ايهاب لطيّف : "الحب مفقود بين الحكومة الكيبكية الحالية وبين الجالية المسلمة" !!

  • article

صدى المشرق ـ مونتريال

تعرض المركز الاسلامي لشرق مونتريال "مسجد الصحابة" ، الواقع على شارع Belanger الى اطلاق نار من قبل مجهول اصاب زجاج المسجد اثناء حضور عدد من الشبان دروسًا في اللغة العربية داخله. وفيما لم يصب أحد بأذى ،قال المسجد في بيان له انه جرت مطاردة الجاني ولكن لم يتمكنوا من توقيفه.

للاطلاع عل ما جرى التقينا الاستاذ ايهاب لطيف رئيس "حركة حقوق المواطنين" وأجرينا معه حوارا اكد في خلاله ان "اكثر ما ازعجنا هو ان حكومة كيبك لم تصدر بيانا تعبر فيه عن اهتمامها او قلقها مما جرى كما لم تشجب الاعتداء حتى اليوم". وسال لطيف هل سبب ذلك ان " الحب مفقود بين الحكومة الحالية وبين الجالية المسلمة؟".

وأدت الطلقات إلى تضرر نوافذ المسجد الذي يشرف عليه الشيخ عادل الشرقاوي . ويظهر مقطع فيديو نُشر على صفحة المسجد على الفيسبك شخصًا يرتدي قميصًا فضفاضًا باللون الرمادي مع سترة سوداء اللون ، يمشي في منتصف الشارع حاملاً مسدسًا موجها اياه نحو المسجد ومطلقا عدة طلقات قبل ان يلوذ بالفرار.

من ناحيتها بدت شرطة مونتريال غائبة عما جرى وقالت إن أول ما سمعت به عن الحادث كان من خلال مشاهدة الفيديو المنشور ، لكنهم يحاولون معرفة المزيد.


عادل الشرقاوي : "مأساة كيبيك ما زالت حية في ذاكرتنا"

امام المسجد المستهدف الشيخ عادل الشرقاوي تذكر "مأساة كيبيك ما زالت حية في ذاكرتنا"، وقال "لم ننس ما حدث من قتل أناس أبرياء".

وقال الشرقاوي خلال مؤتمر صحفي عقد عن الحادية عشر من صباح الجمعة في التاسع من شهر نيسان "كمجتمع علينا أن نرسل رسالة واضحة حتى لا تتمكن هذه الأقلية من تقسيمنا".

ولفت الشرقاوي الى إن "هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المسجد للتخريب. هذه المرة فقط لديهم فيديو ، مدفوع الثمن بتمويل من الحكومة الفيدرالية"، في اشارة الى المساعدات التي قدمتها الحكومة الكندية للمراكز الدينية لتركيب اجهزة مراقبة للمساعدة في حمايتها من الاعتداءات. وقال "أعتقد  ان الفيديو وتلك الصور ستساعد الشرطة ، وتساعدنا في توجيه رسالة إلى المجتمع مفادها أنما جرى غير مقبول".

سلام المنياوي : سبق وقلنا أن هناك إسلاموفوبيا ولم يصدقنا أحد

من ناحيته الشيخ سلام المنياوي ، رئيس المجلس الإسلامي في مونتريال الذي شارك في المؤتمر الصحفي اكد ان ما جرى ارعب الجالية وقال: "سبق وقلنا أن هناك إسلاموفوبيا ولم يصدقنا أحد . لقد كان هناك إنكار وإنكار وإنكار من قبل السيد ليغو وآخرين". وأضاف " أطلب من قادتنا السياسيين تغيير المسار والتواصل مع الجالية المسلمة بطريقة أفضل."

سميرة العوني : يجب ألا يكون هناك مكان في مجتمع كيبيك للكراهية ضد أي دين

وقد ابدى ناشطون قلقهم العميق من أن مثل هذه الأحداث تشكل سوابق خطيرة. ودعوا إلى وقفة احتجاجية الجمعة في التاسع من نيسان لإظهار الدعم واستنكار الاعتداء .

