تحقيق صدى المشرق : الجالية ترحّب باعلان يوم 29 كانون الثاني يوما لتكريم شهداء مجزرة كيبك ومواجهة الاسلاموفوبيا

  • article
 صدى المشرق - مونتريال
أعلنت يوم امس الحكومة الكندية برئاسة جوستان ترودو يوم التاسع والعشرين من كانون الثاني من كل عام يوماً وطنياً لضحايا مجزرة مسجد كيبك، تكريماً للشهداء الستة الذين سقطوا وهم : عز الدين سفيان، عبد الكريم حسن، محمد تانو باري، إبراهيما باري، أبو بكر ثابتي وخالد بلقاسمي.

الإعلان جاء أمس على لسان وزير التراث الكندي ستيفن جيلبو الذي أكد عزم حكومة كندا جعل يوم 29 كانون الثاني / يناير يومًا وطنيًا لإحياء ذكرى الهجوم على مسجد مدينة كيبيك والعمل ضد الإسلاموفوبيا ، وذلك لتكريم الضحايا والتعبير عن التضامن مع الناجين من هذا الهجوم، ذلك ان " الإسلاموفوبيا حقيقة ملموسة ويومية بين الجاليات المسلمة في كل مكان". واضاف "علينا الالتزام بتذكر الضحايا ومسؤولية محاربة التمييز ومواصلة بناء كندا أكثر شمولاً"، كما قال بيان صادر عن الوزير جيلبو . وأضاف  "تذكرنا هذه المأساة بالحاجة الملحة للوقوف ضد هذه الأعمال البغيضة والتطرف عبر الإنترنت. تعتزم حكومتنا تقديم لوائح جديدة تطلب من المنصات عبر الإنترنت إزالة المحتوى غير القانوني والبغيض قبل أن يتسبب في مزيد من الأذى والأضرار". مؤكدا انه " من خلال إجراءات مثل هذه سنجعل كندا دولة أكثر أمانًا ".

 في هذا التحقيق الذي اجرته " صدى المشرق" امس واليوم توجهنا بسؤالين الى عدد من الشخصيات البارزة في الجالية الاول عن التعليق على اعلان الحكومة الكندية يوم التاسع و العشرين من شهر كانون الثاني-يناير  يوما وطنيا لمحاربة الاسلاموفوبيا و الكراهية و العنصرية. واالثاني عن المتوقع من هذا الاعلان ؟.
أكد هؤلاء ان " هذا القرار التاريخي ، الذي كنا ننتظره من قبل ، هو اعلان مهم جدا للجالية نبني عليه وسيمكننا من محاربة الاسلاموفوبيا"، وهو " انتصار كبير للحق على الظلم واقل شيء يمكن فعله لتكريم ذكرى شهداء المجزرة الإرهابية في مدينة كيبك" وكذلك هو "مواساة ضرورية لأهالي الشهداء الستة والمصابين وأهاليهم في مصابهم الجلل". والأمل ان " تتلقف الدوائر الرسمية في الحزب الحاكم في كيبيك  الامر بايجابية وتعاون لان المجزرة التي روعت البلاد والعباد حدثت في مدينة كيبيك واستطلاعات الرأي تؤكد وجود عداء للاسلام  في هذه المقاطعة اكثر من غيرها". ياتي هذا الإعلان " ليضع الأمور في نصابها الصحيح بالاعتراف بوجود الإسلاموفوبيا في المجتمع  ". فقد وصلنا الى مرحلة جديدة يمكننا ان نقول معها " أن كندا بلد يقدر المباديء وحرية الدين والكلمة".  القرار الكندي بالامس اتى بعد الجهود التي بُذلت جنبًا إلى جنب مع الإرادة السياسية لرئيس الوزراء جاستن ترودو.

 الأسئلة توجهنا بها الى كل من الاستاذ ايمن الدربالي(  المعروف بالشهيد الحي وهو أحد الناجين من الاعتداء الذي وقع على مسجد مدينة كيبيك في ليلة 29 كانون الثاني / يناير 2017. وكان قد أٌصيب بعدة رصاصات أدّت إلى شلل أطرافه الأربعة. وقضى دربالي عدة أشهر في جناح العناية المكثّفة في المستشفى)، المنتدى الاسلامي الكندي، امام المجمع الاسلامي فضيلة الشيخ علي السبيتي، فضيلة الشيخ حسن غية ، المحامي وليم خربطلي،السيد سلام الموسوي سلام الموسوي الناشط في مسجد اهل البيت ومركز الجالية العراقية والسيدة نورا التاجي ، رئيسة مجلس ادارة المؤسسة الكندية الفلسطينية في كيبك.

