مدرسة الاجيال تختتم عامها الدراسي : هدفنا بناء الانسان الواعي في زمن اختلطت فيه المفاهيم الفكرية

  • article

اختتمت مدرسة الاجيال في المجمع الاسلامي عامها الدراسي بحفل بهيج شارك فيه اهالي الطلاب وقدم في خلاله التلاميذ فقرات فنية و ثقافية متنوعة وذلك عند الساعة الثانية عشر من ظهر يوم السبت في العشرين من شهر ايار في القاعة الرئيسية في المجمع الاسلامي.

 
الكلمة الافتتاحية كانت مع التلميذة سيرين عواضة حيث قالت "تدق ساعة النهاية وتتعالى نبضات قلبي معها فهنا تعرفت على اجمل الصديقات وعشت اجمل اللحظات و تفاعلت مع اروع المعلمات. نجتمع اليوم لنقدم لكم بعضاً من نشاطاتنا المدرسية".

و اعتلى التلاميذ المسرح وأدوا بكل حبٍ وفرح ، اناشيد تعليمية عن الكواكب وفصل الربيع واصول الدين والحواس الخمس و" لغتي العربية". وقدم طلاب من مستويات اخرى فقرة تعظيم القرآن و تلاوة سورتي النبأ والشمس  .كما قدم عرض مسرحي صغير ( لقاء صحفي ) عن أهمية تعلم اللغة العربية .


والقت مديرة مدرسة الاجيال الحاجة ليلى فرحات كلمة شددت على ضرورة تعلم اللغة العربية اذ بات من الغير المقبول وجود ابناء لا يتكلمون اللغة العربية و ذلك لوجود المدرسة التي تُعنى بذلك .

ومما جاء في كلمة مديرة مدرسة الاجيال"عام بعد عام اولادنا يكبرون و وينضجون ونراهم امامنا شبابا واعدا و مسؤوليتنا كأهل و كمربين تزداد و حملنا يثقل . لكن يتبادر إلى الأذهان لبرهة هل نحن على الطريق الصحيح؟ لنفكر معاً تجاه قرارتنا في مسار تربيتنا لأولادنا ملتجئين الى عنصر المقارنة لنحقق المقاربة الآتية كأن اقول : لو تركت اولادي يوم السبت في البيت معي نقضي يوم العطلة سوياً و نخفف عن انفسنا عبء المشوار خصوصًا ايام البرد و الثلج و نجلس بدفء و أمان ! فالجواب بالطبع لا ! لماذا؟ في كل مجالات الحياة و هذا معروف.. كل نجاح يجب ان يرافقه عمل و بذل جهود . يعني "من طلب العلا سهر الليالي" و"بقدر الكد تكتسب المعالي" و لا ننسى قوله تعالى "يرفع الذين امنوا منكم و الذين اتوا العلم درجات" . في الشق العملي من المقاربة لو قارنا ولدا بعمر العاشرة او الثانية عشر يذهب الى المدرسة العربية مع ولد اخر من نفس العمر لا يذهب الى المدرسة العربي سنلاحظ الفروق في ثلاث مجالات اولا الفرق بالتعبير اللغوي وثانيا هناك فرق شاسع بالمعلومات الدينية و الشيء الاخير المهم هو مسألة الاندماج مع  بيئته".

اضافت " نحن نعلم اننا من خلال تعلم اللغة العربية ان نصل الى منابع العلم الحقيقية الموجودة أين ؟ في القرآن الكريم! أليس هو حلمنا ان يحمل اولادنا هذا الكتاب المبين و يكون دليلهم في مسيرة هذه الحياة". و اكدت اننا " نعمل على فتح الافاق اي نوسع دائرة تفكير التلاميذ و نحركش فيها و ندغدغ فطرتهم، لان هدفنا بناء الانسان المسلم الصالح الواعي في زمن اختلطت فيه المفاهيم الفكرية و حتى الجسدية منها. لذا علينا ـ نحن و الاهل  معاً ـ ان نقف كالجبل الشامخ و السد المنيع بوجه الرياح العاتية التي تلطم عقول و افكار اولادنا . لان ما يشهدونه من هنا وهناك اقل ما نصفه بالضياع التام. لذلك تعمد المدرسة على تكثيف نشاطاتها الثقافية و التربوية اضافة الى منهاجها التعليمي. فخلال العام الدراسي اقامت المدرسة اكثر من 17 نشاط ما بين احياء مناسبات اسلامية و ثقافية و تربوية و ترفيهية مثال : ولادة الرسول ص و مواليد الائمة ع و يوم التراث ويوم مواجهة الاسلاموفوبيا و حملة التبرع للمنكوبين ومهرجان الشتاء  ونشاطات عن شهر الفضيل و ورش تفاعلية … و تم تسليط الضوء عليها و تغطيتها  اعلامياً عبر وسائل التواصل بغية تشجيع الاهالي لعلى مشاركة الابناء و معرفة كيف يقضي التلاميذ يومهم المدرسي". وتوجهت الحاجة فرحات الى التلاميذ بالقول " انتم مستقبل هذا البلد وامله بتنوعه الاثني و الثقافي و ما نقدمه هو حق لكم علينا. و ثقوا ان المعلمات واهلكم حريصون عل ما ينفعكم و قاعات الدراسة هي التي ستولد فيكم العلم و المعرفة و تعزز فيكم المواهب وتحدد مستقبلكم فأمسكوا بأيدينا في سنيكم الصغيرة حتى تمسكوا بأيدينا في سنينا الكبيرة" . و اضافت " في هذه البلاد الواسعة الجميلة صروح العلم مفتوحة ابوابها لكم فادخلوها ولكن اغلقوا كل نوافذ الفساد و الضلال". ومن بعدها توجهت بالشكر الى الكادر الاداري و التعليمي الذي يعمل كخليّة نحل فأصبح يوم السبت يومًا ذاخراً بالعلم النافع و الانشطة التربوية الهادفة التي تحفز التلاميذ على المتابعة و اعطاء المزيد". و ذكرت ان مدرسة الأجيال ولدت من رَحِم هذه الجالية فتلاميذها ولدوا هنا و اباؤهم و امهاتهم اكثرهم ولد هنا حتى معلماتها البعض ولد هنا و البعض الاخر له اكثر من عشرين او ثلاثين عاما هنا، لذلك تسعى مدرسة الاجيال ان تكون اماً حاضنة لأبنائها ليسْموا و يرْتقوا و يكونوا أنموذجاً  صالحاً و مؤمناً". 


