عارف سالم متحدثاً إلى "صدى المشرق" بعد انتخابه على رأس حزب  "Ensemble Montréal": لدي القدرة لخوض هذا التحدي ولن نتطرق لقضايا لا علاقة لها بالسياسة البلدية..

  • article

حسين حب الله ـ مونتريال

يوم الاثنين في الخامس عشر من تشرين الثاني دخل الأستاذ عارف سالم التاريخ بعد ان اختيرَ رئيسًا لحزب "Ensemble Montréal" وزعيمًا للمعارضة في بلدية مونتريال بعد أن "حصل على تفويض من 37 عضوًا في الحزب لإعادة بناء الحزب والتحضير للفوز بالانتخابات القادمة عامَ 2025". وصل إلى مونتريال عام 1990 وهو لا يعرف عنها الكثير، واليوم هو على رأس المعارضة في بلدية مونتريال، وقد أكد في لقائي معه أن من "المفروض أن نفكر في كيفية ربح الانتخابات عام 2025"، وشدد على التالي: "عليّ مسؤولية تحضيرِ الحزب بشكل جيد لهذا الأمر، إن كان من الناحية المادية أو المعنوية او من خطة أو برنامج أو أفكار جديدة".

وأكد في المقابلة على جهوزيته للموقع الجديد بالقول: "لو لم أكن جاهزًا لَما خضتُه". وأضاف: "أعتقد أن لدي القدرة لخوض هذا التحدي. والأيام ستثبت إن كنت سأتمكن من القيام بهذه المسؤولية على أكمل وجه".

لم ينفِ سالم ولم يؤكد بقاءَه على رأس الحزب في الانتخابات المقبلة عام 2025 وقال: "سأترك الأمر إلى ذلك الحين لنرى كيف ستسير الامور".

إلتقيته في مكتبه في بلدية مونتريال مساء الاثنين في 29 تشرين الثاني مهنئًا بانتخابه، فكنت أول من يستقبله من الجالية في المكتب بعد انتخابه وأجريت معه لقاءً أكد فيه أن الاصوات التي حصل عليها "من تجمع متنوع الأصول وليست من جالية معينة. هذا فخر لي ولجاليتي". وأشار في حديثه إلى ان "كل وسائل الإعلام تحدثت عن أصولي اللبنانية وهذا أفرحني كثيرًا"، مضيفًا: "يمكن ان تخرج اللبناني من بلده ولكن لا يمكن أن تنزع لبنان من قلب اللبناني". وفي الوقت نفسه أكد التالي: "سوف أعمل لايجاد مساحة لكل الناس في الحزب، وسأكون على تواصل مع كل الجاليات وسيكون هناك مكان للجميع داخل الحزب".

في المقابلة أكد سالم ان أمامنا كجالية "فرصة ان نكون من اقوى الجاليات في مونتريال. يمكننا الوصول إلى مواقع أبعد بكثير مما وصلنا إليه حتى اليوم". ولفت إلى التالي: "أنا فتحت الباب، خصوصًا للشباب، ولا شيء يمنع من انتساب الآلاف من جاليتنا إلى عضوية الحزب".

وعن موضوع تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" (المعروف باسم "IHRA") لمسألة معاداة السامية، الذي تبناه دني كودير، أكد رئيس الحزب أن "هذا الموضوع ليس موضوعًا بلديًا"، وأضاف: "موضوع القضايا الدولية أتركه لكندا وكيبك. كمعنيٍّ بالبلدية عملي في مكان مختلف"، وأشار إلى التالي: "نعم كان هناك في الحزب الراغبون في أن يكون للحزب ذاك التوجه ولم تنجح هذه المسالة. اليوم لن نعيد فتح الأبواب المغلقة، ولن نتطرق لقضايا لا علاقة لها بالسياسة البلدية... لكن لن أحاول أن أوجِد نوعًا من الانقسام بين الناس.. لن أكون من الاشخاص المشجعين على إيجاد القضايا التي تُحدث انقسامًا بين الناس وأقولها لك بكل صراحة: من يجمع الناس سيَجد له مكانًا إلى جانبي ومن يثير الانقسام ليس له مكان الى جانبي".   