 

ايمن الدربالي: نأمل ان يمثل اطارا قانونيا لملاحقة من ينشرون الكراهية والاسلاموفوبيا

بداية ، ذكرى التاسع والعشرين من شهر كانون الثاني هي ذكرى مؤلمة تركت ستة من الأبرياء استشهدوا كنتيجة لحالة الاسلاموفوبيا . وهذا القرار ، الذي كنا ننتظره من قبل ، هو اعلان مهم جدا للجالية نبني عليه وسيمكننا من محاربة الاسلاموفوبيا وكل انواع العنصرية والكراهية. فهو جاء كإقرار رسمي بان الاسلاموفوبيا موجودة في كندا بعدما حاول انكارها البعض. واهميته انه يساعد على تخليد ذكرى شهداء الاعتداء على المسجد في كيبك . كما انه يعطي آليات للحد من انتشار خطاب الكراهية خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي سيما اننا نعرف ان هذا الخطاب هو من غذى الجماعات المتعصبة من اليمين المتطرف ومن اشخاص عندهم مشاكل نفسية واضطرابات تسبب باعتداءات وجرائم في المجتمع. فهذا الخطاب ، عندما ينتشر بين الناس من دون قوانين تضع حدا له ، يمكن ان يشجع الكراهية عند بعض الاشخاص فيتحولوا الى متعصّبين ومجرمين.

هذا القرار ، الذي اتى بعد مشاورات عدة مع جمعيات من المجتمع المدني تعمل في مجال مكافحة الاسلاموفوبيا، نأمل ان يمثل اطارا قانونيا لملاحقة من ينشرون الكراهية والاسلاموفوبيا على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها . كما نتمنى ان يكون هناك توجه جدي للتعاطي بحزم مع ما ينشر على منصات التواصل الاجتماعي من تحريض على المسلمين .

صدور هذا القرار سيشكل لنا حافزا لكشف كل ما يمثل الكراهية وتتبع اصحاب هذا الخطاب لنحد من انتشاره . كما ان هذا القرار سيضع من ينشرون الكراهية في موقف يجبرهم على مراجعة خطابهم قبل بث سمومه بين الناس. كما انني قرات ان هذا القرار سيجبر من يملكون منصات التواصل الاجتماعي على حذف كل ما ينشر من هذه الخطابات . ومن هنا اقول ان لنا دورا مهما كمجتمع مدني وكمسلمين ان نقوم بكشف هذه المواقع والتواصل مع الجهات المختصة لابلاغها بما ينشر وذلك بتاييد رسمي يساعدنا في مواجعة هؤلاء.

واخيرا نامل ان يشكل هذا القانون ضغطا على حكومة كيبك في موضوع القانون الرقم 21 الذي نعتبره قانونا يشجع على الاسلامفوبيا ويميز بين المواطنين".

 

 المنتدى الاسلامي الكندي:تم تمرير هذا الاقتراح السابق في أعقاب واحدة من أكثر العرائض الإلكترونية البرلمانية نجاحًا التي تم إطلاقها على الإطلاق والتي سميت ، E411

في بيان له اليوم رحب المنتدى الإسلامي الكندي (FMC-CMF) بشدة بقرار الحكومة الفيدرالية الليبرالية بتخصيص 29 كانون الثاني / يناير يومًا للعمل ضد الإسلاموفوبيا. وأعرب رئيس المنتدى ، سامر مجذوب ، عن ارتياحه للقرار ، "توجه الحكومة بالاعتراف بيوم 29 يناير يومًا للعمل ضد الإسلاموفوبيا ، يسلم رسالة ملموسة عن قدرتها على الصمود في مكافحة الكراهية والتعصب الأعمى في البلاد".

وأضاف السيد مجذوب: "إن الجهود التي بذلها المنتدى والمجموعات والمجتمعات والشخصيات العامة جنبًا إلى جنب مع الإرادة السياسية لرئيس الوزراء جاستن ترودو والحكومة قد دفعتنا جميعًا إلى هذه النتيجة المتمثلة في الاعتراف بالوقوف ضد الإسلاموفوبيا رسميًا ."

