رحيل الحاج ابو علي البصري حسين الجاسم: خسرنا انسانا عظیما ومخلصا

  • article

نعى مسجد اهل البيت (ع) في مونتريال امس الحاج ابو علي البصري حسين الجاسم الذي وافته المنية بعد صراع مع المرض.  ومن المقرر ان ينقل المرحوم الحاج ابو علي لاحقا ليدفن في بلده الام العراق. 

وقد رثاه الناشط في مسجد اهل البيت السيد سلام الموسوي فقال " زرته في المستشفى قبل ٢٥ يوم وكان رابط الجأش رغم معاناته الطويلة مع المرض (ورم في الدماغ)، والتي امتدت لإحدى عشر عام، وسببت له شللا نصفيا. وكان مستعدا للرحيل مدركا ان ايامه معدودة.. اذكره عندما قمت بعمل فني حسيني على الكمبيوتر قبل اكثر من ٢٠ عام كيف كان مشجعا ومتحمسا لتطويره… رغم علومه وخبرته وتقدمه في العمر الا انه لم يتردد في اخذ دورات علمية جديدة في علوم الكمبيوتر ليواكب اخر التقنيات ويقتحم السوق الكندي ويعمل في تجميع وتركيب القطع الالكترونية والكمبيوترية.  

رحمك الله يا ابا علي والهم اهلك ومحبيك جميل الصبر والسلوان، وعزائنا انك خلفت قمما شامخة تسير على خطاك ان شاء الله:  علي الحاصل على الماجستير بالهندسة المدنية، والدكتورة أبرار أخصائية جراحة الرقبة والرأس، وعمار الحاصل على البكالوريوس في العلوم المالية.

كما رثاه الاعلامي نجاح محمد علي فكتب قائلا " انتقل غريباً الى رحمة الله الأخ ورفيق العمر المجاهد النقي ابن النقي وشقيق الأنقياء الحاج حسين عطا الله الجاسم (أبو برير)  ، البصري الشامخ الذي رافقته في سنين الجهاد السري وفي المهجر فكان نعم المجاهد الصابر..

كلمني رحمه الله قبل أيام فقط ليبلغني أنه سيرحل طالباً أن أبرئه الذمة، ويشهد الله لم أر منه إلا خيراً.

كنتُ مطارَداً من قبل جلاوزة النظام البعثي فلقيني واعطاني مبلغاً كبيراً آنذاك لتمشية أموري.

كان رحمه الله رافقنا في مظاهرة كسر الحصار المفروض حينها على المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر وكنا نردد علناً من البصرة وحتى منزل الشهيد متحدين السلطة :

يافقيه العصر ياقائدنا

قد قدمنا لنجدد عهدنا

اعتقلتُ يومها وتمكن هو من الإفلات باعجوبة، واعتقل معي الكثيرون منهم شقيقه المجاهد عامر عطا الله حفظه الله والقصة طويلة .

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وعظم الله أجورنا جميعاً بفقده

وكتب زميل اخر:

"هكذا نهاية الموالين المخلصين

قال سبحانه وتعالى : "وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ ، وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"

لقد نال درجة الشهادة رضوان الله تعالى عليه.

خسرنا انسانا عظیما ومخلصا، لقد عمل بکل صدق واخلاص لخدمة المذهب سواء ايام وجوده في العراق او وجوده في ايران.

وعاش مظلوما لم يهتم بفكره وعلمه اهل العلم في العراق ولا  الساسه في ايران .

كان شخصا بارعا في جامعه البصره فقد اثنى عليه العديد من الاساتذة حتى البعثية وكان قدوه علميه للكثير من طلاب دورته في كلية العلوم في جامعة البصره، فكم استفيد من علمه في الجامعه، يخطر في بالي انه كان يدعوه بعض طلاب قسم الرياضيات للاجابة على بعض الاسئلة الصعبة.

لقد كان يدعوه الدكتور" الكتبي" رئيس قسم الرياضيات للتعاون في تدريس علم الكومبيوتر على الرغم من كونه متخصصا في الفيزياء.

كان عضوا في الجمعية الفلكية التي اسسناها في مركز شباب البصرة وكان محترما عند رئيس واستاذ الجمعية وهو رئيس المركز الفلكي في البصرة.

عرفه الجميع انسانا عزيز النفس قوي العزيمة. بعيد عن المطارحات التافهة والمناقشات غير الهادفة.

تبدوا على وجهه السماحه والبشاشة.

بعد الهجرة لم يفهمه الساسة للاستفادة من طاقاته.

لبى نداء الامام في الجهاد الزراعي ولبى نداءه في المشاركة في جبهات الحق ضد الباطل ونال شرف الاعاقة لكنه لم يستفد من وسام الشرف هذا لمصلحته الخاصة.

دعته الظروف السياسية والاجتماعية الصعبة للهجرة الى بلاد الغربة، ولله الحمد استطاع تربية ابناء صالحين وعائلة كريمة  فامتحنه الله امتحانا صعبا وكنت على اتصال دائم معه فلم اسمع منه شكوى واحدة مما هو عليه، حتى في ساعات عمره الاخيرة ، غير انه يشكر الله دائما على اي حال.

نِعم الاخ المجاهد في سبيل الله

نال شرف الشهادة لهجرته في سبيل الله ووقوفه بجانب الحق اينما كان".

نتقدم من مسجد اهل البيت في مونتريال والجالية العراقية بأحر التعازي القلبية سائلين الله عز وجل ان يتغمده برحمته وان يسكنه الفسيح من جنته وان يلهم ذويه وزملاءه والجالية الصبر والسلوان .