من أين أتى عارف سالم؟

عارف سالم هو من منطقة الشوف ومن قرية عمّاطور بالتحديد، لكنه وُلد في طرابلس. جدّه كان ضابطًا في الدرك وكان يتنقل بين المدن والقرى اللبنانية، ما دفع العائلة للسكن في مدينة طرابلس التي تزوّج فيها. كانت العائلة تقضي فصل الشتاء في طرابلس وتصيّف في بقاع كفرا.  

متى وصل إلى كندا وكيف كانت البداية؟

مثل الكثير من اللبنانيين هرب عارف سالم من الحرب في التسعينات. وصل الى كندا في يوم ميلاده في 13 حزيران 1990. يقول سالم: "وصلت إلى هنا كغيري كشجرة اقتُلِعَت من أرضها وزُرِعَت في أرض جديدة"، مضيفًا: "لم تكن البداية سهلة أبدًا. تحتاج الى جهد مختلف للاندماج وإقامة صداقات جديدة. عندما وصلنا في حزيران الطقس كان مختلفًا عن لبنان. كان ماطرًا، بينما في لبنان لا ترى الشتاء إلا بعد أيلول. عندما هبطت الطائرة كان مستوى الحرارة عندَ 13 درجة، وحين خروجنا من المطار شعرنا بالبرد. كل شيء كان مختلفًا. عندما دخلت إلى منزل عمّي فتحت حنفية الماء فإذا الماء ساخن والكهرباء متوفرة، فيما كنا في لبنان نفتقد الماء من أساسه، فضلًا عن الماء الساخن، فقد كنا نعيش بدون كهرباء في كثير من الأوقات.. بعد تسعة أيام من وصولي عملت في متجر صغير (Dépanneur). وهنا أستذكر طرفة حدثت معي حين دخلت سيدة تسأل عن زبدة الفستق (Beurre de Peanut). حاولت ان افهم ما تريد، وسألت نفسي: كيف يمكن أن تجتمع الزبدة مع الفستق، فلَم يسبق لي تناول هذا المأكول من قبل، فقلت لها: لا. نظرت إلي نظرة استغراب وكأنها تقول: هل يعقل أن لا توجَد زبدة الفستق في المتجر؟ ثم توجّهتْ إلى رف قريب حيث وجدت ما تريد، ونادتني لتقول لي أين وجدت زبدة الفستق، وهناك وجدتُ المأكولَ بِنكهات وألوان متعددة. هذا يعطيك فكرة كيف تكون البداية. في الوقت الذي بدأت فيه العمل، كنت أحضّر نفسي للدخول إلى الجامعة ومعادلة قسم من الشهادات التي حصلت عليها من لبنان. أنهيت دراسة عِلم الأحياء الدقيقة (Microbiology) في جامعة مونتريال، لكني لم أكن أرغب في العمل في هذا المجال، فهذا العمل يتركز في المختبرات ويمنعني من رؤية الناس، لذلك عدت الى الجامعة حيث أنهيتُ الدراسة في مجال الإدارة الدولية والتسويق".

 

"غادرت على أساس العودة بعد 3 سنوات"

عندما غادر لبنان أخبر أهله وأصحابه أنه لن يكون مثل غيره من اللبنانيين الذين يغادرون ولا يعودون. وقال سالم: "قلت لهم سأغادر ولكن بعد ثلاث سنوات ويوم واحد سأعود الى لبنان. بعد ثلاث سنوات حصلت على جواز السفر الكندي ولكن اليوم الإضافي الذي سأعود فيه لم يأتِ بعد. حاولت العودة... بين عامَي 1993 و1998 زرت لبنان إحدى عشرةَ مرة.. حاولت ان أؤسس لعمل بين لبنان وكندا لقناعتي بأنني لا يمكن أن أعيش بعيدًا عن لبنان، لكن للأسف لم يتم ذلك".