وأشار المنتدى إلى أن قرار اليوم جاء بعد طريق طويل من المتابعة حول موضوع مواجهة الإسلاموفوبيا. وجاء في بيان المنتدى " في آذار / مارس 2017 ، أقر البرلمان المذكرة (M-103) التي تدين "الإسلاموفوبيا وجميع أشكال العنصرية النظامية والتمييز الديني" في كندا. و " في 26 تشرين الأول  / أكتوبر 2016 ، وافق البرلمان أيضًا على اقتراح بالإجماع في مجلس النواب لإدانة الإسلاموفوبيا. تم تمرير هذا الاقتراح السابق في أعقاب واحدة من أكثر العرائض الإلكترونية البرلمانية نجاحًا التي تم إطلاقها على الإطلاق والتي سميت ، E411 - مع ما يقرب من 70000 توقيع - والتي دعت إلى إدانة جميع أشكال الإسلاموفوبيا".

وختم المنتدى بالإعراب "عن الامتنان لصناع القرار ولكل من عمل بجد للوقوف ضد جميع أشكال الكراهية في البلاد".

 

الشيخ علي السبيتي : من المهم أن تتلقف الدوائر الرسمية في الحزب الحاكم في كيبيك  الامر بايجابية وتعاون

إن قرار الحكومة الفيدرالية هذا لعله من آثار تداعيات سقوط الرئيس الامريكي دونالد ترامب في الانتخابات سقوطا مدويا، كشفت الاحداث الاحتجاجية على هذا السقوط عن وجود يمين متطرف لا يرفع شعارات عنصرية فقط انما ينتظم في جماعات تستخدم العنف والارهاب ضد كل من خالفها في التوجه او اختلف عنها في اللون او العرق او الدين. فكما ان الصعود الترامبي قبل اربع سنوات قد حفز عودة اليمين المتطرف في اكثر من بلد في العالم  فان المنتظر أن يكون لفشله الذريع في قيادة الولايات المتحدة وخروج المخاوف على الامن الوطني  والسلم الداخلي الى العلن، لا بد ان يكون لها اثاره على أكثر من مجتمع ودولة، سيما كندا الجار اللصيق والمتأثر كثيرا بما يجري في واشنطن. ولعلهم استلهموا الدروس والعبر. علما أن جهود الناشطين في الجالية من اجل تبني مقترح تجريم العداء للاسلام لم توفر فرصة الا وذكرت بالامر عبر عريضة جالت شرق البلاد الى عرضها لتجمع اكبر عدد من المؤيدين... والمهم الان  هو أن تتلقف الدوائر الرسمية في حزب( التحالف من اجل مستقبل كيبك)الحاكم في كيبيك  الامر بايجابية وتعاون لان المجزرة التي روعت البلاد والعباد حدثت في مدينة كيبيك. واستطلاعات الرأي تؤكد وجود عداء للاسلام  ي هذه المقاطعة اكثر من غيرها. وان هناك من السياسيين من يقتات على هذا العداء ليبقي على جذوة الناخبين مشتعلة، رغم ان الامر قد يخلق شبيها لمنفذ جربمة المسجد الكسندر بيسونه، الذي قد يكون هو واحد من ضحايا التحريض الاعلامي والسياسي، الذي يغذي حالة  الرهاب من الاسلام. لذا كنا دائما ندعو في خطب الجمعة وفي المقالات الصحفية الى ضرورة قيام المشرّعين في البرلمان الفيدرالي بسن قوانين تعاقب على جرائم الكراهية والعنصرية ولا تتهاون معها وتشعر الجميع دون استثناء انهم مواطنون متساوون امام القانون. ويبقى عليهم مواصلة الجهود للتاكد من تطبيق قانون محاربة كراهية الاسلام فعليا سيما في اماكن العمل وفي وسائل الاعلام، التي تتحصن بقانون حرية التعبير لدرجة المس بالامان والسلم الاحتماعيين. وهذا ما يحتاج فعليا الى اعادة تعريف بمساحة الحرية هذه وهل هي بطاقة تسوغ العبث في المساحة الضرورية لكل المواطنين في التعرف على بعضهم للتعاون والتضامن من اجل مستقبل افضل ، بدلا من الانزواء وممارسة التخويف والتخوين للطرف الاخر المختلف" .

