المنتدى الإسلامي الكندي في ذكرى مجزرة مسجد كيبك يقدم مراجعة لِمسار "الإسلاموفوبيا" ويطالب الحكومة الكندية بخطوة هامة في الذكرى.. فما هي ؟

  • article

المنتدى الإسلامي الكندي في الذكرى السنوية الخامسة لمجزرة مسجد كيبك يقدم مراجعة لِمسار "الإسلاموفوبيا" (الكره للإسلام) ولرحلة الكفاح المدني ؛  الإنكار ، الاعتراف ... ما هي الخطوة المطلوبة ؟


على عتبة الذكرى السنوية الخامسة للمجزرة المهولة التي استهدفت المصلّين في المسجد الكبير في مدينة كيبك والتي راح ضحيتها ستة شهداء وعدد من الجرحى احدهم اصيب باعاقة دائمة، اصدر المنتدى الاسلامي الكندي بيانا توجه فيه الى السياسيين الكنديين الفدراليين تضمّن مراجعة لِمسار "الإسلاموفوبيا" (الكره للإسلام) ولرحلة الكفاح المدني التي بدأت بإنكاره ومن ثم الاعتراف به وما تلاه من تطورات مهمة . وتوجه المنتدى بضرورة متابعة العمل "عبر تعيين مبعوث خاص لمناهضة "الإسلاموفوبيا" (الكره للإسلام) في كندا، تركِّز وظيفته على وقائع هذه المسألة وتكون بيدِه الموارد المطلوبة كي يُصار إلى تنفيذ خطة العمل المناسبة وفقاً لِما يلزَم". وحثّ المنتدى الإسلامي الكندي " الحكومة الكندية على إعلان نواياها بالنسبة لوضع خطة عملٍ وتعيين مبعوثٍ خاصٍ لمناهضة "الإسلاموفوبيا" في كندا"، آملا " أن يتم هذا بحلول التاسعِ والعشرين من كانون الثاني من عام 2022، يومِ ذكرى ضحايا الإعتداء على مسجد كيبك والتحرك لمناهضة "الإسلاموفوبيا" ".

وجاء في البيان ما يلي  :

 رئيس الوزراء والوزراءُ وزعماءُ الأحزاب السياسية ونوابُ مجلس العموم المحترمون الأعزاءُ،
ها قد أتت الذكرى السنوية الخامسة لواحدٍ من أفظع الإعتداءات الإرهابية التي شهدها بلدنا في التاريخ الحديث. ففي التاسع والعشرين من كانون الثاني من عام 2017، تجسَّد الكُرهُ بأشنع أشكاله الدموية، فرُمِيَ بالنيران حتى الموت كنديون أبرياءُ وهم يؤدون الصلاة في فُسحةٍ للسلام في مسجد مدينة كيبك الكبير. لقد أودى الإعتداء الإرهابي بحياة ستة رجالٍ، ويَتَّم سبعة عشر طفلاً، ورمَّل ستَّ نساء، وتسبب لأحد الرجال بإعاقة دائمة. في التاسع والعشرين من كانون الثاني من عام 2017، قرابة الساعة السابعة والدقيقة الرابعة والخمسين مساءً، إقتحم رجل مسلَّحٌ مسجد مدينة كيبك. لقد أُظهِر الكرهُ للإسلام (الإسلاموفوبيا) بشكلٍ متطرف مُميتٍ، وهو أحد أشكال الحقد الذي لا يطال الكنديين المسلمين فحسب، بل كل مواطِني هذا البلد، كما يطال قيَمنَا ونزاهتَنا وأرواحَنا.
https://m.facebook.com/FMCCMF/
أخذ "المنتدى الإسلامي الكندي (FMC-CMF) "وغيره على عاتقهم الرحلةَ المُضنِية لِمجابهةِ "الإسلاموفوبيا" (الكره للإسلام) مع مرور السنين. وفي أثناء هذه الرحلة الطويلة، تصاعدت أشكال "الإسلاموفوبيا" كلُّها تصاعداً هائلاً في أرجاء البلد، وكان بعضها عنيفاً جداً، وأدَّت هذه الظاهرة إلى استهداف النساء الكنديات خصوصاً، فأصبحنَ ضحايا العنصرية.
كما في كل مسارٍ، توجد تورايخُ ومناسباتٌ تركَت أثرها على الكفاح المَدَني لمواجهةِ "الإسلاموفوبيا":
  • أيلول 2009:

    شكَّل المنتدى الإسلامي الكندي (FMC-CMF) "لَجنةَ مواجهة الإسلاموفوبيا" (Islamophobia Task Committee) – الأولى من نوعها في كندا. وقد وضعت اللجنة أهدافاً متعددة للتصدي لمسألةِ "الإسلاموفوبيا" في البلد، وتابعت عملها عبر السنين على كل المستويات الإجتماعية المعنية والإعلامية، والأوساط السياسية.

 

  • الثاني من حزيران من عام 2010:

    اليوم الأول على الإطلاق لمشاركةِ بعْثة المنتدى الإسلامي الكندي في المجلس النيابي في أوتَوا بالنسبة لمسألةِ "الإسلاموفوبيا" (الكره للإسلام). النائب السيد ريشار نادو (Richard Nadeau) من حزب الكتلة الكيبكية (Bloc Québécois) رحَّب بالبعثة ببيانٍ قُرِئَ في المجلس النيابي للإقرار بوجود "الإسلاموفوبيا" وبأحقية المخاوف من تداعيات ذلك على الجالية. في السنين التي تلَت ذلك اليوم في المجلس النيابي مَضينا في مَسعانا لجذبِ اهتمام الكنديين من كل الخلفيات والألوان بِمسألة "الإسلاموفوبيا".  

  

  • الثامن من حزيران من عام 2016، الساعةَ الخامسة والدقيقة الخامسة والأربعون مساءً:

    تاريخٌ أساسي آخر "لإنشاء البُنيَة الخلفية الملتفتة إلى الإسلاموفوبيا والمهتمة" بمعالجة المسألة في الأوساط الكندية. في ذلك التاريخ قُدِّمَت عريضةٌ بِاسم "E-411" إلى مجلس العموم لدفعه إلى الإقرار بوجود الكره للإسلام (الإسلاموفوبيا) وإدانته في كندا، وفُتِحَت العريضة للتواقيع. وقد أطلقها رئيس المنتدى الإسلامي الكندي السيد سامر المجذوب ورعاها النائب الأسبق في حزب الأحرار في كندا السيد فرانك بايلِس (Frank Baylis)، وقدَّمها إلى مجلس العموم في السادس من كانون الأول من عام 2016. تنفرد هذه العريضة بِكَونِها منشورةً على الموقع الرقمي (الإلكتروني) لِمجلس العموم في أوتوا. وقد حققت العريضة نجاحاً واضحاً بجمعِها قرابة 70,000 توقيع من أرجاء البلد. لِجمع تلك التواقيع ودعم العريضة، احتاج المنتدى الإسلامي الكندي إلى تحريكِ الفئات السكانية الكندية ومئات المتطوعين والمعنيين من كل المستويات، وأصحاب القرار من كل الخلفيات، وذلك من الساحل إلى الساحل الآخر. لقد شكَّلت العريضة "E-411" الإنجاز الأساسي الذي قامت عليه كل الخطوات الملموسة المماثِلة المتخذة منذ ذلك الحين.

 

  • السادس والعشرون من تشرين الأول من عام 2016:

    اتُّخِذَت أول خطوة كبيرة فعلية على المستوى السياسي، لا في كندا وحدها، بل في العالم الغربي كلّه. فبناءً على نجاح العريضة "E-411"، أصبحَت الهيئة التشريعية في كندا الأولى التي تتبنّى بالإجماع مذكرةً لإدانة كل أشكال "الإسلاموفوبيا" (الكره للإسلام)، وقد قدَّمَ المذكرة الزعيم الأسبق للحزب الديمقراطي الجديد توماس ملكير، وجاءت بعد محاولةٍ غير ناجحة في الخامس من تشرين الأول من عام 2016. لا شك أن تبنّي كل نوابِ الأحزاب الحكومية (الفدرالية) المذكرة من غير اعتراضٍ يعكس أهميتها بالنسبة لكل الكنديين على اختلاف انتماءاتهم السياسية.