"إتخذت قرارًا بالبقاء في كندا"

عن وصوله إلى كندا يقول سالم: "أعتبر أني وُلِدتُ من جديد في هذا البلد. شعرت أن الإنسان في هذا البلد يعيش محترمًا بقدر كبير"، كما أكد في لقائنا معه. بعد عام 1998 كان من الضروري أن يحسم سالم الأمر بين لبنان وكندا. "فلا يمكن أن يعيش حالة مغايرة لِلإستقرار والتردد بين العيش في لبنان أو كندا"، كما هو لسان حال معظم المهاجرين الذين غادروا بلدهم الأم بحثًا عن الإستقرار والأمن. وعليه اتخذ سالم القرار بالبقاء هنا ولكن: "على أن أتابع مساعدةَ لبنان لآخر يوم من حياتي. فيمكن أن تخرج اللبناني من بلده ولكن لا يمكن أن تنزع لبنان من قلب اللبناني، وهذا الشعار أحمله معي أينما كنت. عام 2006 عملت مع الصليب الأحمر في المطار لمساعدة اللبنانيين الواصلين إلى كندا بعد حرب تموز. بعد انفجار المرفأ عملنا ما بوسعنا للمساعدة من خلال إرسال الاموال والمساعدات المختلفة الى لبنان. والآن نعمل لإرسال الأدوية الى لبنان".

العمل السياسي

في مجال العمل السياسي ترشح سالم للمرة الأولى عام 2004، لكن لم يحالفه الحظ. في ذاك الوقت شكَّلت أصوات الناخبين من الجالية اللبنانية في منطقة سان لوران 6,350 صوتًا. لم يكن يتوقع أن هؤلاء لن يصوتوا له وكان يقول للمنافسين: "إنكم تضيعون وقتكم"، ظنًا منه "أن تلك الاصوات سوف تكون إلى جانبي. لكن عدد الذين شاركوا في التصويت من الجالية اللبنانية والعربية كان 1,180 صوتًا فقط، وكثير منهم لم يصوتوا لي. وهذه كانت غصة في قلبي لأني لم أكن اتوقع ذلك، بل كنت أتوقع أن يقف معي هؤلاء. حينها لم تكن لدي الخبرة التي امتلكها اليوم ولم أكن متنبهًا إلى أنني ترشحت على لائحة حزب بقيادة بيير بورك، الذي وحّد مدينة مونتريال بلديًا غصبًا عن إرادة الناس وهو ما حجب الأصوات عنّا. حينها لم أكن امتلك العلاقات التي امتلكها، لكن أعدت الكرّة من جديد عام 2005 ولكن لم يحالفني الحظ مجددًا". عام 2009 تواصل رئيس بلدية سان لوران الحالي آلان ديسوزا وسأله عما إذا كان يفكر في الترشح للانتخابات مجددا فقال له سالم: "لا، أبدًا". فكان جواب السيد ديسوزا: "في السياسة لا ينبغي أن تقول لا". وحاول من جديد لكن سالم قال له: "آلانْ، أنت تضيع وقتك، فأنا لا أريد الترشح لمجرد تعليق صوري على الاعمدة ولائحتك مكتملة ولا حاجة لك بي". عرض عليه ديسوزا الترشح في منطقة "روزمون" (Rosemont) لكن سالم رفض الأمر. بعد الإصرار فكّرَ بالأمر مليًا. وبعد نقاشات ومحاولات متعددة وافقَ على الترشح في منطقة الترشح في "سان لوران"، التي تشكِّل فيها الجالية اللبنانية والعربية نسبة كبيرة فتمكَّن من الفوز عام 2009 بمنصب مستشارٍ للبلدية في مدينة سان لوران. والحقيقة كما قال سالم أن "الإنسان الذي يخرج من ثيابه يبرُد"..   

