ألِكْسَا مَكْدونا التي قالت: "نحتاج أن يعرف الكنديون أن محمد هو اسم كندي ، وأن العبادة في المسجد من التقاليد الكندية "  هل انصفتها الجالية الاسلامية في حياتها وبعد مماتها ؟

  • article

هذا الشهر توفيت الِكْسا بعد صراع طويل مع مرض الزهايمر. وهي كانت محبوبة بالنسبة لملايين الكنديين كما للجالية العربية والاسلامية بسبب مواقفها الداعمة لها. كيف لا وهي التي وقفت بعد احداث الحادي عشر من ايلول من العام 2001 أمام مجلس العموم الكندي بعد انتشار الإسلاموفوبيا وقالت بكل جرأة وقبل ان يركب الكثير من السياسيين موجة مواجهة الكراهية "نحتاج أن يعرف الكنديون أن أسامة هو اسم كندي ، وأن محمد هو اسم كندي ، وأن العبادة في المسجد من التقاليد الكندية ".

تجلى التزامها تجاه الإنسانية بعدة طرق مختلفة. كانت دائمًا موجودة من أجل أولئك الذين يحتاجونها - من أجل النساء في دائرتها الانتخابية في هاليفاكس ؛ لدونالد مارشال الابن في معركته لتبرئة اسمه من جريمة قتل لم يرتكبها ؛ من أجل أرامل وأسر ضحايا كارثة التعدين في Westray حيث ناضلوا - وهي - من أجل تشريع لمنع مآسي مماثلة في المستقبل ؛كما وقفت الى جناب مونيا مزيغي زوجة المهندس الكندي ماهر عرار الذي اعتقل في سوريا .

ولدت السيدة ألِكْسا آن شو في أوتاوا في 11 أغسطس 1944. أصبحت أليكسا ماكدونو عندما تزوجت الراحل بيتر ماكدونو في هاليفاكس عام 1966.

بدأت حياتها المهنية في العمل الاجتماعي كمساعدة لمدير قسم التخطيط الاجتماعي في مدينة هاليفاكس عام 1969 ، ثم عملت لاحقًا كعضو هيئة تدريس في المدرسة البحرية للعمل الاجتماعي بجامعة دالهوزي.

على مر السنين ، شغلت مجموعة متنوعة من الألقاب الوظيفية: فكانت زعيمة الحزب الديمقراطي الجديد في نوفا سكوشا في عام 1980 ، وعضو الجمعية التشريعية في عام 1981 ، وزعيمة الحزب الوطني الديمقراطي الفيدرالي في عام 1995 ، وعضو البرلمان في عام 1997 ، والرئيس المؤقت لجامعة ماونت سانت ڤنسنت في عام 2009 .

على مر السنين ، حصلت على العديد من الأوسمة ، بما في ذلك وسام كندا ووسام نوفا سكوشا وأربع درجات جامعية فخرية.

اليوم اذ نفتقدها التقينا الاستاذ علي ملاح الذي كان لفترة معينة نائب رئيس الحزب الديموقراطي الجديد في مقااطعة اونتاريو وعضو المجلس التنفيذي على المستوى الفيدرالي حيث عمل عن قرب مع ألكسا وكان هذا الحوار

 
الاستاذ علي ملاح

- رحلت قبل اسابيع الرئيسة السابقة للحزب الديموقراطي الكسا ماكدونا ماذا يمكن ان تحدثنا عنها؟ عن شخصيتها ؟ عن الخط السياسي الذي تنتمي اليه عن عن حزبها وعملها السياسي بشكل عام؟

رحلت الكسا مكدونا في 15 كانون الثاني عن عمر 77 سنة. كانت رائدة في العمل السياسي والدفاع عن قضايا العدالة الاجتماعية. فهي أول امرأة ترأست حزبا سياسيا في كندا عندما قادت حزب الديمقراطيين الجدد في نوڤا سكوشيا...ثم بعد تقاعد اودري  ماكلوجان، فازت ألِكْسا بقيادة حزب الديمقراطيين الجدد على المستوى الفدرالي.

