، التي استُهدِفَت في عمليات التحقيقات التي تجريها وكالة الدخل الكندية (CRA) بشأن الجمعيات المستفيدة من إيصالات الإعفاء الضريبي للأفراد أو المؤسسات التي تقدم التبرعات المالية...

واعتمدت السيدة حسن في اتهامها هذا على حقائق معمّقة كشفت عنها دراسة صادرة من قسم الدراسات الإسلامية في جامعة تورنتو، التي قادها الأستاذ المحاضر أنفر ايمون (Anver Emon) في أكثر من عام... وأشارت الدراسة إلى أن التحقيقات المنحازة لوكالة الدخل عادة ما تكون مسكونة بالهواجس الأمنية، دون أن يعني هذا (والكلام لبيان المجلس) أن الجمعيات الخيرية الإسلامية لا ترتكب الأخطاء، إنما المقاربة التي تُفتَح فيها ملفاتُ الجمعيات المسلمة تختلف عن مثيلاتها، ما يترك علامات تساؤل واستفهام بحاجة إلى أجوبة وتبريرات...

وقد دعا البيان قادةَ الجاليات المسلمة على امتداد الوطن للمشاركة عبر التواصل من بُعد في يوم يُخصَّص لطرح المشكلة مع سياسيين في الحكومة الأم (الفدرالية) لطلب وقف التمييز والانحياز ضد الجمعيات الاسلامية العاملة في الحقل الخيري والانساني... وختم البيان بالدعوة إلى دعم المجلس الوطني للمسلمين الكنديين ليكمل عمله في محاربة التمييز والتنميط في المستويات الحكومية المختلفة، منها مصلحة الضرائب.

مصادر متابعة أفادت متحدثةً إلى "صدى المشرق" أن جمعياتٍ ومراكزَ إسلامية متعددة تعرضت في السنوات الأخيرة لتدقيق مصلحة الضرائب المالي، فعُوقِب بعضها بإيقاف الترخيص المعطى للأعمال الخيرية بسبب أخطاء إدارية ارتكبها متطوعون لا يتقاضون الأجور وليس لديهم الاطلاع الكامل على قوانين وتشريعات وكالة الدخل الكندية (CRA).

وبدلاً من تدريبهم على كيفية إدارة المال في الأعمال الخيرية دون ارتكاب المخالفات، أو تنبيهِهم إلى مكامن الخطأ لمعالجتها، صبّت الوكالة جام تحقيقاتها وتشكيكاتها، فطالت سنوات عديدة، واستنزفت جهوداً وأوقاتَ وأموالاً دُفِعَت للمحامين والمحاسبين، ما يسيء الى أعمال وأنشطة وجهود هذه المنظمات العاملة في أوساط الجالية في كندا لتحسين حضورها الديني والتربوي والكشفي والرياضي والخدماتي...

وكي لا يستمر هذا الاجحاف كان لا بد من التعاون مع جهود المجلس الوطني للكنديين المسلمين للوصول إلى حلول مقنعة وتفاهمات ناضجة تخفّف من سوء الظن القائم بين الجاليات المسلمة - من جهة - ومصلحة الضرائب - من جهة - كي تكون المواطَنة هي الأساس، لا الخلفية العِرقية أو الدينية.                  التحرير