المرشح الفدرالي سمير زبيري لـ "صدى المشرق": القضايا الخارجية مهمّة ولكن هذه هي أولوية اهتماماتنا!

  • article

صدى المشرق ـ مونتريال

الأربعاء الماضي قام مجهولون بتشويه عدد من اللافتات التي تحمل صورَ المرشح للإنتخابات الفدرالية عن الحزب اللبرالي في دائرة Pierrefonds-Dollard النائب سمير زبيري. الجُناة كتبوا على صور زبيري ، المنتشرة في منطقة يتركز فيها الكثير من الباكستانيين والهنود، منها محيط أحد المساجد – كتابات مهينة وعنصرية بحق الهنود والباكستانيين، وتحمل أخرى تهديداً بالقتل. زبيري اعتبر في مقابلة مع صدى المشرق أن "الجناة كانوا يقصدون أن يرى المواطنون في تلك المنطقة هذه الإساءات"، وأن "هذه لم تكن المرة الأولى، فقد سبقها تشويه لبعض الصور لكن من دون أي عبارات عنصرية، بل كان تشويهاً عادياً".

ووصف زبيري ما جرى بأنه "عنصري ومُعادٍ للمهاجرين ويمكن اعتباره كراهية للاسلام بما أن إحدى الصور شُوِّهَت أمام أحد المساجد".

وعمَّن يقف وراء هذه الممارسات التي طاولت أيضاً مرشحين آخرين من الجالية اليهودية والعربية وغيرهم في مناطق أخرى قال زبيري: "لا يمكنني أن أحدد من يقف وراءها. ولكن أريد أن اقول أن من الممكن أن يقف وراءها بعض الشبان الذين لا يعون ما يفعلون أو لا يدركون حجم الأذية الذي يمكن أن يتركه هذا النوع من الممارسات على الناس".

وأكد أنه أبلغَ الشرطة بما جرى وهي تقوم بتحقيقاتها اللازمة لمعرفة من يقف وراء ما جرى.

وعمَّا هي أفضل الوسائل لمواجهة العنصرية والكراهية للاسلام في المجتمع، قال زبيري: "نحتاج إلى التأكد من تقديم الصورة الصحيحة حول المسلمين في المجتمع الكندي وما يقدمونه لكيبك وكندا. كذلك انخراطنا وتفاعلنا في المجتمع من خلال المدارس والعمل ومع الجيران يمكن أن يؤدي الى تغيير كبير في النظرة للمسلمين. وهذا عمل مطلوب بشكل يومي. ليس كافياً ان نقوم بالعمل الجيد والمساهمة الايجابية في المجتمع، بل إن من الضروري أيضاً أن نعرِّف الآخرين بهذا العمل وأن يرَوه. فمن المهم أن نُظهر هذه المساهمة أمام المجتمع.

ما هي أبرز التحديات التي تواجهها في هذه الانتخابات في دائرتك؟

كل الانتخابات تتطلب الكثير من الجهد والكثير من الالتزام من الفريق المتعاون، سيما في ظل وجود الوباء الذي يتطلب الكثير من الطاقة. والحمد لله هناك فريق يعمل بشكل ممتاز على الأرض.

هناك أيضاً أنواع متعددة من التمييز بحق المسلمين واليهود والسود أكثر من قبل، وهذا ما شهدناه من كتابات على بعض الصور لعدد من المرشحين في دوائر أخرى وفي هذه الدائرة.

ما هي أبرز التحديات التي يواجهها حزب اللبرال في كندا في هذه الانتخابات؟

في الأيام الأخيرة بدأت الإستطلاعات تميل لصالح الحزب اللبرالي مرة جديدة. أمامنا أيام متعددة متبقية، علينا فيها أن نعمل بشكل متواصل وأن نتواصل مع الكنديين ونتحدث معهم حول برامجنا ورؤيتنا، وأن نوضح لهم أننا نريد أن نخدم جميع الكنديين، وأننا نشجع على المساواة واحترام الجميع في المجتمع وأن هذا ما نحمله بقوة. هذه الرسالة يجب أن تصل إلى المجتمع.

لماذا على الكنديين أن يصوّتوا للأحرار وليس لأي حزب آخر؟

أولاً الأحرار على مدى أزمة الوباء قدموا الاهتمام والرعاية للكنديين بأقصى ما أمكنهم، سواء للمشاريع التجارية أو للأشخاص أو لكبار السن أو للشباب. على مستوى التطعيم كان عملنا ممتازاً وكنا من أوائل الدول في العالم في مجال التطعيم. نريد أن نواصل قيادة البلد لتجاوز هذه الأزمة التي لم تنتهِ بعد. أيضاً نحن على تواصل مع الأقليات – منها الجالية الإسلامية – لِمعالجةِ مخاوفها. في مجال مكافحة "الإسلاموفوبيا" قمنا باجراءات ملموسة، منها تحديد اليوم التاسع والعشرين من شهر كانون الثاني يوماً وطنياً لذكرى العدوان على مسجد كيبك ولمواجهة "الإسلاموفوبيا"، وقدَّمنا الأموال الكثيرة لمواجهة العنصرية والتمييز. سوف نواصل هذا المسار. بالنسبة لموضوع القانون الواحد والعشرين كان موقفنا واضحاً، ومفاده أننا لا نوافق على هذا القانون، ونقدِّر عالياً شرعةَ الحقوق والحريات ونريد أن نعطي الحياة لهذه الحقوق على مستوى الوطن، لا سيما في كيبك.  