 

  • نهاية تشرين الأول من عام 2016:

    بالتوزاي مع سعيِه إلى دفعِ مجلس العموم إلى تبنِّي المذكرة التي تُدين كل أشكالِ"الإسلاموفوبيا"، كان المنتدى الإسلامي الكندي يفكِّر في الخطوة التالية بالنسبة إلى السياسات الملموسة اللازمة لمجابهة "الإسلاموفوبيا". السيد سامر مجذوب رئيسُ المنتدى أعربَ في مقابلةٍ عن شكره لكل الأحزاب الفدرالية وأرجعَ نجاحَ العريضة إلى "القيَم الكندية الأصيلة"، وقال: "ستفتح العريضة الأبواب وتؤدي إلى النقاش بشأن السياسات الملموسة لمعالجة المسألة". بناءً على ذلك، أسس المنتدى الإسلامي الكندي في تشرين الأول من عام 2016 خطاً مباشراً للتواصل مع النائب عن حزب الأحرار في كندا السيدة إقرأ خالد، التي كانت قد عادت من رحلة خارجية. وكان المنتدى يسعى لتحصيلِ استعداد السيدة خالد لتقديم مذكِّرةٍ خاصة في مجلس العموم بُغيةَ تبنِّي "السياسات" اللازمة لمعالجة ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في كندا. وقد أظهرت السيدة خالد بنهاية الشهر كل الاستعداد لاتِّخاذ المبادرة.

 

  • الثالث والعشرون من آذار من عام 2017:

    في هذا التاريخ تبنّى مجلس العموم المذكرة الخاصة "M-103" التي قدَّمتها السيدة إقرأ خالد. أدانت المذكرة "الإسلاموفوبيا" ثانيةً في مجلس العموم ودعت إلى تخصيص لجنة نيابية لدراسة كيفيةِ مجابهة العصبيةِ والتعاملِ العنصري مع أتباعِ الأديان في البلد. لا شك أن المناظرات التي احتدمت في بعض الأحيان بشأنِ مذكرة "M-103" وما تبعَها قد رفعَ مستوى انتباه الكنديين إلى "الإسلاموفوبيا" (الكره للإسلام) إلى أفضل ما يمكن. وقد قُدِّرَت جيداً شجاعة السيدة خالد في مقاومة الحملة الحاقدة الكارهة للإسلام التي شُنَّت عليها. بُعَيد تقديم المذكرة "M-103"، إرتفعَت الأحاسيس الكارهة للإسلام (الإسلاموفوبيّة) بشكل غير مسبوق. حتى أن رئيس المنتدى الإسلامي الكندي سامر مجذوب هُدِّدَ بالموت في رسالةٍ وُضِعَت أمام عتبة منزله.

 

  • التاسع والعشرون من كانون الثاني من عام 2019:

    كما نصَّت التوصيات الصادرة من اللجنة النيابية المعنية بمذكرة "M-103"، أطلق المنتدى الإسلامي الكندي ومنظمة "الكنديين العاملين للعدالة والسلام في الشرق الأوسط" (CJPME) حملةً في أرجاء كندا، شملت دراسة إستقصائية احترافية بشأن "الإسلاموفوبيا" ونُشرَت نتائجُها. إضافة إلى ذلك، خُصِّصَ يوم نيابي آخر بكامله في التاسع والعشرين من كانون الثاني من عام 2019 للدعوة إلى اعتبار هذا اليوم من الشهر "يوماً وطنياً للذكرى والتحرك لمواجهة الإسلاموفوبيا" (National Day of Remembrance and Action on Islamophobia) وغير ذلك من أشكال العنصرية بحق أتباع الأديان، أي كما وردَ في إحدى توصيات التقرير الذي أعدَّته لجنة التراث النيابية بناءً على المذكرة "M103".

