يتداول ناشطون في الجالية فكرة السعي لايجاد مشروع يعنى بكبار السن من الاهل الكرام، الذين بلغوا سن التقاعد او كادوا وكانوا يحلمون يوما بالعودة الى بلدانهم الام. إلا ان الواقع يجعل حلمهم بعيد المنال او صعب التحقق على الاقل .. فالخدمات الصحية التي تتوافر لهم في كندا قد لا يتوافر مثيلا لها في أوطانهم الأصلية، وكذا رواتب تعويض نهاية الخدمة وراتب الشيخوخة. والأهم من ذلك كله وجود ابنائهم وأحفادهم في المهجر بشكل دائم ومستقر، مما يعني انهم بحاجة الى البقاء الى جانبهم وبقربهم. فالمثل المعروف يقول ( ما أعزّ من الولد الاّ ولد الولد ). من هنا يأتي هذا المشروع - الفكرة ليعبر عن حاجة ملحّة لمن هم اساس وجود الجالية. فهم المهاجرون الاوائل الذين تحملوا الصعاب والغربة المرة وتركوا الاهل والديار ليؤمّنوا لأبنائهم مستقبلا أفضل. ومن حقهم على أبنائهم أن يوفّروا لهم كافة السبل التي تريحهم نفسيا ومعنويا بعد كل التضحيات التي قدموها، سيّما الجانب الاجتماعي كي لا يمضوا بقية العمر في عزلة ووحشة ووحدة، خاصة في ظروف العزل الصحي الاخيرة التي باعدت بين الاسر والعائلات وفرضت قيودا صارمة على اللقاءات والاجتماعات،مما أدى الى ازدياد أزمات الصحة النفسية سيما عند كبار السن، الذين يحتاجون الى الاهتمام والاشباع العاطفي أكثر من الطعام والشراب والدواء الذي يظن بعض الابناء انهم وفروه لهم فأسقطوا ما عليهم من واجب …
اننا في المجمع الاسلامي في مونتريال نشد على أيدي كل من يبادر الى توفير هذه المشروعات والسعي الى تحقيقها ايمانا منا بأن الجهد الجَماعي والتضامن الاجتماعي هو الطريق الاقصر من أجل جالية أقوى .
* نداءات تصدر عن المحمع الإسلامي في مونتريال