قراءة عامة في نتائج الانتخابات البلدية واداء مرشحي الجالية فيها

  • article
سامر المجذوب ـ مونتريال

اتت نتائج الانتخابات البلدية التي جرت في كيبيك فى السادس والسابع من نوفمبر- تشرين الاول الجاري وخصوصا في المدينة الاهم مونتريال بشكل غير متوقع ، من حيث الفرق بين الفائزة في منصب عمدة مونتريال السيدة ڤاليري پلانت والتي حازت على 52 ٪؜ من المصوتين. فيما حاز السيد دني كودير على 38% من هذه الاصوات. كانت قد بدأت تظهر بوادر فوز السيدة پلانت من خلال التوقعات  التي خرجت في الايام الاخيرة من حملات الانتخابية و لكنها كلها وضعت احتمالات الفوز بنسب ضئيلة على السيد كودير .و من الملفت للنظر المشاركة المدنية في الانتخابات و التي لم تتجاوز ٣٦.٢٧ ٪؜

بلانت مقابل كودير

من بداية حملة فريق Projet Montreal بقيادة ڤاليري پلانت تركزت الحملة الانتخابية إلى حد كبير حول تغير المناخ والتخطيط طويل الأجل للمدينة المرتبط به ، مثل تشجيع ركوب الدراجات ، فضلاً عن الإسكان الميسور التكلفة ، بما في ذلك خطة لبناء المزيد من المساكن العامة والتعاونيات ووضع قواعد جديدة صارمة لأصحاب العقارات. اضافة ان حملة بلانت تقربت من عنصر الشباب بشكل واضح .

 بينما السيد كودير Ensemble Montreal والذي يعتمد اكثر على اسلوب السياسي التقليدي كان تركيزه موجه أكثر نحو الأعمال والشرطة ، قائلاً إن مونتريال في خضم أزمة أمنية. وعد ، إذا تم انتخابه ، بإزالة بعض ممرات الدراجات الجديدة التي تم بناؤها حول مونتريال في السنوات الأربع الماضية ، مما يلبي المزيد من الشركات المحلية التي تخشى فقدان أماكن وقوف السيارات. في مجال الإسكان. وهو خطط لإغراق السوق بوحدات خاصة جديدة لحل مشكلة الأسعار المتصاعدة.

نقاط تمايز اخرى بين الطرفين

اضافة الى محاور الاجندات الانتخابية للمتنافسين الاساسيين پلانت و كودير، كانت هناك نقاط تمييز اخرى بين الطرفين . في الوقت الذي كان كودير يشير في كلمته عقب إعلان نتائج انتخابات البلدية الى ما اعتبره حالة القلق التي يشعر بها الناطقون بالانكليزية كانت  بلانت قد سبقته عقب فوزها بحديث حماسي باللغة الفرنسية مخصصة دقيقة واحدة فقط باللغة الانكليزية حسب وسائل الاعلام .

كان يميز كودير اثناء فترة قيادته لمونتريال علاقاته مع الجاليات ومنها علاقة تميزت بالدفىء و التواصل مع الجالية الاسلامية و العربية في المدينة وذلك لسنوات . الا ان هذه الودّ اصيب بهزة شديدة في الايام الاخيرة للحملات الانتخابية عقب خروج انباء عن قبوله لتبني احدى التعريفات التي تربط امرا محليا بسياسات خارجية لها علاقة بالشرق الاوسط. ادى هذا الامر الى حالة استغراب و تحفظ و استهجان عند قطاع واسع من ابناء الجالية في مونتريال . في نفس السياق لم تتجاوب پلانت مع نفس الموضوع وآثرت الصمت . انعكس هذا التطور على اختيارات الجالية بالنسبة لاختيار عمدة مونتريال .

اداء مرشحي الجالية في انتخابات البلدية

لعله من اكثر ايجابيات انتخابات البلدية التي جرت في كيبيك هي مشاركة ملفتة من ابناء الجالية، نساء، و منهم محجبات، ورجال من كل الاجيال في ترشح تحت مختلف الاحزاب وكمستقلين بكل نواحي جزيرة مونتريال وضواحيها و مدينة لاڤال و كيبيك سيتي و غيرها من المناطق في المقاطعة . هذه المشاركة ادت الى اهتمام اكثر من قبل الجالية في هذه الانتخابات .

تنوعت نتائج مرشحي الجالية، حتى كتابة هذه الاسطر،  بفوز خمسة مرشحين من الجالية الاسلامية والعربية في مونتريال . اثنان مع فريق فاليري بلانت هما: يونس بوكالة وعلية حسن كورنول و ثلاثة مع فريق كودير هما: عبد الحق ساري وأريج القربي وعارف سالم، و اخرين كانت نتائجهم مختلفة الى حد ما بين ارقام متواضعة و اخرى افضل بعض الشىء و خصوصا في مدينة لاڤال التي فاز فيها من الجالية العربية : الين ديب، ساندرا الحلو وراي خليل على لائحة حزب Mouvement Lavallois .

كما ذكرنا في مقالة سابقة نشرتها جريدة "صدى المشرق" الغراء اثناء الحملة الانتخابية الاخيرة ان التنافس فيها يختلف عن قرينتها ان كان على صعيد الفيدرالي او المقاطعة .

محور انتخابات البلديات هي الخدمات و ما للمرشح من خبرات و تاريخ في هذا الامر على صعيد المجتمع المحلي . و ايضا ما يحمل المرشح من مشاريع عملية و ليست نظرية و ما يستطيع تقديمه للدائرة التي يريد تمثيلها على الصعيد البلدي .

و لذا هناك فرق بين ادارة المعركة الانتخابية على الصعيد البرلماني و البلدي و ان تشاركوا في بعض التطبيقات. بينما الانتخابات البرلمانية سياسية بامتياز واللاعب الاساسي فيها الحزب وزعيمه و للمرشح دور مكمل . في البلدي من جهة اخرى ، المرشح و ما يحمله من خبرات على الارض هو اللاعب الاساسي في فوزه من عدمه .

 و تبقى الكلمة الاخيرة

ان على مرشحي الجالية و الذين لم يكتب لهم الفوز في هذه الدورة الانتخابية ان لا يختفوا عن الساحة. لا بل عكس لا بد من انضمامهم لأعمال خدماتية و تطوعية في مناطقهم المحلية تحضيرا للانتخابات البلدية القادمة لاثبات انهم انما ارادوا خدمة مواطني دوائرهم بصدق و جدية .

و الكلمة الاخيرة ان الجميع من ترشح قد فاز ، منهم بنتائج الانتخابات و منهم بالخبرات التي حصلوا عليها . و للجالية بعمومها نتمنى عليها ان تبقى متحركة و فاعلة كجزء متفاعل من المجمتع الاكبر التي جزء من نسيجه و تنوعه.