أستاذ عارف، متى كانت آخر مرة زرت فيها لبنان؟

آخر مرة زرت فيها لبنان كانت في عام 2010. عام 2011 فكرت بالزيارة لكن لم تتم. وعام 2013 صعُبَت زيارة لبنان بسبب الانتخابات بعدها. لغاية عام 2016 لم أتمكن من مغادرة مونتريال بسبب مسؤولياتي الكثيرة، سيما أن السيد دني كودير كان على رأس الحزب والبلدية في مونتريال، وكان يعمل سبعة أيام في الاسبوع على مدار الساعة. في عام 2017 وفي ما بعده كانت النية موجودة، لكن لم تتيسر الزيارة بسبب الظروف المعروفة.

يوم الاثنين في الخامس عشر من تشرين الثاني اختيرَ عارف سالم رئيسًا لحزب "Ensemble Montréal" وزعيمًا للمعارضة في بلدية مونتريال. لماذا أُختِرتَ لهذا الموقع؟

صحيح، أُختِرتُ لهذا الموقع. في البداية لم اكن ارغب في القبول بهذا الأمر، لكن تلقيت الكثير من الاتصالات المشجعة والمؤيدة. بعد أن أخذت وقتًا في التفكير قررت خوضَ هذه التجربة والدخول إلى هذا المعترك بعد 12 سنة من العمل البلدي، التي اختبرت في خلالها الكثير من التجارب وحققت فيها أكثر من إنجاز. لذا قررت ان أترشح لهذا الموقع. كان التصويت سرّيًا ولكن حصلت على الأصوات الكافية للفوز، فقد كنت محلًا للثقة بين زملائي.

هل أنت جاهز لهذا التحدي؟

لو لم أكن جاهزًا لَما خضتُه. أعتقد أن لدي القدرة لخوض هذا التحدي، فلا شك أن الصفات والقيَم التي يحملها المرشح تساعد كثيرًا. والأيام ستثبت إن كنت سأتمكن من القيام بهذه المسؤولية على أكمل وجه.

 

لماذا برأيك خسر الحزب في الانتخابات الاخيرة؟

من المؤكد أن أخطاء كثيرة ارتُكِبَت، فلا يمكن أن تحدث الخسارة لو لم تُرتَكَب الأخطاء، وهي التي أوصلتنا إلى هنا اليوم. لكن علينا أن نضعها خلفنا ونتطلع الى الامام بعد أن تعلمنا مما جرى. المفروض أن نفكر في كيفية رِبح الانتخابات عام 2025. عليّ مسؤولية ان أحضِّر الحزب بشكل جيد لهذا الامر، إن كان من الناحية المادية او المعنوية او من خطة او برنامج أو أفكار جديدة. سنكون موجودين وعلى تواصل مع كل الجاليات وسيكون هناك مكان للجميع داخل الحزب. ليس صحيحًا ان حزب "Projet Montréal" هو الحزب الوحيد الذي يمكنه استقطاب المتطوعين. حزبنا سيكون قريبًا من كل الجاليات وهذا ليس موجودًا عند "Projet Montréal".

 

هل يمكننا القول إنك ستكون في الانتخابات القادمة على رأس الحزب؟

عندي تفويض من أعضاء الحزب الثمانية والثلاثين لإعادة بناء الحزب والتحضير للفوز بالانتخابات القادمة عامَ 2025. وإلى ذلك الحين سأترك الامر لنرى كيف ستسير الامور.

 

هناك موضوع حساس بالنسبة لقسم كبير من الجالية وهو موضوع تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" (المعروف باسم "IHRA") لِمسألة معاداة السامية، الذي تبناه دني كودير وحزبه، ما اعتُبِر انحيازًا إلى موقف لا يخدمنا كجالية إسلامية وعربية... هل تعتبر أن هذا الخيار كان صحيحًا؟وهل في عهدك يمكن أن يُعاد النظر في الموضوع؟

هذا الموضوع ليس موضوعًا بلديًا. موضوع القضايا الدولية أتركه لكندا وكيبك. فمسؤولياتي في البلدية تعني أن عملي في مكان مختلف. نعم، تواجَد في الحزب الذين يرغبون في أن يكون لَه ذاك التوجه ولم تنجح هذه المسألة. اليوم لن نعيد فتح الأبواب المغلقة، ولن نتطرق لقضايا لا علاقة لها بالسياسة البلدية. إن أردتُ ممارسة السياسة الدولية يمكنني العمل من خلال الحكومة الفدرالية وعندها يمكن أن أتخذ موقفًا. لكن لن أحاول أن أوجِد نوعاً من الانقسام بين الناس. هدفنا كحزب أن يعيش الناس مع بعضهم، ولن أكون من المشجعين على إيجادِ القضايا التي تُحدث انقسامًا بين الناس. وأقولها لك بكل صراحة: من يجمع الناس يجِدْ له مكانًا بِجانبي ومَن يُثِر الإنقسام فليس له مكان بجانبي.

