تكريم خريجين جامعيين في كندا : "ليكن تفكيركم كيف يمكن ان نساعد الناس وكيف نكون اوفياء لكندا"

  • article

صدى المشرق – مونتريال

أقام المجمع الاسلامي في مونتريال وجمعية الهدى الاسلامية في مدينة تورنتو حفلا افتراضيا تكريما لخريجين وخريجات في مختلف الاختصاصات والمستويات الجامعية لعام 2020 في المدينتين بالتزامن مع ذكرى ولادة الامام الباقر (ع) ، وذلك عند الثامنة من مساء أمس السبت .

 

الدكتورة رشا شعيب : أنتم بالفعل سفراء جاليتنا من أجل مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا

افتتح الحفل بآيات من الذكر الحكيم للسيد نور الموسوي ثم كانت كلمة للسيدة رشا شعيب ، دكتوراه في فيزياء الطاقة العالية، التي قالت " نحتفل اليوم بالإنجازات العظيمة لطلابنا ، وجهودهم الرائعة ، والرحلة العظيمة التي شرعوا فيها . الليلة نهنئهم ، ونربت على أكتافهم ، ونتمنى لهم كل التوفيق في مستقبلهم". وقالت شعيب" الطريق إلى النجاح ليس سهلا أبدا. أنا متأكدة من أنه كانت هناك العديد من الليالي قضيتموها دون نوم ، ولحظات عديدة من التردد ، وأيام من الترقب للنتائج النهائية. أنا متأكدة أيضًا من وجود آباء مشغولين ، يحاولون المساعدة والدعم ، ويصلّون من أجل اليوم الذي سيصعد فيه ابناءهم وبناتهم الكبار على المسرح بلباس التخرج لاستلام الشهادة التي كانوا يعملون بجد لتحقيقها". وفي ذكرى الإمام الباقر (ع) قالت " أنتم الطلاب هنا لتخبروا إمامكم بأنكم حملتم اسمه وتراثه". وأضافت" أنتم الباحثون عن المعرفة: الكيميائيون ، وعلماء الأحياء ، والكتّاب ، والشعراء ، وأكثر من ذلك بكثير. أنتم بالفعل سفراء جاليتنا من أجل مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا". وعقبت بالقول" لقد قطعتم شوطًا طويلاً بهدى الله. بعد كل شيء ، فإن الله دائمًا هو مصدر الأمل والطمأنينة في كل وقت. نتغلب على المصاعب بالثقة ، بالله الذي وضع لنا طرقًا مليئة بالنعيم أكثر مما نستحقه .. وهذه الليلة هي مثال جيد ، اذ انه حتى في ظل الوباء وفي ظروف غير مسبوقة ، نحن محظوظون للاحتفال بالطلاب في جاليتنا الذين ساروا إلى النجاح رغم كل ذلك ..".

 

وكانت كلمة للخريجة فاطمة خنافر من مونتريال المتخرجة في مجال التصميم الداخلي

 

الشيخ علي السبيتي : كونوا في خدمة الناس

 ثم كانت كلمة لإمام المجمع الاسلامي فضيلة الشيخ علي السبيتي الذي قدم في البداية التهاني والتبريكات بولادة الامام الخامس من ائمة اهل البيت الامام محمد الباقر (ع). وتحدث عن اختيار مولد الامام الباقر للاحتفال بهذه المناسبة وقال " هناك علقة وعلاقة وتشابه واستلهام فكرِ إمامٍ من صفاته انه باقرُ العلوم. بَقَرَ العلْم بقْرا اي دخَل في عمْقه ووسطه وسبر اغواره واستحوذ عليه. وليس ادلّ من ذلك ان الجامعة الاسلامية التي اشتهرت في زمن الامام الصادق (ع) بدأ التحضير لها في زمن الامام الباقر (ع) . وهذه الجامعة كان روادها شخصيات من كافة المذاهب ومن كافة العلوم . وكان الناس فيها يجمعون بين فنون العلوم الدينية والدنيوية ". واوضح السبيتي ان هذا " لا يعني ان بقية الائمة لم يهتموا بالعلم انما الظرف التاريخي وامكانية العمل لم تكن متاحة في مراحل أخرى. ولو اتيح الامر للائمة في كل العصور لقدّموا للبشرية نماذج كثيرة تخدم المجتمع الانساني ".