كما القى كلمة أولياء امور التلامذة السيد علي وهبة  الذي قال " انه لمن داوعي سروري ان اتكلم  بلسان حال الاهالي ، فمنذ عزمنا على الغربة ووصلنا الى وطننا الثاني كان الهاجس الاوحد هو الحفاظ على الهوية الثقافية والالتزام بتعاليم وقيم الدين الحنيف . فكانت ها هنا في مدرسة الاجيال حيث القافلة حطت رحالها و حيث السفينة ارست مرساها فكانت مدرسة الاجيال بكل ابداع سباقة في المزج بين الحداثة في التعليم و بين الالتزام بتعاليم الدين لبناء الشخصية الاسلامية بقيمها والعربية بهويتها". واضاف وهبة متوجها " الى الهيئة الادارية و الكوادر التعليمية و كل من يساهم في هذه المؤسسة يا من تغرسن في اولادنا بذور الانسان والقيم لتنبت سنابل فخر وعز لنا والأجيال القادمة يا من تطفئن ظلمات الجهل بمنارات العلم و المعرفة لتشرق انواراً ساطعة في ليالي غربتنا.. كم انتن كريمات في عطائكن و كم انتن جميلات في معروفكن ..بإسمي و اسم الاهالي لكن جزيل الشكر و كل معاني الامتنان و التقدير... كل عام و انتن منارات مضيئات ومعلمات فاضلات كل عام ونحن وانتن و الجالية بألف خير".

و توجه الطالب علي وطفا بكلمة شكر الى الاهل قائلاً اسمحوا لي اليوم، باسمي و باسمِ زملائي جميعًا، أنْ أشكرَ اللهَ الّذي منَّ عليْنا بنعمةِ العلمِ، و نعمةِ المعلّمِ، أهْلًا و مدرسةً، و أخصُّ بالشّكرِ والديَّ العزيزيْنِ على تقديمِ الدّعمِ لي وَ لإخوتي، وَ اهتمامِهما وَ إصرارِهما على تعليمِنا اللّغةَ العربيّةَ على الرّغمِ منْ ضيقِ الوقتِ و كثرةِ المشاغلِ و تزايدِ المسؤوليّاتِ. فقدْ حرصا منذُ الصّغر على اكتسابِنا اللّغةَ العربيّةَ الأصيلةَ".

وقدمت التلميذة فاطمة فرحات كلمة الشكر الى المدرسة بالقول " ان جدران المدرسة شاهدة على أجيال واعدة بالعلم والثقافة ... فيها نتعلم لغة "الضاد" ...وكل سبت يكون اللقاء ... وفي نهاية العام ماذا عسانا نقول .. سنفتقدك يا سبت ...واللقاء قريبا سيكون.. فشكرا من القلب لكل فرد من أفراد عائلة"  الأجيال".

وكما في كل عام كرمت المدرسة مجموعة من الفتيات المحجبات الجدد، حيث قدمت لهن الهدايا الاختان دينا رمال و زهراء حوماني المشرفتان على حفل التكليف الذي يقيمه المجمع الإسلامي سنويًا .

وكان مسك الختام مع مراسم حفل تخرج تلاميذ الصف التمهيدي متابعة الذين بدورهم سينتقلون الى المرحلة الابتدائية بعد ان أمضوا خمس سنوات في مرحلة الروضة و التمهيدي . فعلى وقع موسيقى التخرج و بلباس المتخرجين صعد التلاميذ المسرح حيث قدم لهم شهادات التقدير المسؤول الاداري وعضو هيئة الامناء في المجمع الاسلامي في مونتريال الحاج وفيق خليل ممثلًا سماحة الشيخ علي السبيتي و سلمت معلمة الصف زهراء  شمس الدين الهدايا لطلابها وختم الحفل بأخذ الصور التذكارية مع الخريجين .