إغلاق المناطق تسبب بموت عدد أكبر من الكنديين مقارنةً بالوباء

  • article

علَّق مؤسس وزعيم حزب الشعب الكندي ماكسيم بيرنييه (Maxime Bernier) على تقريرٍ حديثٍ نشرته "وكالة الإحصاءات الكندية" (Statistics Canada) بالقول: "هذا ما أحذِّر من حدوثه منذ أكثر من عام".

فقد قضى الإغلاق الذي فرضته الحكومات المحلية في كندا في فترات متعددة من زمن الجائحة على عدد أكبر من الكنديين مقارنةً بالذين توفوا بعد إصابتهم بالجرثوم التاجي المستجد، وفقاً لتقريرٍ نشرته "وكالة الإحصاءات الكندية" مؤخَّراً.

 

التقرير

عمل مُعِدُّو التقرير على دراسة زيادة/ نقصان الوفيات نظراً إلى عوامل متنوعة في زمن الجائحة، كالوقاية من الرشح، أو تأخر الإجراءات الطبية، أو زيادة الإدمان على المخدِّرات.

وفي التقرير الذي حمل عنوان " Provisional Death Dounts and Excess Mortality " راجعت الوكالة أعداد الوفيات في الفترة الممتدة من كانون الثاني من عام 2020 حتى نيسان من العام الجاري، لِتجد أن 5,535 كندياً دون الخامسة والستين من عمرهم ماتوا نتيجة "للعواقب غير المباشرة" في زمن الجائحة.

ومقابل ذلك، توفي 1,380 كندياً من الفئة العمرية نفسها بسبب الجرثوم التاجي المستجد.  

وعليه، أقرَّت الوكالة بتأثير إغلاق المناطق الشديد على عدد الوفيات في كندا، خصوصاً في أوساط الفئة الشابة بسب التسمم أو المرض نتيجةً لِاستهلاك الكحول الزائد، كما بسبب نمو أزمة المواد المخدِّرة في ظل تركّز انتباه الحكومات على مكافحة الوباء.

وأشارت الوكالة إلى وجود الأدلة على ارتفاع استهلاك المخدرات في أنتاريو وآلبِرتا وبرِتِش كولومبيا في عام 2020 مقارنةً بالسنوات السابقة. وفي المقابل، وفقاً للوكالة، لم تتوفر بالمقدار نفسه كما من قَبل خططُ التوعية والدعم النفسي، والإشراف على مُستهلِكي المخدِّرات.

 

المتوفون بسبب الوباء

وكانت وكالة الإحصاءات أشارت في وقت سابق من الشهر الجاري إلى أن أغلب المتوفين بسبب الوباء فاق عمرهم الخامسة والثمانين، وكانوا مصابين بالخرف، أو بمرض "آلزهايمر"، أو مرض القلب المزمن وما شابه من الأمراض القلبية والتنفسية.

كما تواجد سبب مرَضيٌّ ثانٍ ذُكِر في شهادة الوفاة لدى كل تسعة من أصل عشرة مصابين بالجرثوم.

 

منظومة صحية متشددة

يُذكَر أن الكنديين خضعوا لإحدى أكثر المنظومات الصحية تشدداً في العالم في زمن الجائحة، وشهدت مقاطعات نوفا سكوشا ومانيتوبا وبرِتِش كولومبيا أوسعَ نطاق من الإغلاق (بالنظر إلى إقفال مؤسسات الأعمال والمدارس ومنعِ الاجتماعات إلى موائد الطعام)..

 

مؤشرات سابقة

دائرة الطب الشرعي في برِتِش كولومبيا كانت تحدثت في كانون الأول من العام الماضي عن "قضاء المخدِّرات على 153 مدمناً في المقاطعة في شهر تشرين الثاني". وشكَّل هذا العدد ارتفاعاً بنسبة 89% عن الشهر ذاته من عام 2019.

كما اعتبرت رئيسة الطب الشرعي في المقاطعة ليزا لابْوانت حينها أن تداعيات الجائحة جاءت مميتةً بالنسبة للمدمنين.