العداء للسامية : لستُ عدواً لنفسي !  

  • article

معن سمحات - مونتريال

 

لطالما صدّع الغرب و الكثير من المستشرقين و الاعلام خاصةً رؤوسنا بشأن السامية و العداء للسامية و كرهنا للساميين. بل غدت المسألة جُرماً يُحاسب عليه المرء. و بات العربي متهّم على الفطرة بعدائه للسامية، في ظل الحملة الشرسة و الكبيرة التي تُشن عالمياً ضد العرب و المسلمين  في ظل تزييف حقائق بل خلق اساطير و روايات لم يتم التحقق منها و التدقيق بها تاريخياً ـ سبق ان ذكرت هذه المسألة في مقال سابق بعنوان السيطرة على العالم ( اعلام غوبلز) ـ حتى اختلط الامر على العربي و اصبح البعض منّا يعتقد فعلاً اننا شعب غير سامي. و مع عدم قدرتنا على الرد سواء بسبب قلة الحيلة و ضعف الامكانيات او تجاهل المكينات الاعلامة و مثقفيها لخطورة الامر و تأمر بعض الانظمة العربية ضد شعوبها، لا بد من تسليط الضوء على الساميّة و اصلها و شعوبها و لغاتها لعلّ ذلك يعزز قدرة القارئ في دحض ما يتم الترويج له و الدفاع عن حق تاريخي يُسلب من ثقافتنا امام اعيننا.

السامية اسم يُطلق على مجموعة من الشعوب في الشرق الاوسط يتكلمون بلهجات مختلفة و لكن متقاربة تطورت الى لغات.

قُسمت هذه اللغات التي عرفت بالسامية حسب التوزيع الجغرافي: شمالية و جنوبية، و قد قسمت الشمالية الى شرقية و هي اللغة الأكدية التي تضم كلاً من اللغتين البابلية و الاشورية و اخرى غربية تضم اللغتين الأوغارتية و الكنعانية، التي تفرع منها العبرية و الفنيقية و المؤابية. بينما قُسمت الجنوبية الى عربية جنوبية و هي لغة اهل اليمن، اللغة الحبشية و الى عربية شمالية و هي اللغة العربية الفصحى.

 اما الشعوب السامية فهم :

  • الاراميون و عاشوا في الصحراء السورية
  • العرب في شبه الجزيرة العربية.
  • الحبش في الجهة الغربية المواجهة لليمن.
  • الكنعانيون والفنيقيون الذين عاشوا على ساحل البحر المتوسط حتى وصلوا لبنان و سوريا لاحقاً.
  • العبريون و يعود اصلهم الى العشائر البدوية المترحلة حول العراق و من هنا جاءت تسميتهم بالعبرانيين فقد كانوا يعبرون المناطق بترحالهم بين بادية الشام و فلسطين و سيناء.
  • الأكديون و هم اقدم الشعوب السامية سكنوا بلاد الرافدين.

إذا ، خلاصة القول، نحن كعرب من الشعوب السامية و يستحيل ان نكون اعداء لأنفسنا ولا كارهين لجذورنا. بل و كما معروف عن العرب تفاخرهم بالنسب وتعلقهم بالارض وإيمانهم القوي.

 حالنا كحال بقية هذه الشعوب التي استقرت او انطلقت من الجزيرة العربية و بالرغم من اختلاف المؤرخون على اصول الشعوب السامية الا انهم اجمعوا انهم جميعهم من الجزيرة العربية و لكن المثير للريبة  انه اول من استعمل مصطلح (السامية) مطبوعاً هو الباحث المستشرق اوجست لودفيج شلوتر (Augest Ludwig Shloester) في مقال له عن الكلدانيين عام . ١٧٨١و قد سلّط الضوء على هذه النقطة الباحث الفلسطيني احمد الدبش المتخصص في التاريخ القديم في إحدى مقالاته. يقول شلوتر: من البحر المتوسط الى الفرات ، و من ارض الرافدين الى بلاد العرب جنوباً، سادت كما هو معروف لغة واحدة. و لهذا كان السوريون و البابليون و العبريون و العرب شعباً واحداً و كان الفنيقيون (الحاميون) ايضاً يتكلمون هذه اللغة التي اود ان اسميها السامية.

و نسب هذه النظرية الى نفسه و دافع عنها .

و يبقى السؤال بدون إجابة الذي طرحه الباحث احمد الدبش لماذا نُسبت هذه الشعوب الى سام ابن نوح (ع) ، كما لو ان سام هو ولد نوح الوحيد و اليوم تم تجريدنا نحن كعرب من اسم جدنا (سام) بحجج واهية و لاسباب سياسية و تحريض قائم على اكبر عملية تزوير في التاريخ البشري.

سلب الارض و الهوية و التراث و سلب النسب ايضاً.

 

 المصادر

  1. أحمد الدبش (كاتب و باحث فلسطيني في التاريخ القديم)
  2. تاريخ الادب العربي (٢٠٠٨)
  3. الحضارات السامية القديمة  (١٩٨٦)
  4. الساميون و لغاتهم  (١٩٩٠)