نكون او لا نكون!

  • article

معن سمحات - مونتريال

 شارف العصر الذهبي لنا على الانتهاء، على ابعد تقدير خلال اربع سنوات إن فاز الحزب اليبيرالي في هذه الانتخابات، و خاصة لأبناء الجالية المقيمين في مقاطعة كيبيك الذين يعانون الامرّين في ظّل حكومة ليغو العنصرية. إلا أنّ الحاجة و الظروف الإقتصادية لا تسير حسب رغبات الزعيم "ابو عيون جريئة" و كما قال الشاعر:

مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ  تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفنُ

و لكن الى متى ستجري السفنُ عكس ما يشتهي؟ و قال الشاعر السوري نزار قباني:

الله يؤتي النصر من يشاء   و ليس حدّاداً لديكم...يصنع السيوف.

مهما طال حكم الحزب الليبرالي و بالرغم من تحفّظ قسم من ابناء الجالية على ادائه و خاصة تجاه السياسة الخارجية، إلا انه يلقى القبول بل هو افضلهم. و ليس المطلوب حصول اي حزب على تأييد مئة بالمئة بل بالعكس. التنوع الحزبي عند ابناء الجالية المسلمة له نتائج إيجابية و وجود معارضين يُعتبر امرا طبيعيا في أي مجتمع سليم. و ارغب بالاشارة الى ان المعارضة المخلصة عادة تكون اكثر وطنية و في قمة العطاء و الاخلاص اكثر من وجودها او قبل ان تتسلم السلطة؟ و من هنا سأتطرق من وجهة نظري الى السياسة الخارجية الكندية و تصريحات الاحزاب الكندية بخصوصها و خاصة فترة الانتخابات، فمهما اختلفت التصريحات بينهم إلا ان هذا الاختلاف سرعان ما يتلاشى في حال وصول اي حزب الى السلطة مع اختلاف بسيط بينهم و يُطلق عليه سياسيا: " بصمات الرئيس او الحزب الحاكم" .امّا الخطوط العريضة فهي محكومة بعلاقات دولية و تفاهمات اقتصادية و تجارية و امنية و بنود معلنة و سرّية و توصيات من اجهزة امنية و مخابرات، لا نعلم عنها الكثير كمواطنين. و مع ذلك لا ادعو الى التوقف عن السعي الى تحقيق الاهداف المرجوّة على صعيد السياسة الخارجية، و لكن من خلال خارطة طريق قادرين على السير بها الى النهاية.

ست سنوات مضت و ربما امامنا فرصة اربع سنين من حكم الليبراليين كي نلحق بالركب و نلملم نجاحاتنا المبعثرة هنا و هناك و نستجمع قوانا. لربما نكون مستقبلا في مراكز القوة في هذا البلد، فنتمكن من تلقي ضربات من يتربص بنا اقلّها دون ان نضعف او نتراجع الى الوراء.

نحتاج الى استراتجية لمستقبل ابناء الجالية المسلمة في كندا ، مدروسة بعناية تحملها شخصيات نقدم لها كل انواع الدعم و خاصة العمل التطوعي والدعم المادي و هم بدورهم يتعهدون لنا ان يحملوا همومنا و يوصلوا كلمتنا الى المسؤولين . نحن اليوم نحتاج الى ثورة هادئة،  ثورة افكار تُخرجنا من الصندوق لان الخيار: نكون او لا نكون.