آفي بن لولو: "يجب تجديدُ الحرب على الإرهاب"

  • article

كتب آفي بن لولو (Avi Benlolo) لصحيفة "National Post" اليمينية مقالاً تحريضياً في ذكرى أحداث برجَي التجارة العالميين في الحادي عشر من أيلول، يقول: "كثُر منّا شهِدوا أحداث الحادي عشر من أيلول، ما تسبب لهم بما يشبه الإجهاد النفسي التالي للصدمات (post-traumatic stress disorder). لقد غيَّر الهجوم الإرهابي حياتنا إلى الأبد".

 

تذكيرٌ بِبن لولو

بن لولو هو واحدٌ من عددٍ من الشخصيات الكندية والعالمية التي أعلنت في تموز من العام الجاري أنها ستُطلِقُ "مبادرة إيبراهام السلمية العالمية" (Abraham Global Peace Initiative) بعد أن "تنامت مناهضة السّاميّة والحقد والعصبية تنامياً كبيراً وتراجعت حقوق الإنسان عالمياً"، وفقاً للمعنيين بالمبادرة.

ويدَّعي هؤلاء أن هذه المبادرة "هي صوت إنساني عالمي جديد لنشر القيَم الكندية الداعية إلى الحرية والسلام وحقوق الإنسان في أشد المناطق حاجةً إليها في العالم"، وهم سيعملون على "مكافحة مناهضة السامية دولياً وعلى دعم إسرائيل".

 

"سبب منطقي للحرب على الإرهاب"

يضيف بن لولو في حديثه عن الأحداث التي مرَّ عليها عشرون عاماً إن المشاهد من ذلك اليوم "ما زالت لا تفارق ذاكراتنا، كمشهد الذين يقفزون من البرجَين يائسين..

لقد تبدد إحساسنا بالثقة بالسلطات والأمن العام.. فذلك كان هجوماً على الحرية والمساواة الإجتماعية (الديمقراطية)، أي على طريقتنا في الحياة. وقد تعرضت أوروبا، كما كندا النّعِسة، إلى عدد غير مسبوق من الهجمات بعد الحادي عشر من أيلول، وذلك كان سبباً منطقياً لإعلان الحرب على الإرهاب.

هل نسيت الحكومات الألم والمعاناة؟ هل بدأت تتراخى مجدَّداً؟ عبارة الحرب على الإرهاب لم يعُد المسؤولون الحكوميون يستخدمونها كثيراً هذه الأيام، وما زلنا غير آمنين. فالولايات المتحدة وحلفاؤُها كَكندا أمَّنوا لنا عشرين عامأً من الهدوء النسبي بهجماتهم على "طالبان" و"القاعدة" و"داعش". حربنا على الإرهاب أقلقت هذه التنظيمات طيلة الوقت وحاصرت أملها في التحضير للهجمات الكبرى لاستهداف الغرب".

 

"الغرب أُصيبَ بالخرف"

يعتبر بن لولو أن "أزمة كارثة مغادرة أفغانستان تصبّ في إطارِ الخرف الذي أصيب به الغرب، وسيتبين أن تركَ معقل الإرهاب خطأٌ كبير. فوزير الداخلية الأفغاني الجديد مُضافٌ إلى لائحة أبرز المطلوبين لمكتب التحقيقات المركزي (FBI) في الولايات المتحدة، التي عرضت منذ عام 2012 عشرة ملايين دولار مكافأةً لمن يقدِّم لها المعلومات التي تساهم في اعتقاله.

حركة "طالبان" ستسعى للإنتقام، وستُؤوي جماعات إرهابية جديدة وقديمة لتستجمع قاعدة قوتها. لقد فقدت الولايات المتحدة معقِلها المتمثل بمطاراتها وقواعدها العسكرية في البلد، وفقدت قدرتها على نشر القوات فيه وفي المنطقة".

 

"خطأٌ مأساويٌّ"

يحذر بن لولو من المصير الذي سيضطر "أبناؤنا للتعامل معه في العقود القادمة. فقد تُزعزع حركة "طالبان" باكستان، التي تشكل قوة نووية في المنطقة، وإلى حينها قد تمتلك إيران – لا سمح الله – سلاحاً نووياً.

ما كان يجب أن ننسى ولا أن نتراخى منسحبين من أفغانستان.. فتخلي الولايات المتحدة عن أفغانستان خطأٌ مأساويٌّ بحق حقوق الإنسان وبحق ذكرى الحادي عشر من أيلول..

إن بقينا لا نحذر مما يهدد حريتنا وبقينا نتجاهل الإشارات فسندفع الثمن يوماً ما. ينبغي أن تحفِّز هذه الذكرى تحرُّكنا، وعلينا أن نسمح لخوفنا بأن يوجِّهنا إلى تجديد تحركاتنا".