قُبَيل مظاهرة الأهالي المليونية: قلقٌ من "تشتيت الانتباه عن الهدفِ"

  • article

قُبَيل الاحتجاجات المقررة ليوم الأربعاء في مناطق مختلفة من كندا حرصاً على مراعاة خصوصية الطفولة وحفظ الأطفال تربوياً تحت جناح الأهل، أصدرت الجمعية الإسلامية في كندا (MAC) ومجلس الأئمة الكنديين (CCI) بياناً اليوم اشارتا فيه الى اننا " نحن في الجمعية الإسلامية ومجلس الأئمة على عِلم بعدد من الاحتجاجات المقرر إجراؤها في كندا في العشرين من أيلول/ سبتمبر من هذا العام". واذا اشارتا الى انه " لا علاقة لأي من منظَّمتَينا بتنظيم هذه المظاهرات، ولم تتوفر لدينا معلومات كافية بشأن الجهات المنظِّمة للمسير الذي ستشهده مدن متعددة"، اكدتا علة " إننا نحترم حرية الاحتجاج سلمياً وإن كنا لا نتبنى هذا المسير، ولا نُثني الأهالي عن اتخاذ قرارهم بالحضور أو الامتناع عنه، وإنما ننصح كل الذين ينوون المشاركة بأن يتحركوا قانونياً وبمسؤولية أخلاقية".

واذ لفت البيان الى اننا " نَعي أن هدف أبناء جاليتنا من هذه الاحتجاجات يتمثل بحفظ حقوق الأهل بالنسبة للمشاركة الفاعلة في تربية أبنائهم، وبحق أبنائهم في التمسك بمعتقداتهم الدينية" ، ابدتا القلق " من محاولة مجموعات معيَّنة تشتيتَ انتباه الحاضرين عن هذا الهدف والتسبب بالعنف أو الأذى لسواهم. لذا ندعو كل المجموعات المشارِكة إلى رفض هذه المحاولات بحزمٍ علناً".

كما اكد البيان " اننا ملتزمون بضم صوتنا إلى أصوات الأهالي وبضمان سلامة الأطفال. وفي الوقت نفسه نحث الأهالي على متابعة التواصل مع مجالس إدارة مدارس أولادهم كي يتعاملوا جيداً مع ما قد يهدد الأولاد".

لمطالعة المزيد من المعلومات بشأن المواقف الإسلامية من التوجهات الجنسية والهوية الجنسية، تفضلوا بمراجعة البيان الذي أصدره عدد من العلماء المسلمين سابقاً هذا العام:

Navigating Differences: Clarifying Sexual and Gender Ethics in Islam - Navigating Differences

إننا ندعو إلى الآتي:

كندا – للأسف – اتخذت منحى بات فيه المروجون لمنطق الميول والهوية الجنسية المخالِفة للإسلام يتعدون حدودهم، فارضين رؤيتهم الرائجة في العالم على أطفالنا، وكثيراً ما يحدث الأمر من غير عِلم الأهل أو موافقتهم. وبفعل المروجين هذا، يحرمون الأهل من حقهم بتوجيه مسيرة أولادهم، كما يستغلون غياب التكافؤ في ميزان القوى، ما يصعّب على الأطفال الاعتراض على ما يُعرَض عليهم كونَهم يفتقرون إلى العِلم والدراية الكافيَين.

وعليه، نطالب باحترام حقوق الأهل والأولاد الدستورية المذكورة في شرعة الحقوق والحريات الكندية، ونشدد على حرية التعبير والتّديّن.

إن فرضَ الموافقة على المعتقدات والممارسات غير المتوافقة مع الأخلاقيات الإسلامية يضر أولادنا، ففرض جماعة "المثليين والمتحولين والمتحررين" (LGBTQ) على سواها وفرض إقامة احتفالاتها ودفع سواها – مباشرةً أم لا – للمشاركة في مناسبات وأنشطة "الفخر" هو تعدٍّ على حقوق المسلمين القانونية.

نشدد على حق كل طفل بتحصيل بيئة تعليمية لا يُرغَم فيها على المشاركة بالأنشطة المتنافية مع مُسلَّماتِه. من هذا المنطلَق ندعو كل السياسيين ومجالس المدارس المحلية والإقليمية والمدراء والأطقم التعليمية إلى ضمان سلامة كل الطلاب وحقوقهم الدينية، ومنع معاقبة الطلاب لتمسُّكِهم بمعتقداتهم الدينية من غير فرضِها على الآخرين.

نلحظ مستوى الاحباط المتنامي في أوساط الأهالي كونَ مجالس المدارس والمعلِّمين يحرمون الأهالي من حقهم في توعية أولادهم والمشاركة في تعليمهم في الصف وفي الأنشطة المدرسية الخارجية. وبالرغم من دعمِ بعض السلطات الحقوق الأبوية (حقوق الوالدين)، ما زال على سواها توضيح مواقفها من حقوق الأهل والأولاد الدينية وتفعيل السياسات الضامنة لهذه الحقوق.

ندعو السلطات إلى الموازنة في سياساتها الحكومية بين حقوق الأهل كونَهم الأوصياء في نهاية المطاف على تربية أولادهم على القيم وتعليمهم، وبين إملاءات الحكومة التي تفرضها القوانين التعليمية.

ليست الجالية الإسلامية في كندا وحدها المتخوِّفة، بل تعداها الأمر، مؤثِّراً على العائلات والفئات السكانية الأخرى في أرجاء كندا.

بناءً عليه، ندعو أتباع الديانات المتنوعة وكل المتمسكين بشرعة الحقوق والحريات إلى اتخاذ موقف موحَّد في هذه القضية.

Photo by Omar Lopez on Unsplash