خلال مسيرتها السياسية حافظت على مناقبية عالية داخل أروقة البرلمان وخارجه.

في تلك الاثناء، كنت نائب رئيس الحزب في اونتاريو وعضو المجلس التنفيذي على المستوى الفيدرالي مما اتاح لي العمل عن قرب مع ألِكْسا. شهدت تلك الفترة احداثا رهيبة  مثل 11 ايلول ، الحرب على افغانستان ، تصعيد العنف الصهيوني على اهلنا في فلسطين وقرع طبول الحرب على العراق.

- كيف تصفون علاقتها بالجالية الاسلامية سيما بعد هجمات 11 ايلول؟

في تلك المرحلة والتي كانت قاسية جدا على العرب والمسلمين في كندا ، حيث قامت حكومة حزب الليبرالي بخطوات تشريعية وتنفيذية مثل "قانون C36 ، الوثيقة الامنية التي تعطي سلطات الامن الكندي الصلاحيات باعتقال كنديين ومقيمين  تحت حجج امنية، لوائح الممنوعين من السفر( no fly list) تصنيف منظمات ومجموعات مناهضة للعدوان الاميركي والغربية على ما يسمى بلائحة الارهاب، مراقبة امنية واستخابرية ومتابعة افراد ومؤسسات كندية تناضل ضد الحرب الاميركية على افغانستان، العراق، والعدوان الصهيوني في فلسطين... وبتأييد مطلق  من حزب المحافظين بل الدعوة الى المزيد من هكذا قرارات وسياسات تمييزية ومجحفة... فكانت ألِكْسا ممن رفعوا رايات الاحتجاج على انتهاك الحريات العامة والتواطؤ مع الاجهزة الأمنية الاميركية واخرى دولية... تميزت الكسا بشجاعة  قل نظيرها وبمواقف مبدئية  برفع الصوت داخل البرلمان الكندي وخارجه بمعارضة هذة السياسات وكثفت من زياراتها لمؤسسات  عربية كندية ومساجد مختلفة في انحاء كندا مؤكدة وقوفها الى جانب العرب والمسلمين الكنديين بوجه كل الاجراءات التمييزية والتعسفية التي تستهدفهم وكانت مقولتها الشهيرة خلال جلسة برلمانية "ان اسماء اسلامية مثل محمد، اسامه... هي أسماء كندية وان المساجد ودور العبادة هي مؤسسات كندية كذلك". كما تميزت ألِكْسا بتبنّي مسألة ماهر عرار والمطالبة بإطلاق سراحه  كذالك وطدت علاقتها بأسرته.

- هل انصفتها الجالية الاسلامية برايك ، سواء في حياتها او بعد رحيلها؟

بصراحة لا اعتقد ان الجالية العربية والاسلامية بشكل عام انصفت الكسا ووقفوا معها كما يجب  لاسباب عديدة قد تكون موضوعا لحديث اخر.

- هل انصفها حزبها؟ وهل لا زال يتبنى افكارها ومواقفها سواء من الجالية الاسلامية في كندا او القضايا التي تعني الجالية خارج كندا؟

للاسف  ليس هناك من ثوابت في الحياة السياسية، وحزب الديمقراطين الجدد اليوم  يفتقد الى العديد من المواقف المبدئية والشجاعة التي عرفت بها الِكْسا واصبح مثل حزبي الليبرال والمحافظين يمارس الانتهازية السياسية واجادة لعبة Ethnic Game بالتقرب او التباعد من الجاليات ورموزها طبعا لمصالح انتخابية قصيرة المدى.

-  هل لديك كلمة اخيرة؟

كانت الكسا نموذجا مميزا في العمل السياسي، في موقعها القيادي وفي اخلاقياتها وعلاقاتها الانسانية والاجتماعية. نسأل الله الرحمة لها والصبر لعائلتها.

*الصورة من صفحة الاستاذ محمد شريف كامل على الفيسبُك