وقال إيهاب لطيّف احد الداعين للوقفة إن الاعتداء الذي تعرض له المسجد الاثنين الفائت " يتعارض مع جميع القيم التي نؤمن بها ونعتز بها كمجتمع في كيبيك".  واكد لطيّف انه "لا يجوز أن يتعرض أي مكان للعبادة أو أي مكان للتجمع السلمي لمثل هذه التهديدات".

وأبدى لطيّف استغرابه "لمرور ثلاثة أيام ولم نسمع أي رد فعل من رئيس الوزراء أو حكومتنا "، معتبرا " الصمت في مواجهة مثل هذه الأحداث يشجع فقط أولئك الذين يريدون زعزعة السلم الاجتماعي".

من ناحيتها أكدت د. سميرة العوني رئيسة جمعية التقارب انه "يجب ألا يكون هناك مكان في مجتمع كيبيك للكراهية ضد أي دين أو معتقد. يجب على حكومتنا أن تتخذ موقفاً حازماً وواضحاً وفورياً لمكافحة جميع أشكال التمييز والعنصرية ".

واعتبر يوسف فقيري ، مدير فرع كيبك في المجلس الوطني للمسلمين الكنديين ( NCCM )ان ما جرى "كان ضربة مدمرة أخرى للشعور بالأمن والأمان لمسلمي كيبيك ".
المنتدى الاسلامي الكندي لمحاكمة المعتدي

وادان المنتدى الاسلامي الكندي "الاعتداء العنيف العدواني الاسلاموفوبي الذي تعرض له مسجد الصحابة في مدينة مونتريال" . و طالب المنتدى "شرطة مونتريال بجلب المتهم الى العدالة بأسرع وقت ممكن" .

 

لطيف : اكثر ما ازعجنا هو ان حكومة كيبك لم تشجب الاعتداء ولم تصدر بيانا تعبر فيه عن قلقها مما جرى

 

صدى المشرق حضرت الى الوقفة التي جرت عند الرابعة عصرا والتقت الناشط  ايهاب لطيف رئيس "حركة حقوق المواطنين" واحد مؤسسي " اسبوع التوعية بالمسلمين "وكان معه هذا الحوار :

استاذ ايهاب الملاحظ انه كان هناك صمت رسمي من قبل الحكومة تجاه ما جرى ضد المسجد ... ؟

 التعليقات كانت فاترة وللاسف . واكثر ما ازعجنا هو ان حكومة كيبك لم تصدر بيانا تعبر فيه عن اهتمامها او قلقها مما جرى كما لم تشجب الاعتداء حتى اليوم.

هل عدم وقوع اصابات هو السبب..؟

سأضيف تساؤلا آخر او لانه يخص الجالية المسلمة ونحن نرى بكل وضوح ان الحب مفقود بين الحكومة الحالية وبين الجالية المسلمة؟. وهذا سؤال نسأله اذا ما كان هذا هو السبب. 

ماذا عن المعارضة في كيبك ؟

حزب التضامن الكيبكي ادان الإعتداء منذ اليوم الأول . وفي بلدية مونتريال التعليق الاقوى اتى من طرف المعارضة من ليونيل بيريز .

على المستوى الفدرالي هل تعاطوا ايضا ببرودة؟

بعد مرور ايام اي حتى صباح اليوم الجمعة لم يكن صدر اي تعليق من جهة ترودو ( لاحقا يوم الجمعة غرّد ترودو فكتب " بينما أشعر بالارتياح لعدم إصابة أي شخص ، إنني منزعج للغاية من التخريب الذي استهدف "مسجد الصحابة" في وقت سابق من هذا الأسبوع. إنه غير مقبول على الإطلاق" ). الحقيقة التعليق القوي الذي سمعته أتى من المعارضة من حزب المحافطين. 

