تحية طيبة وبعد. ... مراسلو شاشات لبنان ..احتراف الشتائم

  • article



غسان عجروش - مونتريال 

واكبت الانتخابات اللبنانية التي جرت في مدينة مونتريال ، وهي المرة الاولى التي أدلي بصوتي من جهة وأكون مندوبا فيها من جهة ثانية . الاستحقاق مر بشكل حضاري وديمقراطي سليم ؛ طاقم القنصلية برئاسة القنصل العام طوني عيد وممثلي الاحزاب والجمعيات والمقترعين قدموا تعاونا مميزا لانجاح هذا العمل. واذا كان لا بد من توجيه لوم وإنتقاد فسيكون للاعلام اللبناني والمراسلين الذين قطعوا البحار والمحيطات من أجل نقل الشتائم التي توجه للسياسيين . لست هنا في معرض الدفاع عن الطبقة السياسية التي جميعنا لنا ملاحظات كبيرة عليها، بل ونقمة أيضا لما وصلت اليه الاوضاع من تدهور. إنما وظيفة الاعلام هو نقل الحدث وأفكار وآراء الناس وليس الاستفزاز وتوجيه الاسئلة الملغومة ليصار الى ردود يريدونها شتائم كي تقابل بشتائم مضادة لخلق " سكوب" اعلامي . المراسلون والمراسلات الذين اتوا من لبنان لمواكبة الانتخابات تجاهلوا تماما الوجود الحضاري لممثلي الاحزاب ( حركة امل والعونيين والقوات والكتائب والمشاريع وغيرهم ) جنبا الى جنب كل واحد يعمل على ماكينته الانتخابية، وانكبوا لاقتناص بعض الشتامين وعرضهم على هواء شاشاتهم . مراسلة ال " ام تي ڤي" ،التي كانت تنقل صور طوابير المواطنين الذين ينتظرون دورهم للاقتراع، تركت كل شيء حين علا صوت إحدى السيدات امام خيمة أحد الاحزاب ودونما معرفة ما حصل نقلت الجانب الذي يلائم سياسة قناتها فقط ألا وهو السباب دون عناء معرفة ما حصل فعلا ؛ وكذلك فعل مراسل ال ال بي سي إدمون ساسين . معرفة نسبة الاقتراع بالامكان الحصول عليها دون عناء المجيء الى كندا اما نقل الشتائم فلا يستحق أيضا  تكلفة السفر .

لم يلحظ الاعلام اللبناني الوجه الديمقراطي الذي تحلى به الجميع من ممثلي الاحزاب والجمعيات ولا همه آراؤنا في الغربة . من قال لهم اننا لا نملك افكارا لبناء لبنان الواحد القوي السيد المستقل، ومن قال اننا لا نريد جيلا من الشباب الوطني الواعي القادر على التغيير فيما لو أعطي زمام الامور.

الاعلام اللبناني يريد التغيير ويدعم ما يسمى بقوى التغيير بالقول لا بالفعل ولا يريد الاحزاب ويدعم بعضهم ممن يملك الاموال بالفعل والقول. رئيس مديرية الاخبار في تلفزيون المر غياث يزبك هو مرشح عن لائحة القوات اللبنانية في البترون مثلا ( استقال من أجل الترشح ). وهل اصبحت القوات اللبنانية من قوى التغيير ؟؟

 في تقرير بثته قناة الجزبرة اظهر ان بعض القنوات اللبنانية تجني مبالغ طائلة من بعض المرشحين وصلت لمبلغ ٢٠ الف دولار للمقابلة كنعمة افرام وفؤاد مخزومي وعمر حرفوش وبولا يعقوبيان وآخرين. و بلغت دقيقة البث الواحدة للمهرجانات الانتخابية مبلغ الالف دولار وترتفع حسب الزمان وأهمية المرشح او الحزب. وتأتيك مراسلة ال ام تي في لتتجاهل الاحزاب ولا حتى بسؤال ،  ببساطة لانه لا انفاق هنا . هي تريد سبقا صحفيا مليئا بالشتم حصرا .

أخيرا ...مما جاء في مقدمة أخبار تلفزيون الجديد بعيد إلانتهاء من إنتخابات المغتربين : " رياح التغيير كانت عاصفة ".. على ماذا

إعتمدت الجديد في مقدمتها مثلا ؟؟ هل فرزت الاصوات واحتسبتها واعلنت النتائج اما أنها پروپاغندا فارغة ؟!!