لقاء افتراضي تحت عنوان "قاعة نهاد حديد نظرة مستقبلية" يقدم اقتراحات لافتة لمستقبل الجالية

  • article

صدى المشرق ـ مونتريال

عُقد لقاء افتراضي عند الثالثة من بعد ظهر اليوم السبت الأول من شهر أيار / مايو عبر موقع زوم تحت عنوان "قاعة نهاد حديد نظرة مستقبلية" مع المهندس وليد حديد شارك فيه عدد من الشخصيات الثقافية والادبية والجاليوية ومن بينهم السفير اللبناني السابق في كندا الاستاذ مسعود معلوف.

قدم للقاء السيدة فدوى الظاهر مرحبة بالحضور ثم تحدث المهندس وليد حديد مقدما نبذة عن الانشطة التي قامت بها او استَضَافَتْها القاعة منذ تأسيسها. وعن سبب اللقاء قال " نجتمع في هذا اليوم للتشاور وطرح الأفكار، وليس لإتخاذ القرارات ".  وأضاف " فكرة هذه القاعة جالت في ذهني منذ وجودي في كندا.هذه القاعة هي لكل الناس مهما كانت افكارهم وانتماءاتهم وعقيدتهم".



واذ لفت حديد الى ان " جاليتنا العربية كبيرة بعددِها وزاخرة بإمكاناتها العلمية والثقافية والإجتماعية"، لفت الى انها " لغاية الوقت الحاضر لم تتبوأ المكانة المناسبة التي تستحِقَها... من الممكن أننا محترمون كافراد ولكن للأسف لسنا محترمين كجالية .. والدولة لا تحسب حسابنا حين تنص قوانينُها".

وعرض في كلمته لـ" مشاكل كثيرة تهمنا جميعاً، وتؤثر في حياتنا بشكل مباشر، سأذكر بعضها.

الاول: - الفرد هنا حين يتقدم في السن، يذهب الى بيوت رعاية المسنين، فيصبح وحيدا معزولًا عن عائلته، بعيدًا عن عاداته وبالتالي يخسر هويته وثقافته ، ويشعر بالتعاسة لانه لا يحقق مشاعره واحاسيسه، فيصبح ألمه مضاعفا، ويدخل في حالة من الاكتئاب والقلق النفسي".

وسال حديد " هل هذا ما نريده لآبائنا وبالتالي لنا.؟ لماذا لا يكون عندنا بيت للمسنين خاص بالجالية العربية، مزوّد بكافة انواع الترفيه وتحقيق الذات. لماذا لا نعمل او نتعاون مع بعض المستثمرين في هذا المشروع المربح أقتصاديا.

الموضوع الثاني: كذلك لماذا لا يتوفر لدينا لجان مهنية، ودليل للجالية من افراد الجالية للمهن على سبيل المثال اطباء العيون والقلب والصحة الخ. او الخدمات المباشرة التطبيقية لاصحاب المهن الحرة منها ترميم البيوت او اية مهنة او خدمات. وهنا اقترح صفحة مفتوحة على الفيس بوك اسمها مثلا " احتياجات وخدمات".

واذ تساءل "هل سيكون هنآك مجال لهذه الجالية ايجاد الحلول المناسبة؟"، قال حديد " اما آن لعقولنا ان تكون منفتحة ومتعاونة، وقلوبنا وضمائرنا متعاطفة مع الجالية العربية التي نحن جزء منها، لاسيما أننا نعيش في بلد آمن، بقدرات مادية وفكرية كبيرة. وقادرون للوصول بدون وساطة زعيم او استجداء احد .!!" .

كما سأل حديد " هل نستطيع حل المشاكل قبل وبعد ان تحدث ؟ وهل نستطيع أن نعيش ونموت بكرامة، وهل نستطيع نقل تقاليدنا وقيمنا الى أولادنا ليعيشوا باستقرار وأمان" .

وإذ أكد على ان " هدفنا انساني وعادل، لجالية مهمشة كجماعة علماً بأن الفرد فيها ناجح"، لفت الى ان " هضم حقوق الجماعة يؤدي الى ظلم الجماعة والفرد معاً، وبالتالي يؤثر على نوعية الحياة وسعادة الانسان ورقيّه وبالتالي انسانيته". واكد على ان " ضعف الهوية وعدم احترام الفرد يؤثر على سعادته ورقيه وإنسانيته".

وبعد ان لاحظ انه " بلا شك هناك العديد من الجمعيات الثقافية والجمعيات الاجتماعية" ، اعتبر حديد ان " هذه الجمعيات أغلبها يتبع لطائفة معينة او لحزب ما، ولكن لا يوجد تواصل ولا تعاون بين تلك الجمعيات". وشدد على ان " وجود هذه الجمعيات شيء جيّد ويخدم خصوصيات الافراد ولكن لا تخدم المصلحة الكبرى للجالية الا وهي قوة الجالية وعدم هضم حقوقها، وذلك لتشرذم وتشتت الطاقات" . لكن حديد لفت الى " ان هدفنا الأساسي ليس إستبدال الجمعيات، بل التعاون والمشاركة وتبادل الأفكار ، وبطريقة تكاملية وليس تفاضلية.. هدفنا جمع الطاقات في مونتريال وفي المهجر".