كيف تعاطت الجالية مع حادثة الاعتداء ؟

الكثير من الجالية لم يسمعوا بما جرى لان الإعلام لم يسلط الضوء على ما جرى. كثيرون لم يعرفوا ان هناك اعتداء حصل على المسجد. وعندما بدأنا بالدعوة لهذه الوقفة ودعوة الناس للمشاركة السؤال الاول كان اننا لم نسمع بالأمر . الناس قلقة عموما . وبالنسبة لي المسألة اكبر من ان هجوما استهدف مسجدا وابعد من ان يخص جالية واحدة. انا قلق جدا ان يصبح الامر معتادا في مونتريال او كيبك . سواء الامر حدث ضد كنيسة او مسجد او معبد او حتى لو استهدف مركز جاليوي تتجمع فيه الناس فهو امر مقلق للغاية . كنا دائما نفتخر ان مونتريال مدينة أكثر امنا من معظم المدن في العالم . بعد الذي حدث في كيبك منذ 4 سنوات وبعد ان حدث هذه الاسبوع الاعتداء ونرى هذا الصمت وبعد زيادة الجرائم من قبل عصابات الشوارع فان هذا شيء مقلق للغاية . كنا نقول ان المسلمين يشعرون انهم من دون أمان. بالنسبة لي المواطنون في المدينة عموما هم الذي يشعرون انهم من دون أمان بشكل عام .

كيف كانت ردة فعل الجاليات الأخرى من غير المسلمين ؟

الحقيقة كان هناك تضامن قوي من الذين تواصلت معهم سواء من كنائس او معابد يهودية او من السياسيين التقدميين . اليوم حضر معنا اليوم نائب من حزب التضامن في كيبك  ورئيس حزب الخضر في كيبك والحاخام مايكل وتْمنْ من معبد هامْستدْ . الجميع يشعرون ان ما جرى لا يعنى جالية واحدة . ما جرى يطال الجميع .

هل الشرطة مهتمة بكشف المعتدي ؟

الشرطة تتابع الموضوع الى درجة معينة . قسم متابعة جرائم الكراهية في الشرطة تواصل مع الكثيرين في الجالية وأكدوا على متابعتهم الموضوع بشكل جدي وحاسم وسيطلعونا على نتائح التحقيق.

ما هي المطلوب من المسؤولين تجاه ما جرى؟

الخوف الأكبر هو من جهة الحكومة في كيبك. على رئيس وزراء كيبك عليه ان يكون اكثر حضورا في مثل هذا العمل. يجب ادانة مثل هذه الحادثة بشدة من أجل ان تطمئن الناس بان مثل هذا الاعتداء لن يُؤخذ بتراخي او بعدم اهتمام . وهذا مهم لطمأنة الناس . من ضمن مسؤوليات رئيس الحكومة ان يطمئن الناس وتخيف المخيف المعتدي وإيصال رسالة اليه بل والى الجميع ان مثل هذه الاحداث لن تمر مرور الكرام .

من الغريب ان لا تهتم الحكومة بما جرى وفيه اطلاق نار ..هل انشغال الحكومة بموضوع الوباء أثر على اهتمام الحكومة بالاعتداء ؟

اهتمام رئيس الوزراء بموضوع الوباء وطريقة معالجته تجذب الانتباه لدى الجماهير ما يزيد من شعبيته بينهم .لكن هذا ليس عذرا مقبولا . هل اصبح لدى اي حكومة في العالم الشغل الشاغل هو الوباء فقط ؟ ولا يوجد قضايا اخرى يجب متابعتها ؟ اطلاقا ، عليه ان يعطي الوباء حقه لكن لا يجوز ان نترك الأمة الاخرى تنهار بسبب الوباء .

اليوم استيقظت صباحا وقد تخيلت ان الوباء انتهى . سمعت نشرة الاخبار في الصباح ولم يكن فيها اي كلمة عن الوباء. فظننت انه انتهى . لكن تبين ان زوج ملكة انكلترا ، الأمير فيليب، قد توفي . ما يعني ان الأولويات يمكن ان تتغير بسرعة .

هل لديكم كلمة أخيرة؟

إذا لم يعمل المجتمع بشكل دائم للحفاظ على مكاسب الديموقراطية والسلم الاجتماعي فهذا من الممكن ان ينهار بسرعة . وهذا ما يجعل الكثيرين من الذين عاشوا وخبروا الحياة في مجتمعات اقل ديمقراطية وأمنا يشعرون بالقلق لان السلم المجتمعي يمكن ان ينهار بسرعة ان لم ندافع عنه دومت وللأسف ان من يدفع ثمن مثل هذه المشاكل قبل الآخرين هم الأقليات عموما.