تحية طيبة وبعد... عذرا لكم ، لقد سبقكم موسى الصدر !!!

  • article

غسان عجروش

 

في 18 شباط 1975 في مثل هذه الآيام المباركة من فترة الصوم ، اعتلى رجل دين مسلم منبر كنيسة الآباء الكبوشيين في بيروت وألقى عظة بمناسبة الصوم الكبير ، أمام المذبح المقدس قال :   اجتمعنا من أجل الإنسان الذي كانت من أجله الأديان... كانت الأديان واحدة حيث كانت في خدمة الهدف الواحد دعوة إلى الله وخدمة للإنسان، وهما وجهان لحقيقة واحدة. ثم اختلفت عندما اتجهت إلى خدمة نفسها... هذا الرجل المعمم كان الامام موسى الصدر ..46 عاما مضى على هذا الخطاب التاريخي ، خطف موسى الصدر وخلدت كلماته في وطن بحاجة كل يوم الى هذا التنبيه الذي تتراجع فيه المحبة والانسانية بين البشر يوما بعد يوم .                                       بعد 46 عاما نقول لك الوطن يا سيدي لا حيث تركَت وليس تماما كما أنت، ربما كان ناقص حاسة فأصبح بحاجة الى حواس أو زائد خيبات لا فرق ، المهم أنك تركت رغيفكَ على ذاك المذبح المقدس ليأكلوا منه تركت ابتسامتك في قوس الكنيسة المباركة وفي جيبك الأيمن وصايا وطن و في الأيسر انفتاح وتعايش.

أي لبنان أتيت لتبني يا سيدي وقد منعوك  ؟ يا أخ الأنسانية  و ابن الفكر المنفتح من ألبسك هذه الأساطير؟كنت تدرك أن القتل ليس انتهاءً فقط بل يليها دمار وخراب وفواجع  و أن المتاريس أصغر من أن ترد على حنكة الحوارفكيف للوطن المريض أن لا يحمل نور عينيك ولشوارع القرى والدساكر أن لا تفوحك ؟ كيف للضوء أن لا يلبس ملامحك و للقمح أن لا ينتحل كل تفاصيلك المباركة ؟ من أنت حتى تملأ مدننا عزة وكرامة من أنت حتى دخلت كنائسنا وعلى مذبحها علمتنا معنى الله ومن منابر مساجدنا علمتنا الشريعة والدين بطريقة السهل الممتنع ؟ من أنت كي تترصد الأحلام في رائحتك و تشرق  نكهتك في فم كل الأشياء  ؟  من أنت كي يظل وجهك صلاة الضوء في فجر الدهشات.

ويأتي الجواب ، في كل زوايا الوطن تركت لنا مدرسة في الوطنية ، بدءا من  القسم العظيم من بعلبك : أقسمت   بجمال لبنان وجباله، بجنوبه وشرقه وشماله... أن لا نوفر جهدا لإحقاق الحق وإبطال الباطل، ومحاربة الطغيان والنضال على أعداء الوطن

ومن دير الأحمر قلت لهم : إن كل طلقةٍ تطلق على دير الأحمر أو القاع أو شليفا انما تطلق على بيتي وقلبي وعلى أولادي”

ومن اعتصام العاملية في بيروت قلت لهم  اخترت الصيام والاعتصام... ذلك لكي أضع حدا للعنف، ونتغلب على السلاح، ونصون وحدة وطننا، ونحمي جوارنا، ونوفّر قوتنا وبأسنا لعدونا.

اذا، هذه هي عناوين بناء الوطن ، بالأمس القريب تفاخر بعض السذج أنهم اقتحموا الضاحية ، وانهم حققوا انجاز تشابك الايدي من أجل الوحدة الإسلاميةْ - المسيحية ومن أجل الالتقاء ، ومن أجل التعايش  واعتقدت وسائلهم الإعلامية أنها سطرت حدثا نوعيا فريدا ، عذرا لكم !! لقد سبقكم موسى الصدر منذ 46 عاما خلت وبلا شاشات وبلا استعراضات وبلا كاميرات وبلا استثمارات دماء . سجلتم انتصار دخول الضاحية الجنوبية آمنين بأعداد ( نوعية ) وزراء وسفراء ورجال دين ولكن مهلا ،  من منعكم من التجول في طرقات الفقراء والبسطاء والطيبون |؟ من صد عنكم أبواب بيوت الله إن كان مسجد الحسنين "ع"  أو في كنيسة ماريوسف في حارة حريك أو مار الياس في المريجة  كي تقيموا صلواتكم في حديقة منزل؟  من تخافون منهم قد صفحوا حتى عن العملاء والجواسيس ومنهم الأعداء في تحرير عام 2000  وما تسجلون من اختراق واقتحام وتحد انما هو وهم  .

في هذه العجالة لا بد في نهاية الكلام من تصويب كلام صدر عن المحامية بشرى الخليل التي فضلت معمر القذافي على نبيه بري وكامل الاسعد على نبيه بري ، فيما خص المقاومة أولا السيد حسن نصر الله هو ابن مدرسة حركة أمل وكادر من كوادرها وهو من تلامذة موسى الصدر وحوارييه وثانيا قرى الجنوب وحقوله ومياهه وجباله تحمل رفات المقاومين وأسماءهم وانتماءاتهم ليست بحاجة الى شهادة منك وثالثا وأخيرا ، ماذا قدم أجدادك الاقطاعيين للجنوب وأي طرقات رصفتم وأي مياه أوصلتم وأي مدارس بنيتم وأي مياتم أسستم .؟ جل انجازاتكم انتخاب بشير الجميل رئيسا وتوقيع اتفاق 17 آيار فلا عجب أن تكوني الى جانب صدام حسين ومعمر القذافي  ..حشرك الله مع من تحبين .