 

  • حزيران من عام 2019:

    كشف وزير التراث لدى الحكومة الكندية ﭘابلو رودريغِز (Pablo Rodriguez) خطة لمناهضة العنصرية، تتضمن تعريفاً "للإسلاموفوبيا" (الكره للإسلام)، طبقاً لإحدى التوصيات الرئيسية الصادرة من دراسة اللجنة النيابية المبنية على المذكرة "M-103".

   

 

ما التالي؟ خطةٌ للعمل وتكليف مبعوثٍ خاص!

لقد تحرك أغلبُ النواب في مجلس العموم والحكومةُ الكندية بزعامة رئيسها جستن ترودو، ودعمَهم زعماء سياسيون آخرون لتسليطِ الضوء على المآسي التي يتسبب بها الكره للإسلام (الإسلاموفوبيا).
وقد تبنَّت الهيئتان التشريعية والتنفيذية لدى الحكومة الكندية (الفدرالية) التوصيات والإلتزامات لمكافحة "الإسلاموفوبيا" وغيرها من أشكال العنصرية، واهتمَّتا بذلك. الأهداف مُحدَّدة وموضَّحة، لِذا نعتقد أن الحاجة شديدةٌ الآن للإنتقال إلى خطةِ عملٍ فعليةٍ ملموسةٍ محدَّدةٍ تحقق الهدفَ النهائيَّ، أي مكافحةَ "الإسلاموفوبيا" والحقد وحدَّ هذه الظاهرة وما شابهَها في كندا والقضاءَ عليها.
الحاجَة تدعو إلى خطة عملٍ توضِّح ماهية الخطوات الواجب اتخاذُها، والوسائل الواجب تبنِّيها، والموارد المتوفرة والإطار الزمني لتنفيذ الخطة.
كما نؤمِن أن من الضروري أن يُتابَع العمل عبر تعيين مبعوث خاص لمناهضة "الإسلاموفوبيا" (الكره للإسلام) في كندا، تركِّز وظيفته على وقائع هذه المسألة وتكون بيدِه الموارد المطلوبة كي يُصار إلى تنفيذ خطة العمل المناسبة وفقاً لِما يلزَم. 
المنتدى الإسلامي الكندي يحث الحكومة الكندية على إعلان نواياها بالنسبة لوضع خطة عملٍ وتعيين مبعوثٍ خاصٍ لمناهضة "الإسلاموفوبيا" في كندا، ويأمل المنتدى أن يتم هذا بحلول التاسعِ والعشرين من كانون الثاني من عام 2022، يومِ ذكرى ضحايا الإعتداء على مسجد كيبك والتحرك لمناهضة "الإسلاموفوبيا".

 

كلمات ختامية

ينوِّه المنتدى الإسلامي الكندي بأن ما حُقِّقَ حتى الآن بالنسبة لمجابهة "الإسلاموفوبيا" لم يكُن ليتحقق لولا جهودُ ومساهماتُ الجالية، والمنظمات غير الربحية، والناشطين الثابتين في رفضهم التحولَ إلى مواطنين ثانويين أو ضحايا للتّكبّر والعصبية. كما لم يكن هذا ليتحقق من دون القيادات السياسية التي قررت اتخاذ الخطوات لمكافحة الحقد. وبالتأكيد كان الأمر ليصعُب كثيراً لولا دعم الكنديين في أرجاء البلد.
الحديث عن الكره للإسلام (الإسلاموفوبيا) لا يعني إطلاقاً أنه المظهَر الوحيد للحقد الذي نراه في كندا، فمعاداة السّاميّة، والتنميط العِرقي، والعنصرية بحق الآسيويين، وإعابةُ (ذمُّ) الأعراق، والتعامل مع الشعوب الأصلية بعنصرية – كل ذلك – من الشؤون التي علينا نحن – ككنديين – وكَبشر مجابهتُها متَّحِدِين.
للتواصل الإعلامي : Mudasser Akbar

438-334-1212; [email protected]