أشار السبيتي الى ان " الحضارة ليست في الابنية "، اعطى مثالا على صعود الامارات الى المريخ " الذي لم يعكس امتلاكهم للفكر والثقافة والعلوم التي تؤهلهم لذلك".وعقب بالقول " كان هذا تعبيرا عن استخدام الثروة في شراء القدرات العلمية ..بينما حقيقة الحضارات هي عندما تمتلك الشعوب الادمغة والشخصيات التي تسهم في تطوير الافكار وحيازة العلوم في شتى مجالاتها، التي تتمظهر على شكل انجازات سواء عمرانية او طبية او فلكية او رياضية وما شاكل ".

ولفت فضيلته الى أن " اهل البيت (ع)  مُنعوا من ان يشكّلوا الدولة وان يقودوا الشعوب والامة الاسلامية . لذا لا يمكننا ان نحاكم من حاولت السلطات ان تقصيهم فباتوا بين مقتول او مسموم او مسجون ".  لكنه اكد انهم " رغم ذلك وفي الفرصة القصيرة التي اتيحت للامامين الباقر والصادق انتجت مدرستهما شخصيات مثل: نصير الدين الطوسي في مجال الفلك والنوبختي في علم الاجتماع وابن سينا في الطب وجابر ابن حيان في الكيمياء واليعقوبي في الجغرافيا والمسعودي في التاريخ، وأسماء عديدة اخرى كانوا تلامذة الائمة، حيث سنحت هذه الفرصة الذهبية برفد الفكر الانساني بانواع العلوم ". وذكّر بان" الكثير من العلوم في عصرنا الحالي في الصيدلة والطب والكومبيوتر وغيرها اساسها هذه العقول المسلمة التي ابدعت واسست واستفادت من هذه البيئات التي وضع أُسُسها اهل البيت (ع) ".

و"حتى لا نبقى في التاريخ" لفت فضيلته الى اننا نعيش اليوم نفس المشكلة وقال " فلتسمح القوى الكبرى للشعوب ان تختار ممثليها الحقيقيين وان ترتبط بالائمة الصالحين وان لا يروّج للفكر الظلامي التكفيري ، حينها يعود المسلمون الى حواضرهم العلمية، ينهلون من علوم اهل البيت وائمة المذاهب الاسلامية الذين تتلمذوا على يد الامام الصادق (ع) . حينها سترون الناس في سلام... لتبدأ ارهاصات الحضارة بالعودة". وتحدث الشيخ السبيتي عن " تجربة الجمهورية الاسلامية ـ ونحن في ذكرى انتصارها انه خلال 42 سنة كلها تآمر وحروب وحصار ـ ، حيث استطاعت هذه الدولة ببركة انفاس اهل البيت (ع) ان تصل الى تحقيق انجازات علمية ضخمة والوصول الى مصافّ الدولة المتطورة علميا في المجالات كافة من طبّية وصناعية وغيرها، رغم الجوع والتآمر والحصار واغتيال العلماء والخوف والقلق ".  

وأكد على " ان كل شاب يقتحم كل الصعاب التي تقف في وجهه ليتعلم وليصرّ على العلم والحصول على الشهادات العليا ينبغي ان لا يكون همه ان يختار الاختصاص الذي يحقق اعلى نسبة دخل فقط ". وقال " ليكن تفكيركم كيف يمكن ان نساعد الناس والبشرية وكيف نكون اوفياء لكندا التي فتحت لنا صروح العلم في مختلف المجالات، ليكون العلم وسيلة لخدمة الناس والهدف ان نرضي الله . فالملتزم يعمل ليلا نهارا ليكون في خدمة الناس ". فالاسلام كما قال السبيتي " يريد ان يصنع شخصا متوازنا .. والنموذج الذي يريده الامام الباقر (ع) النموذج الذي يجمع الى الفقه والسيرة ، الطب والهندسة والصيدلة والفلك والعلوم الإنسانية والصيدلة والمحاماة والشعر والفلسفة وغيرها ".

 

ثم كانت كلمة للخريجة في الدراسات الطبية سارة الحاج من تورنتو 
واختتم الحفل بكلمة للدكتورة شعيب قالت فيها موجهة كلامها للخريجين "المستقبل أمامكم. لقد قطعتم شوطًا طويلاً ، ولكن أمامكم أيضًا رحلة جديدة كاملة .. . في كل خطوة على الطريق ، ادعوكم الى الحفاظ على ثقتكم بالله ، وأن تتمثلوا بنهج أئمتنا ، وأن يكون كل ما تفعلونه عن قصد وبهدف".

.

معرض الصور