 

 الشيخ حسن غية: القرار يساعد في تحصين المجتمع و حماية أبنائه في المستقبل

الْيَوْم يصادف الذكرى السنوية الرابعة للعدوان الإرهابي على المسجد الذي خلَّف ستة شهداء و شهيدا حيّا هو الأخ العزيز أيمن دربالي و ستة أرامل و سبعة عشر يتيما. في هذه الذكرى الأليمة نسأل الله تعالى أن يتقبل إخوتنا في عداد الشهداء و أن يسكنهم جنات عرضها السماوات و الأرض مع الَّذِينَ أَنْعَمَ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا و نسأله تعالى أن يخفف عن أخينا أيمن دربالي وأن يلهم عوائل الشهداء الإحتساب و الصبر.

لا شك اننا مرتاحون لهذا الإعلان و نرحب به بكل حرارة، و من باب لا يشكر الله من لا يشكر الناس، فإننا نشكر الحكومة على هذا الموقف و نشكر كل نشطاء الجالية الذين عملوا طيلة السنوات الأربع الماضية على تحقيق هذا الإنجاز.

لقد وضع هذا الإعلان الأمور في نصابها الصحيح بالاعتراف بوجود الإسلاموفوبيا في المجتمع و بضرورة محاربتها كما تُحاربُ الأشكال الأخرى من العنصريةطبعا هذا الإعلان لن يعيد لأرملة زوجها و لن يعيد ليتيم أباه و لكنه يساعد في تحصين المجتمع و حماية أبنائه في المستقبل.

كما يقال تشخيص المرض نصف العلاجو لكن اذا توقف البحث عن العلاج يبقى المرض كما هو و ربما يتفاقمهذا الإعلان خطوة مهمة كما كان التصويت في البرلمان في شهر آذار (مارس) على اقتراح ١٠٣ لإدانة الإسلاموفوبيا خطوة مهمة أيضاو لكن هذه الخطوات التي تظهر حسن النيات يجب أن تتبعها خطوات عملية يكون لها أثرها في حياتنا الخاصة و العامة. إذا لم يكن هنالك خطوات عملية سيبقى هذا الإعلان حبرا على ورق كإعلانات جامعة الدول العربيةيجب أن يتبع هذا الإعلان تصويت على قوانين تُعرِّف الإسلاموفوبيا و تجعل منها جريمة يعاقب عليها القانون و يجب أن يحمي القانون ضحايا الإسلاموفوبيالقد جاء هذا الإعلان بعد مرور أربع سنوات على التصويت على اقتراح ١٠٣،  ولكننا نأمل هذه المرة ألا ننتظر سنوات عديدة قبل ان تتحمل الحكومة مسؤوليتها باتخاذ الخطوات العملية اللازمة لحماية مواطنيها من خطر الإسلاموفوبيا. ما أضيق العيش لولا فسحةُ الأمل".

 

 المحامي وليم خربطلي:القرار رسالة واضحة إلى جميع الأطراف، خاصة الى هؤلاء الذين يسعون دائما إلى اسكات او الحد من ظهور الكفاءات المسلمة

"المتوقع من هذا الاعلان ان يوصل رسالة واضحة إلى جميع الأطراف، خاصة في الداخل الى هؤلاء الذين يسعون دائما إلى اسكات او الحد من ظهور الكفاءات المسلمة على الساحة العامة، ان الحكومة الفدرالية عامة والحزب الليبرالي الفدرالي خاصة، لم يعودوا يعاملون ظاهرة الاسلاموفوبيا في المجتمع كظاهرة ولكن كواقع وآفة يجب مواجهتها ومحاربتها. ذلك ان حل كل مشكلة يبدأ بالاعتراف في وجودها في الاساس. وهو الامر الذي يصر على انكاره فرانسوا ليغو على صعيد كيبك لحد الآن. باختصار، هذا انتصار كبير للحق على الظلم واقل شيء يمكن فعله لتكريم ذكرى شهداء المجزرة الإرهابية في مدينة كيبك".

