شو فيها اذا لبسنا تياب تنكرية؟... ما معقول شو معقّدين!

  • article

مريم نجدي* - مونتريال

 

ما معقول شو معقّدين! انو شو فيها اذا لبسنا تياب تنكرية وبرمنا نحنا وهالولاد نحوّش بونبون؟

بس انتو هيك! طول عمركن بتوقفوا عالتفاصيل وما بتحبوا انو ننبسط ونبسط هالولاد

لحظة!!!

انا ما رح احكي عن الجانب الديني بالموضوع (لمعتنقي الإسلام) لأن أكيد بتعرفوا أنو بمجرّد تبنّي هيك أعياد انتو عم تربوا أطفالكم "تربية متناقضة"! لإنو أكيد بتعرفوا المبدأ لي قائم عليه عيد الهالوين والمبدأ لي قائم عليه الدين ولما تقارنوهم رح تلاقوا النتيجة كتير واضحة!

كتير بشبّه هالموضوع لجبل الجليدiceberg: الناس لي بهمها تلبس وتضهر وتجيب بونبون شايفة الجزء السطحي من الموضوع... وأصلا ما بهمها تشوف قاعدتو وعلى شو مستند لأن ببساطة ما بناسبها أو يمكن ما منتبهتلو... بس يا جماعة ما فينا نتخبى ورا اصبعنا: من جهة منوعّي الطفل على قاعدة دينية معينة ومنأكد عليها ومن جهة تانية مناخدو حتى يمارس نشاطات ذات قاعدة مناقضة تمامًا للقاعدة الأولى... المسألة مش قصة بونبون وأزياء يا جماعة... القصة قصة مبدأ وعقيدة!!!

ونفس الشي الجانب التربوي والنفسي للموضوع كمان فيه تربية متناقضة!

كيف يعني؟

من أهم العوامل النفسية عند الأطفال هوي الشعور بالأمان 

هيدا الشعور يتناقض كلّيًا مع كمية الرعب الموجودة بهيك نشاطات ... هيدا الرعب بيتخزّن عادة على شكل توتر عالي (قلق) قد يسبب صعوبة في النوم وفي التمييز بين الواقع والخيال عند الكثير من الأطفال وهون بتبلش قصص الاشباح لي بتطلع من تحت التخت والوحوش لي بدا تجي من الشباك وغيرها ... وفجأة ببطل الطفل يقبل ينام لحالو والحل ممكن ياخد وقت طويل

هيدا عدا عن الكوابيس لي بتحدث عند أطفال كتار بعد مشاهدة هالمناظر... وعلى فكرة... مش كل الاطفال بتحكي لأهلها عن مشاعرها وأفكارها ... في أطفال بتخزّن مخاوفها يلي بتظهر لاحقًا بسلوكيات غريبة!

يعني مش معناه اذا رحتو ع هيك نشاطات وقلك طفلك انا مش خايف يعني هيدي الحقيقة... بل ممكن كتير يكون مرعوب كتير، بس كرمال البونبون عم يجبر حالو على تحمّل هيدا الخوف!

من جهة تانية، تبنّي شخصيات عدوانية ومرعبة إلها أثر في زرع السلوك العدواني عند الأطفال... ومن بعدها منستغرب ليش الطفل عم يتصرّف بهيك طريقة!

طبعًا درجة حدة الأضرار بترجع لكمية الوقت لي عم يتعرّض فيها الطفل لهيك مشاهد + لمدى قوة تأثير هالمشاهد عليه(لأي مدى بتخوّفو)

طيب من الآخر، حدا بحب يأذي ولادو؟ أكيد لا... بس من خلال تشجيعهم على المشاركة بهيك نشاطات مرعبة، عم تتم أذيتهم بطريقة غير مباشرة!

اذا القصة قصة "حواش بونبون" وأزياء تنكرية، فمن السهل اعتمادها بأية مناسبات تانية...

انو عنجد شو صاير علينا نعمل بالأطفال هيك؟

حتى بالمدارس، بستغرب كتير التناقض يلي عم يصير : من جهة منسمع بضرورة تعزيز النمو العام عند الأطفال ومراعاة مشاعرهم ومداراة نفسياتهم، وهون بكندا كتير في اهتمام بالأطفال، وفجأة بحطّولهم مناظر مرعبة طيلة شهر كامل على ابواب المدرسة و"الكاريدورات" متل الفيديو المرفق بهالنّص... طيب هالمشاهد اذا ما تسببت بالقلق لي حكينا عنو، عم تصير مألوفة عند الأطفال بطريقة غير مباشرة... يعني زراعة غير مباشرة لثقافة الرّعب والقتل والموت!!!

هل هالشي لي بدكم ياه لأطفالكم؟ اجابتكم على هيدا السؤال بتحدد سلوككم!

وعلى فكرة ، مش المشاركة بهيك أمور هيي لي بتخليكم مندمجين بالمجتمع متل ما كتار بفكروا.... هيدا اسمو ذوبان مش اندماج... والفرق كبير بين الاثنين!

فيكم تندمجوا بنشاطات خيرية، بنشاطات لبناء المجتمع، بنشاطات عائلية وبمشاريع إلها منفعة عملية للكل ...

رح تقولولي نحنا ما منلبّس ولادنا اشيا مخيفة ومنعرف عأي بواب مندق... برجع بقلكن القصة مش قصة زي تنكري ولا بونبون... القصة بأسفل الiceberg...بالمبدأ!

ويلي عندو مبادئ ثابتة بحياتو رح يفهم قصدي، أما لي ما عندو مبادئ ومتل العصفور الطّيّار بياخد من الحياة كل شي بيعجبو وان تناقض مع هويتو الثقافية أو الدينية... فأكيد رح يشوف الأمور بقشريتها وسطحيتها ومن الصعب اقناعو... هيدا بيشبه جبل الجليد لي ما عندو قاعدة وبيتحرك على وج المي مع كل نسمة بتاخدو وبتجيبو...

انتبهوا ع ولادكم!...

يمكنكم مراجعة الفيديو المرفق من خلال هذه الوصلة: https://fb.watch/gyIN7Kc8oB/

* مريم نجدي هي باحثة_دكتوراه_في_التربية وأستاذة جامعية ، إختصاصية في العلوم التربوية وفي التدريب الأسري وعضو في تجمّع الإختصاصيين والمعالجين في الطب البديل والمكمّل RITMA . كذلك هي عضو في لجنة Petit chomedey في لاڤال وهي مؤسِّسة مركز  Pedagomar  للخدمات والإستشارات التربوية والأسرية في كندا والعالميْن العربي والإغترابي.