بلحاظ ما تفضلت هل أخطأ دني كودير في طرح الموضوع؟

لا أريد ان أحكم بالنيابة عن دني كودير. هو أخذ قرارًا كما أخذ قرارات كثيرة ساهمت في خسارته الانتخابات. لست بوضع يمكّنني من الحكم على مواقفه، فهو لم يعد موجودًا في الحزب. يمكنني أن أحكم على مواقفي. هناك مواقف كثيرة اتُّخذت ولا أريد ان أحكم عليها. وليس بالضرورة أن يكون هذا الموقف أو ذاك خاطئًا. هناك مجموعة أخطاء ارتُكبَت، ما أدى الى خسارة الحزب خسارة كبيرة.

كيف كان رد فعل الجالية على انتخابك على رأس الحزب؟

الجميل في الأمر أن الاصوات التي حصلت عليها هي من تجمع متنوع الأصول وليس من جالية معينة. هذا فخر لي ولجاليتي. كل الإعلام تحدث عن أصولي اللبنانية وهذا أفرحني كثيرًا.       

منذ لحظة انتخابي لم تتوقف الاتصالات. إستغرقَ ردّي على رسائل التهنئة أسبوعًا كاملًا، وأينما ذهبت شعرت أن الناس فخورون بانتخابي. أفتخر بجاليتي وبما قمت وأقوم به. في كندا تعلمت أن أكون على مسافة واحدة من الجميع. ومن المهم جدًا أن يصل لبناني إلى هذا الموقع وهو على تواصل مع الجميع وعلى مسافة واحدة منهم. انا أؤمن أن انسانية الانسان هي فوق كل الاعتبارات. المشكلة في لبنان اننا نتعامل مع الانسان بناءً على طائفته قبل إنسانيته.

ماذا تتوقع من الجالية بعد وصولك، وماذا يمكن أن تقدم الجالية لعارف سالم، سيما أن الكثير من المرشحين من جاليات معينة تدعمهم جالياتهم؟

بكل صراحة، صحيح ما قلتَه، فعندما يصل الإيطالي تقف الجالية الايطالية خلفه وكذلك الهاييتي. لي زميلة في الحزب من الجالية الفلبينية أبلغتني بِاستعدادها لتأمين 5,000 عضو للحزب من الجالية الفلبينية. أتوقع أن يُحتَضَن هذا الموقع، فقد لا نتمكن في المرات القادمة من الوصول إليه. أنا صلة الوصل بين الجاليات العربية في مونتريال، واللغة العربية هي اللغة الثانية في المدارس قبل اللغة الإنكليزية. أمامنا فرصة لأن نكون من أقوى الجاليات في مونتريال، ويمكننا الوصول إلى مواقع أبعد بكثير مما وصلنا اليه حتى اليوم. أنا فتحت الباب خصوصا للشباب ولا شيء يمنع أن يكون الآلاف من جاليتنا أعضاء في الحزب. الحزب هو قيِم، ويمكن للناس أن يدخلوا ويعملوا من خلال قيمهم وتفكيرهم. كما يتمكن النحات من التحكم بمنحوتته يمكننا أن نؤثر في الأحزاب كثيرًا، لا سيما في النطاق البلدي. في البلدية الحزب هو حزب الرئيس، وعندما يذهب الرئيس يذهب الحزب معه، فحزب "Vision Montréal" مثلا كان حزب بيار بورك. يمكن للناس أن تقدم الدعم المادي وأيضًا أن تشارك بقيمها ووجودها في صفوف الحزب من خلال التطوع واللجان وغير ذلك. سوف أعمل لإيجاد مساحة لكل الناس في الحزب.

