حسين حب الله
اثر اعتداءات ارهابية و"اسلاموفوبية" شهدتها أنحاء عدة في كندا استهدفت افراد من الجالية الاسلامية ، حث المنتدى الاسلامي الكندي في بيان له بعد منتصف الليل الجالية ان تكون أكثر يقظة و حذرا. وطالب المنتدى الاسلامي الكندي السلطات الأمنية باتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين سلامة مسلمي كندا.
بيان مقتضب في كلماته لكنه يعبّر عن الكثير من المخاوف التي تساور المسلمين بعد تزايد الاعتداءات عليهم في العديد من المقاطعات شرقا وغربا . ما يستدعي تحرّكاً فاعلاً من المسؤولين كما من الجالية على السواء ..
فلم يكن الاعتداء على عائلة مسلمة في لندن ـ اونتاريو في السادس من هذا الشهر وقتل اربعة منها وجرح طفل ، هو الاول من نوعه. فلقد سبقه اعتداء جرى في كانون الثاني من العام 2017 ادى الى استشهاد ستة من المصلين في مسجد كيبك وجرح آخرين، احدهم الشهيد الحي ايمن دربالي. كما لم يكن الاعتداء الذي استهدف احمد كاشف في ساسكاتشوان صباح أمس الجمعة عندما هاجمه شخصان وقصّا جزءً من لحيته، وحيدا بل سبقه عشرات الاعتداءات التي طاولت المسلمين بشكل عام والمسلمات بشكل خاص ، كما جرى في البرتا هذا الاسبوع حين هاجم شخص مجهول اختين محجبتين واعتدى عليهما وهو يصرخ بكلمات عنصرية، حيث أمسك فتاة من حجابها ودفعها أرضاً ، فأُغمي عليها. ثم أخرج سكينًا وطرح الفتاة الثانية ، واضعاً السكين على حلقها وهو يصرخ مطلقاً الشتائم العنصرية ضد الدين الاسلامي الحنيف. كل ذلك كان عيّنة عما يتعرض له المسلمون من قتل واعتداءات، وسط ردود فعل وادانات لم تصل حتى اليوم الى ما يضع حدا لها ويسن القوانين التي تجرّمها وتعاقب اصحابها اشد العقوبات، بما يردع هؤلاء المجرمين ومن يفكر في القيام بمثل تلك الاعمال المشينة التي تنم عن الكراهية والحقد المعتمل في نفوس مريضة .
صحيح ان هناك اعتداءات تطال آخرين من غير المسلمين ولكننا نحن اكثر جالية مستهدفة قتلا واساءات وتعديات في اغلب المقاطعات، ما يستدعي من القيّمين ان يتحركوا بسرعة لحفظ الامن الذي يسلبه المجرمون لشريحة اساسية من الشعب الكندي .
نعم بدأت تحركات رسمية هنا وهناك من اجل مواجهة ما يجري بجدّية نامل ان تحقق المبتغى منها حتى يشعر المسلمون بالامن في وطنهم ـ كندا ـ اسوة بغيرهم من الجاليات في كندا .
نعم مسؤولية السياسيين كبيرة جدا في مواجهة ما يجري. ولكن مسؤوليتنا كجالية ايضا كبيرة جدا وقد تكون اكبر من مسؤولية الآخرين كل الآخرين الذين لن يتحركوا الا بعد ان يشعروا اننا معنيون بما يجري . وذلك سواء على مستوى كندا بشكل عام ام في كيبك بشكل خاص التي شهدت اعتداءات وسقط فيها شهداء حيث نعيش هذه الايّام الذكرى الثانية لاقرار القانون 21 في كيبك ، الذي يستهدف المسلمات المحجبات بالتمييز ضدهن ويحتاج الى مواجهة اكثر جدية من الجالية حتى يشعر المسؤولون بحجم الجريمة التي يرتكبونها والتي ستؤسس ـ ان لم تتم مواجهتها قانونيا وشعبيا ايضا ـ الى المزيد من القوانين التي تميّز بين المواطنين وتزيد من الكراهية ضد مجموعة محدّدة منهم تحت شعار حيادية الدولة وعلمانيتها .
فبالتوازي مع المواجهة القضائية القائمة ضد القانون المذكور علينا التحرك على الارض من خلال الحضور القوي في الساحة امام مكاتب السياسيين المعنيين من خلال التجمعات التي تتم الدعوة اليها، ليروا اننا جميعا نرفض هذه القرارات الظالمة التي تنتج تمييزا وكراهية وعزلا للمسلمات في كيبك .
اليوم عند الواحدة والنصف بعد الظهر وفي الذكرى الثانية لاقرار القانون 21 ينظّم المنتدى الاسلامي الكندي (CMF- CMF) وبالتعاون مع العديد من المؤسسات والناشطين في الجالية اعتصامًا في مونتريال امام مكتب رئيس الوزراء الكيبكي فْرُنسوا ليغو المسؤول الأول هو وحزبه عن هذا القانون الظالم التمييزي.
حجم حضورنا في هذه المناسبة وفي غيرها من المناسبات المماثلة رسالة الى المسؤولين، ومن خلاله يحدّدون مستوى اهتمامنا وقد يبنون عليه المواقف سلبا او ايجابا . فهل ستكون الرسالة قوية ام ضعيفة ؟
للمزيد من المعلومات عن الوقفة اليوم يمكنكم الذهاب الى هذا الرابط : https://www.facebook.com/157674377680661/posts/3977530895694971/?d=n