برأيك هل الاولوية للخطط الداخلية أم لِلمواقف الخارجية للأحزاب؟

علينا أن نعي أننا نعيش في كندا، في البلد الذي اخترناه وطناً لنا، حيث نربي أطفالنا. الهمُّ الأول هو كيف نعيش هنا، داخل كندا، وما إذا كان كل واحد هنا يُعامَل باحترام، وما إذا كان يتعرض للتمييز العنصري. فإذا سُمح لهذا التمييز بأن يتوسع لن يتمكَّن الأشخاص ولا العائلات ولا الأطفال من تحقيق كامل طموحاتهم. لذا من المهم للأحزاب ان تتعامل مع هذه التحديات. القضايا الخارجيّة مهمّة، ولكن أقول إن الأولوية هي التأكد من أن كندا هي المكان الذي يمكن للمواطنين أن ينجحوا فيه ويحققوا ما يطمحون إليه. لا نريد أن ننسى القضايا الخارجية ولكن هذه هي أولوية اهتماماتنا.

لماذا على الجالية ان تصوت لسمير زبيري؟ هل لأنه مسلم، أَم لانه ينتمي إلى حزب اللبرال، أَم ماذا؟    

كوني مسلماً هو إضافة مهمة، لكن السبب الحقيقي هو أنني أتعرض للقضايا التي تهم الجالية والجاليات الأخرى، وإنني متفهم للغاية للمخاوف التي تعيشها الجالية الاسلامية وأعمل على معالجتها بشكل قوي مباشر. هذا ما أقوم به منذ سنتين وهذا ما سأفعله في المستقبل. ما أقوم به ليس محصوراً بِجالية واحدة، بل هو أيضاً للجاليات الأخرى. مثلاً كانت لي مواقف من العنصرية التي يتعرض لها السود ومن العداء للسامية ومن الكراهية للاسلام ومن التمييز بحق الآسيويين. وفيما يتعلق بالجالية الاسلامية أنا أتناول القضايا الاجتماعية والاقتصادية، بالأخص قضايا التمييز بحقِّها وضرورة التعاطي باحترام مع المنتمين إلى هذه الجالية في كندا.

 هل تعتقد ان الجالية ستشارك في هذه الانتخابات سواء من خلال التصويت او التبرع للمرشحين أو التطوع في حملاتهم؟..

أعتقد أن الجالية تقوم بعمل جيد ولكن هناك دائماً مساحة للأفضل. يمكننا أن نقدم الأفضل. الجالية في وضع أفضل مما كانت عليه منذ ثلاثين سنة، وهي تساهم في تقوية النسيج الاجتماعي الكندي وفي تطور البلد. وهي تشارك ـ كما غيرها من الجاليات ـ في العملية السياسية ولكن يمكنها أن تقوم بأفضل مما تقوم به الآن. وإذا كنا ذوي آراء سياسية داخلية وخارجية فإن وقت الانتخابات هو الوقت المناسب للدخول في العملية السياسية من خلال التطوع في الحملات الانتخابية والحصول على الخبرات...

 الكثيرون يقولون إن الدعوة للانتخابات كانت خطأً من قبل رئيس الوزراء في ظل أزمة الوباء، وعليه قد يصوتون ضده في هذه الانتخابات، فما تعليقك؟

من المهم أن ندرك أنَّ هذه الإنتخابات سَتُنتِجُ حكومة. والسؤال الأساسي: أي نوع من الحكومة نريد؟ هل نريد حكومة لبرالية تهتم بجميع الكنديين بِغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو غيرها؟ هل نريد حكومة من هذا النوع للمستقبل من أجل أولادنا وعائلاتنا؟ إذا كنا نريد ذلك، فأنا أوجِّه نداءً قوياً للتصويت لِلِّبرال في هذه الانتخابات وتشكيل حكومة قوية لتمكينها من تطبيق هذه السياسات لمصلحة جميع الكنديين، لا سيما الأقليّات.

هل لديك كلمة أخيرة؟

أنا أدعو أبناءَ الجالية الى الخروج للتصويت مبكراً، فلا داعي لِأن ينتظروا حتى العشرين من أيلول، وأن يشاركوا في حملات المرشحين كمتطوعين. هذه الفرصة لا تتكرر كثيراً، وهي مناسبة للتعلم وللمساهمة في العملية السياسية. أشجّع بقوة الذين يهتمون بالسياسة ويملكون بعض الوقت على التواصل مع حملات المرشحين الذين يرتاحون لهم ويودُّون دعمهم لتقديم ما يمكنهم من المساعدة.