 

السيد سلام الموسوي سلام الموسوي:هذا الاعلان هو نتيجة لجهود مضنية ولسنوات، للعديد من المؤسسات والناشطين وبعض النواب وممثلي البلديات والمسؤولين،

هي خطوة في الاتجاه الصحيح، فهي أولا مواساة ضرورية لأهالي الشهداء الستة والمصابين وأهاليهم في مصابهم الجلل بفقدهم أحبتهم وما خلفته هذه الجريمة الارهابية من جروح واصابات جسدية ونفسية كبيرة يصعب علينا نحن نسيانها، فما بالكم بأهل المصاب المباشرين؟ كان الله في عونهم وألهمهم جميل الصبر.  وثانيا، فهو اقرار واعتراف بوجود مشكلة على المستوى الاجتماعي والثقافي أدت الى جريمة ارهابية.  وهذا الاقرار مهم جدا لاجل العمل على معالجة هذه المشكلة.  فالمشكلة هي جهل أدى الى الخوف من الاسلام او رهاب الاسلام (الاسلاموفوبيا).  فالجهل وعدم معرفة المسلمين وجوهر الاسلام، من الممكن أن يتطور الى الخوف من المسلمين، ثم يعلو مستوى التطور الى اتخاذ موقف داخلي سلبي ثم مهاجمة شفهية او جسدية، وللاسف الشديد فإنه في يوم 29 كانون الثاني 2017 تطور الى أسوا المراحل وهي مرحلة اتخاذ فعل شنيع وارتكاب جريمة استهداف المسلمين بالأسلحة المختلفة في مكان مقدس ويرمز الى السلام والأمان وهو المسجد.  وهذا التشخيص هو الذي دفع بعض الأخوات والأخوة لي الشرف أن أكون أحدهم – الى تأسيس أسبوع التوعية بالمسلمين والذي نحن الان في هذا الاسبوع نحيي النسخة الثالثة منه بمجموعة نشاطات هدفها هو رفع مستوى الوعي عموما. فلذلك فان التشخيص مهم جدا للمعالجة ولعله نصف العلاج. 

وبالطبع فإن هذا الاعلان هو نتيجة لجهود مضنية ولسنوات، للعديد من المؤسسات والناشطين وبعض النواب وممثلي البلديات والمسؤولين، ومن خلفهم الآلاف من المواطنين المساهمين كل حسب استطاعته، أتقدم اليهم جميعا بجزيل الشكر ووافر التقدير والاحترام.
بعد الاقرار بوجود المشكلة، والتعريف بها، يتوجب على الحكومة الفدرالية الانضمام الى الجهود الحثيثة التي تقوم بها العديد من المؤسسات والفعاليات لمحاربة رهاب الاسلام، وتأطير هذه الجهود بخطوات ومشاريع عملية وتطبقها وتفعلها في مختلف السياسات والقوانين على جميع الأصعدة وكافة المجالات، وفي كل كندا.  لذلك على المؤسسات الفاعلة والناشطين متابعة الخطوات التالية للحكومة في هذا المجال فلا زلنا في بداية الطريق.

رحم الله شهداء الجريمة الارهابية في مسجد كيبيك، ورحم الله جميع ضحايا الارهاب في كل مكان في العالم.

 

السيدة نورا التاجي : الآن نستطيع أن نقول أن كندا بلد يقدر المباديء وحرية الدين والكلمة

"من الصحيح أن إعلان الحكومة الكندية يوم التاسع و العشرين من شهر كانون الثاني-يناير  يوما وطنيا لمحاربة الاسلاموفوبيا و الكراهية تأخر ثلاث سنوات ولكن ما زال في مكانه وله قيمته.

لقد عملت المؤسسات الإسلامية والعربية الثلاث سنوات الماضية  بالضغط علي الحكومة لكي لا يمر حدث مذبحة 2017 بدون فائدة والآن أثمرت جهودها. الآن نستطيع أن نقول أن كندا بلد يقدر المباديء وحرية الدين والكلمة. 

 لا نتوقع أن تتقبل كل المقاطعات هذا الإعلان بسهولة لأن منهم من ينكر أصلا وجود أي تعصب ضد المسلمين ولكن الإعلان أقر  بذلك وأصبح أمر واقع وما علينا إلا العمل علي تثبيته وتقويته بإحياء هذا اليوم سنوياً بمحاولة توضيح رؤية الدين الإسلامي وإثبات أنه دين تسامح وترابط وحرية.  علينا أن نبدأ بأنفسنا بتقريب المسافات بيننا أساسا كمسلمين من ثقافات مختلفة ومتنوعة ثم بيننا كمسلمين في المهجر وبين الأديان الأخرى. ليس من السهل حدوث ذلك ولكن العمل عليه وتكملة المسيرة حتمية للوصول الى نتائج إيجابية وفعالة والدليل على ذلك ما أعلنته الحكومة".


في الختام هذا القرار اول الغيث ولكي يكون فاعلا يحتاج الى مواصلة الجهود والتعاون بين الجميع للوصول الى افضل النتائج