بعدها فُتح باب النقاش بين الحاضرين قدّم في خلاله المشاركون اقتراحاتهم لتطوير نشاطات القاعة والتي تمحورت حول الاهتمام بالجيل الناشىء واشراكه في نشاطات القاعة والاهتمام بالقضايا الفنية والتقنية ومحاولة جمع الجالية حول مشروع مشترك يتجاوز الحدود والاطر الخاصة والعمل نحو الاندماج في المجتمع الكندي والتواصل مع الجاليات غير العربية في سبيل تقوية وجودنا وحفظ كرامة هذه الجالية .

ثم كانت الكلمة مجددا للاستاذ حديد ثمّن فيها الإقتراحات التي قدمها المشاركون ملفتا الى " ان الهدف وصلنا اليه من لقائنا وذلك من خلال استماعنا لمقترحاتكم التي اقدّرها جميعا".

وقال حديد" اود أن اطرح بعض الحلول والافكاروهي"

١- ايجاد ملتقى فكري سياسي اجتماعي وروحي وذلك من اجل ايجاد حلول للمشاكل التي تعانيها الجالية العربية في المهجر او الوطن الأم .

٢- ينبغي لهذا التجمع ان يكون له دستور وميثاق ليحميه من الخلافات العقائدية والحزبية والطائفية والعرقية.

٣- هدفنا إنساني، حيث نعمل بدون تمييز لعرق او طائفة او لون .

٤- نلتزم التزاما تاماً بإحترام كل القوانين المحلية والكندية .

٥- هدفنا هو مد الجسور مع التجمعات والجمعيات الأخرى للتعاون من أجل الرقي والتألق وتقديم أفضل مالدينا من أجل خدمة بلدنا الغالي كندا، ووطننا الأم ،،!!

٦- خلق مجموعة متحركة، هدفها ايجاد حلول للمشاكل الطارئة او المزمنة عند الجالية او لتحقيق اهداف جديدة للجالية. وذلك بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والاجتماعية، من الممكن ان نقدم مساعدات تكمل مساعدات الدولة .

٧- ايجاد نشاطات للشباب، لزيادة عرى الروابط بينهم، واطلاعهم على تراث وعادات فلوكلور بلادنا ،،

٨- ايجاد مكان لهم يمكنهم من الإلتقاء مع بعض لزيادة روابط الاخوة والصداقة .

٩- التعاون مع بقية الجمعيات الموجودة التي ترغب بذلك، ومساعدتها في تطوير ذاتها من خلال شبكة معلوماتية متقدمة في المجالات الاجتماعية، الثقافية،الاقتصادية.

وخصوصا التركيز على الناحية الاقتصادية والمهنية .

١٠- التعاون مع المؤسسات العربية في المهجر والاستفادة من خبراتها وذلك على مستوى اميركا".

وإذ اشار الى ان " تمويل هذه الاهداف يأتي من الاعتماد على التمويل الذاتي" ، اعتبر انه " للوصول الى بعض هذه الاهداف يجب الارتقاء من مفهوم الجمعيات والمجموعات إلى مفهوم المؤسسات، اي العمل بطريقة علمية ضمن قوانين وشروط، وليس لرغبة فرد وتغيير مزاجه".

وعدد التحديات التي تواجهنا وهي بحسب حديد:

١- - الحاجة إلى الوعي والتخطيط العلمي السليم .

٢- العمل على تغيير مفاهيم عديدة في طريقة العمل والالتزام بالهدف بدل الانا والفردية والطائفة والعرق لاننا جميعًا موجودين في سلة واحدة. اننا نخسر معًا ونربح معًا.

٣- طريقة التمويل، والادارة الماليه.

٤- ايجاد الطاقة البشرية اللازمة .

وختم حديثه بالقول " ايماني إن طاقة الجالية كبيرة ومتنوعة، فهل بإمكاننا استعمال جزء صغير منها لنحقق اهدافنا في خدمة الفرد والجماعة ..

شعب او جالية لا تهتم بضعفائها ليست عندها قيم وعدالة وبالتالي لا تستحق الإحترام

شعب او جالية لا تتواصل وتتعامل مع شبابها لا تستطيع ضمان المستقبل وبالتالي لا تستطيع التقدم.

شعب او جالية لا تستطيع الانخراط الايجابي والتأقلم مع محيطها لن تكون منتجة.

شعب او جالية تهمل ثقافتها وماضيها تصبح بلا روح".

  اختتم اللقاء قرابة الساعة الخامسة عصرا .

يذكر ان قاعة نهاد حديد افتتحت في العام 2019 لتكون في خدمة الادب والشعر والجالية قدّمها د. وليد حديد تخليدا لذكرى اخيه الراحل نهاد، بهدف دعم واطلاق النشاطات الثقافية، الادبية والفكرية والجاليوية على انواعها وتنوعها.