 

كيف تقيّم مشاركة الجالية بشكل عام في الانتخابات البلدية الاخيرة؟

لم تكن كما كنت أتوقع. عندما ترى نسبة الناس التي شاركت يمكننا القول إن هناك مشكلة. علينا أن نسأل أنفسنا سؤالًا: ما هو الذي قمنا به بشكل خاطىء حتى يحجِم الناس عن التصويت؟ وهذا ما قلته اليوم (الاثنين في 29 تشرين الثاني) في كلمتي في المجلس البلدي. قلت إن هناك رسالة علينا إيصالها للناس. إذا كانوا يعتبرون أن المجلس البلدي هو الاقرب إليهم، وإذا كانوا يعتبرون أن شوارعهم ينبغي ان تكون نظيفة، ويريدون مياههم صالحةً للشرب، ويريدون إزالة القمامة من الشوارع وإزالة الثلوج المتراكمة في الطرقات، فعليهم ان يذهبوا إلى المجلس البلدي. اليوم أمام هذه المشاكل لا يمكن للناس التواصل مع المسؤولين الفدراليين، بل مع المسؤولين في البلدية. عندما يريد الناس أن يجدوا حلولًا لهذه المشاكل عليهم أن يمارِسوا حقهم الإنتخابي بشكل مشروع. في بلداننا الأصلية عندنا نوع من الثقافة غير الصحيحة، ومفادها أن صوتنا لن يقدم أو يؤخر وأن المجموعة نفسها ستُنتَخَب مجدداً. علينا ان نُكوِّنَ الثقة لدى المواطن ونقنعه بأن صوته يؤثر وأن يصوِّت بناء على قيَم معينة ولبرنامج لديه الثقة به. صوتك لديه قيمة مادية لدى الحزب الذي تصوت له في السنوات الأربع قادمة. للأسف لاحظنا أن نسبة الذين شاركوا من الناس في هذه الانتخابات قد تراجعت، لا سيما في جاليتنا. لو كانت جاليتنا أكثر فعالية لتمكّنّا من تحقيق نتائج أفضل ولَتمكنت جاليتنا مِن إيصالِ مَن تشاء الى الكثير من المواقع. وعندما تنخفض نسبة التصويت لدى المواطنين بشكل عام يصبح لِصوت جاليتنا تأثيرٌ أكبر.

نحن نلوم الجالية والناس لأنهم لا يشاركون، فهل قام عارف سالم والمرشحون بما فيه الكفاية لاستقطاب الناخبين؟

بِغض النظر عن عارف سالم، في الانتخابات الفدرالية وفي المقاطعات والانتخابات البلدية عندنا نقص في المشاركة. ليس الشخص هو من عليه أن يأتي بالجالية، بل على الجالية ان تذهب للمشاركة كما تفعل الجاليات الأخرى. مثلا ترى نسبة المشاركة عند الجالية اليهودية والأرمنية عاليةً جدًا وتصل إلى ما يقرب من 90 بالمئة. غير أن مشاركة جاليتنا ضعيفة جدًا ولا وجود لنا، لذلك فتأثيرنا ضعيف جدًا. علينا أن نُبعِد خلافاتنا في البلد الأم عن الساحة هنا، ويجب أن يكون لدينا قاسم مشترك في كندا، يجمع الجالية على مشروع موحد نقدمه للسياسيين كي نحقق ما نريد.

  

كلمة أخيرة؟

أقول لكل الجالية أن كل إنسان في هذا البلد يستطيع أن يحقق حلمه لكنه يحتاج الى المثابرة والعمل، وعليه أن لا ييأس أبدًا. المثابرة والابتعاد عن اليأس هما اللذان أوصلاني إلى ما وصلت إليه اليوم. لدينا الكثير من الأشخاص الذين يملكون المؤهلات والقدرة والطاقة للوصول ولِتحقيق الأهداف خطوةً فخطوةً.