الحُكْمُ للأقوى... والأعقل

  • article

أبو تراب كرار العاملي - مونتريال

 ـ الرّمّاح: ما لي أراك منهمكاً بين الأوراق تقلّبها وبين الكلمات تبحث عن ضالّةٍ فيها أو فكرة بين طيّاتها؟

ـ المخرز: أشهرٌ بلا حكومة، هذه لوحدها أزمة. فكيف إذا أضفنا عليها حال البلد المتردّي، أوضاع العباد المترنّحة والمعطيات الاقتصاديّة الّتي لا تجد إلى الرّسوّ على برّ الأمان من سبيل؟

ـ الرّمّاح: هل نسيتَ الوباء الفتّاك؟

ـ المخرز: أبداً، فتحتُ لك المجال لإضافته.

ـ الرّمّاح: وهل خليط من الأوراق والحبر مع ما تيسَّر من التَدبّر سيوصِلانك إلى وضعيّة تأمل منها خيرا؟

ـ المخرز: عند تشابك الأمور وتداخل المعطيات، لا بدّ من محطّة تأمّليّة، فما بالك إن كنّا في ساحة "فسيفسائيّة" كميداننا الوطني في "بلد الأرز"؟

ـ الرّمّاح: ويزيد الوضع تعقيداً إن أُضيفت إلى المساحة المحلّيّة تأثيرات قادمة من الإقليم وأخرى من خلف المحيطات... فماذا تقول؟

ـ المخرز: وتتعمّق الأمور تصلّباً مع صعوبة في المرونة قد ترتفع تدريجيّاً عندما تتصدّر المصالح الشّخصيّة والأهداف الفئويّة مشهديّة التّناطح السّياسي والمناكفات الكذائيّة الّتي تحول دون انفراج الأزمة، وتمضي بأمور العباد والبلاد إلى مجهول قاتم ومصير مشؤوم... فماذا تُضيف؟

ـ الرّمّاح: على الرّغم من تواجدنا في خِضَمِّ خليط متشعّب الانتماءات، إلّا أنّ الوضع لا يخلو من استغراب... أتدري لِمَ؟

ـ المخرز: الأولويّة لتوضيحك وليس لظنّي، فلا تتردّد في المتابعة.

ـ الرّمّاح: إذا الهدف واحدٌ، ويتمثّل بخدمة المواطِن، وإذا توجد نقطة التقاء مشتركة وتتجسّد في تأمين معيشة المقيمين وتوفير حياة كريمة لهم، فلماذا هذا الاختلاف على الدّوام؟ وبشكله الحادّ الّذي يظهر وكأنّه عَصِيٌّ ولا إمكانيّة لإزالته؟

ـ المخرز: تساؤل مشروع وفي محلّه، واختصار الحال أنّه مع اشتراك العناوين بمضامين شبيهة، إلّا أنّ التّطبيق دونه حواجز، آراء مختلفة ومسارات متعدّدة توصلنا إلى حائط مسدود وتصيب حال البلاد بالشّلل... وأهلاً بك في المشاكل!!

ـ الرّمّاح: وما حلولها؟ ألا من اقتراحات لإبعادها عن الطّريق والمُضي قُدُماً؟ إذا أُتيح لأوراقك الممتلئة بالكلمات المتراصّة أن تتكلّم، هل لديها شيءٌ مفيد تبوح به؟

ـ المخرز: لا بأس أن تعتبرني نائباً عن هذه الكلمات المخطوطة، أو ناطقاً باسمها... فما رأيك؟

ـ الرّمّاح: رَحْبٌ وَسَعَة... أسمعك.

ـ المخرز: الحّلّ بتطبيق عنوان هذا النّقاش، فاصْعَد للأعلى واتلوه علينا... على أمل أن تجد آذاناً صاغية.

ـ الرّمّاح: "الحُكْمُ للأقوى... والأعقل".

ـ المخرز: لا بأس بك بالقراءة... أَصَبْتَ يا صديقي.

ـ الرّمّاح: وفي السّاحة اللّبنانيّة، معلومٌ مَنْ هو الأقوى...

ـ المخرز: عذراً على المقاطعة... وواضحٌ مَنْ هو الأعقل.

ـ الرّمّاح: وهو طرفٌ واحد يجمع الصّفتَيْن.

ـ المخرز: ورد في الذّكر الحكيم "وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (٥٦)" [سورة المائدة].

ـ الرّمّاح: وانتهى البيان.

وللحكاية تَتِمَّة

[وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ]