أبدَت "منظمة الأصوات اليهودية المستقلة" (Independent Jewish Voices Canada) ومجموعة من أساتذة الجامعات اليهود الغضب إزاءَ استبعادهم من "القمة الوطنية لمعالجة مناهضة السَّاميَّة" (National Summit on Antisemitism) التي تعقدها عصرَ اليوم وزارة التنوع والشمولية والشباب.
كوري بَلسم
المنسق الوطني لدى المنظمة كوري بلسم (Corey Balsam) قال إن الحكومة تعاملت مع المنظمة بخلاف وعدِ الوزيرة بارديش تشاغرَ بشأن "فتحِ المجال لطرح وجهات النظر المختلفة"، وأضاف بلسم: "قرار الحكومة الأم (الفدرالية) أن تختار من اليهودَ قسماً فقط لتستمع إليه يُظهِر أنها غير جادة في معالجة العداء للسّاميّة، وإنما تسعى لجذب الناخبين قُبَيل الإنتخابات المتوقَّع جريانها خريفاً".
المراسلات للوزيرة بارديش تشاغَر
أكثر من 1,500 من أعضاء المنظمة والمؤيدين راسلوا مكتب الوزيرة تشاغر، مطالبين بدعوة المنظمة إلى القمة. حتى أن بلسم تلقى دعوةً من أحد النواب عن حزب الأحرار الحاكم، لكن يبدو أن مكتب الوزيرة أبطلَ الدعوة، وفقاً لمنظمة "الأصوات اليهودية المستقلة".
"الإقصاء متعمد"
وقد أشارت مصادر داخلية إلى تعمُّد الحكومة إقصاء المنظمة وغيرها بسبب اعتراضهم العلني على صياغة تعريف مناهضة السامية الجدَلي، الذي وضعه "الإئتلاف الدولي لذكرى المحرقة" (IHRA)، وهو من أهم النقاط التي تتناولها هذه القمة.
يُذكَر أن موقف المنظمة الناقد لتعريف مناهضة السامية دعمه أكثر من 650 من المثقفين الكنديين، وأكثر من 170 من الأساتذة الجامعيين اليهود الكنديين، وأكثر من 25 اتحاداً ورابطةً في الجامعات الكندية، وعدد كبير من المجموعات المدنية المهمة.
وأشار بلسم في بيان المنظمة اليوم إلى أن "الضغط لأجلِ تبنِّي التعريف (المذكور) هو جزء من المحاولات المستمرة لإظهار دعم الشعب الفلسطيني بمظهر معاداة السامية. فبالرغم من حدوث بعض الأعمال المقلقة بعد الممارسات القاسية التي ارتكبها الإسرائيليون في غزة والقدس، أغلب المظاهرات التي أُقيمَت تأييداً للفلسطينيين لم تُظهِر البغضَ لليهود".
أليخاندرو باز (Alejandro Paz)
الأستاذ المحاضر في جامعة تورُنتو أليخاندرو باز، أحد أعضاء "الهيئة التعليمية اليهودية المعارضة لتعريف الإئتلاف بالنسبة لمناهضة السامية" (Jewish Faculty Against IHRA)، استُبعِد من القمة أيضاً مع زملائه المشاركين في مراسلة الحكومة. وأشار باز إلى تجاهل الوزيرة إياهم بالرغم من طلباتهم المتكررة، معتبراً أن الحكومة "بِاستثنائها الأساتذة اليهود الناقدين بهذا الشكل تسمح بنشرِ الإحصاءات الخاطئة، والمفاهيم المشوَّشة كمفهوم "الشكل الجديد لمناهضة السامية"، الذي يضع النقد الشديد الموجَّه لإسرائيل في الخانة نفسها مع مناهضة السامية".
إن كانت الحكومة جادة
الأستاذ باز أضاف: "إن كانت الحكومة جادة بشأن معالجة مناهضة السامية، فعليها الاستماع إلى آراء الأوساط اليهودية المختلفة بدلاً من اختيار مجموعة معينة. كما عليها أن تتوقف عن الإهتمام بمعالجة مناهضة السامية بشكل منفصل عن أشكال العنصرية الأخرى، كالاستعلاء على العِرق الأسود والشعوب الأصلية، وفي هذا السياق- خصوصاً – الكره للإسلام والبغض للعرب والفلسطينيين".
إحصاء عام 2018
باز ذكَّر بإحصاء أجرته مؤسسة "EKOS poll" للإحصاءات عام 2018، ظهر فيه أن نصف الكنديين اليهود تقريباً يرَون أن "الأقاويل بشأن معاداة السامية غالباً ما تُستخدَم لإسكات النقد المنطقي الموجَّه إلى السياسات الإسرائيلية".
توصيات المنظمة
وبالرغم من استبعادها من القمة، أرسلت منظمة "الأصوات اليهودية المستقلة" إلى الوزارة المعنية طرحاً يضم عدداً من التوصيات، منها "إيلاء الأهمية نفسها لمحاربة الأشكال الأخرى من العنصرية كما يُهتَّم بمعالجة العداء للسامية، فهذه المقاربة تهدف إلى جمع الجاليات المستهدَفة بدلاً من تقسيمها".