د. علي ضاهر
لا يختلف اثنان على ان تاريخ كندا غني بالصفحات البيضاء، لكن هناك صفحات سوداء خطتها ايادي بعض النفوس الكندية المؤمنة بفكر أنجلوسكسوني إستعلائي، حمله معهم الأوروبيون، يريد وضع الإنسانية في خدمته لإعتقاده بأنه: محور العالم والأعلى مرتبة والأكثر تطورا والأشد ابداعاً.
1) صفحات الإبادة وإرتكاب الفظائع: تأسيس المدن على أنقاض حرق قرى السكان الأصليين وقتلهم (جيفري أمهرست لوّث بطانيات بمرض الجدري ووزعها على سكان اصليين فقضي على العديد منهم؛ جون ماكدونالد سن "قانون المتوحشين" شرّع فيه الدمج الإجباري لأطفال السكان الأصليين فسلخهم عن عائلاتهم وزج بهم في مدارس ومنعهم من التحدّث بلغتهم وممارسة تقاليدهم.
2) صفحات الإقصاء والإستبعاد: إصدار عام 1885 قانون يفرض ضريبة 500 دولار على المهاجر الصيني؛ بين 1906 -1907 ألحقت أضرار جسيمة في الحي الصيني قام بها البيض بتحريض من ساسة كولومبيا البريطانية؛ 1910اعتبرت كندا بعض الأعراق غير مناسبة وشرّعت بالترحيل الإعتباطي؛ 1914 منع اكثر من 350 من سكان الهند من دخول كندا فامضوا اكثر من 100 يوم في عرض البحر وأجبروا على العودة إلى الهند؛ سنة 1923 سنّ قانون يحظر دخول الصينيين؛1931 صدور مرسوم يطالب الصينيين واليابانيين بالتّخلي عن جنسيتهم للحصول على الجنسية الكندية؛ 1939 منع سفينة محمّلة بيهود وإجبارها على العودة الى أوروبا فقتل النازيون 250 من ركابها؛1942 طُرِد 22000 كندي من أصل ياباني.
3) صفحات العنف والتجسس: نشاط كندا في مؤسسة العيون الخمسة وهي وكالة مخابرات سرّية تضمها مع أمريكا وإنجلترا وأستراليا ونيوزيلندا لمراقبة حركات البشر وإخضاع بيانات الانترنيت التي تمرّ خلال الشبكة العنكبوتية (إدوارد سنودن بيّن كيف ان العيون الخمسة تنفّذ عمليات غير مشروعة عن طريق التخفي وراء حجج، مثل "التهديدات الإرهابية" و"قضايا الأمن". "أنونيمِس" سرّبت وثائق عن مساهمة كندا في تأسيس وتمويل شركة ARK التي تتخذ من دبي مقرا لها، من مهامها المساهمة في التحريض على احزاب وبلدان عربية عن طريق تأسيس بنية تحتية للدعاية، تهدف إلى تحفيز الدعم الغربي للمعارضين المسلحين والسياسيين).
4) صفحات المساهمة في جرائم ضد الإنسانية: إرسال شحنات أسلحة الى بلدان مثل السعودية تستخدم في جرائم إبادة جماعية وذلك حسب الدعوى التي أقامها مؤخرا حقوقيون كنديون؛ السكوت عن نهب وفساد وجرائم شركات كندية في إفريقيا والتتستّر على جرائم إقتصادية وتدمير وتهجير قسري وتمويل خفي لحروب أهلية حسب كتاب آلان دينيو "كندا السوداء"؛ غض الطرف عن شركات كندية للمرتزقة وخبراء الحروب تدخل ضمن أوّل 10 شركات عسكرية خاصة عالمية حسب "معهد ستوكهولم لدراسات السلم الدولي".
هذا اختصار لبعض صفحات سوداء جاءت من وحي إنطلاق حركات في عدة مدن طالبت بإزالة تماثيل ونصب تذكارية لشخصيات سودت تاريخ كندا.