صدى المشرق ـ تورنتو
عند الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الاربعاء في السادس من شهر تشرين الاول/ اوكتوبر جرى في مدينة تورنتو تشييع جثمان المرحوم السيد قاسم بدران الى مثواه الأخير في مقبرة وادي السلام في المدينة، بناء على وصيته .
بعد تغسيل وتكفين الجثمان في مؤسسة الامام الحسين على يد عدد من الاخوة في جمعية الهدى الاسلامية أمّ فضيلة الشيخ علي السبيتي الصلاة على جثمان الراحل بمشاركة عشرات المصلين .
لمشاهدة التشييع يمكنكم عبر هذا الرابط
https://fb.watch/8uaY2p9Ys-/
ومن ثم حمل المشيّعون النعش على الأكتاف ليُواري المرحوم السيد بدران الثرى بعد تلقين الشيخ السبيتي له الشهادة .
وبعدها اقيمت صلاة الظهرين جماعة حيث تحدث بينهما الشيخ السبيتي مؤبّنا المرحوم بدران فقال " نحن نودّع أخا قد لا نجد الكثيرين من أمثاله ... فقد كان السيد بدران يحمل هم الامة والناس من حوله وليس مخلوقا ياكل ويشرب ولا يهتم بما يجري من حوله . كان له هذا التاريخ رغم ان المرض واكبه لفترة طويلة.. هذه الروحيات نحن نفتقد لها وتتراجع كثيرا لصالح المشروعات الشخصية . فالبعض رغم التزامهم عندما ننظر الى الهموم التي يحملونها فلا نجد فيها قضايا كبيرة ، بل همّه ان يتوّسع على المستوى الشخصي وان يجمع مالا اكثر ولكن لا يحمل هما رساليا يلتقي مع رسالات الانبياء والأوصياء " . وتابع " ما لفت نظري انه خلال اللقاءات التي اجريناها وجدت ان عنده مستوى عال من العلم ويملك ذكاءً خارقا ومع ذلك لم ينبهر بالغرب...".
وعن آخر لقاء مع المرحوم بدران قبيل وفاته قال فضيلته " في آخر لقاء توديعي له تحدثنا عن هموم الجالية خاصة ان عنده رؤية حول الموضوع التربوي وتطوير المناهج في المدارس الاسلامية وقدرتنا على ان ننافس ما هو موجود في الدول الأخرى .. هذه الرؤية يملكها من عندهم طموحات كبيرة والذين يأملون ان تعود أمّتهم تسود وتستعيد دورها بين الامم لانه لا ينقصها اي شيء سوى الإدارة والقيادة الجدية والواعية" .
وتناول الشيخ السبيتي في حديثه آخر وصية للمرحوم بدران فقال " كانت وصيته ان تُحفظ اسرته من بعده وان تحفظ دينها وان يكمّل الأولاد دراستهم ليساهموا في خدمة ورقيّ أمتهم ".
وعن اسرة المرحوم اشار فضيلته الى ان " زوجته د. فاديا هي مضحية فقد تركت وظيفتها في لبنان كطبيبة تخدم الفقراء والمعوزين وواكبت عودته للعلاج في هذا البلد وهي تعرف انها قد تكون آخر تجربة يمكن ان يخوضها على المستوى الطبي في مواجهة المرض. واليوم هي ستضحي من اجل تضمن ان تبقى العائلة في خط رضى الله" . وذكّر بان " الفوز الحقيقي هو ان يعيش الإنسان دنياه دون أن يخسر آخرته ودون ان تكون هذه الدنيا هي السبب لخسران الآخرة لأي عذر من الأعذار فالآخرة خير وأبقى .
في الختام واذ لفت الشيخ السبيتي في حديثه الى ان ما يؤنس في الغربة انه ما زال هناك أناس مستعدة ان تكون الى جنبك في لحظة من اللحظات... لا زال هناك من يمكن ان يواسيك ويقف الى جانبك"، أشار الى ان " الله هيّأ للمرحوم السيد بدران عددا من الاخوة من تورنتو ومن غيرها ومنهم من لم يكن له معرفة به من قبل لتقديم الدعم المعنوي وغيره له والحمد لله". و قال " لا احب ان اذكر الاسماء حتى لا ننسى احدا، سيما ان منهم من يحب ان يبقى الأجر بينه وبين الله سبحانه وتعالى.. اجدد الشكر لكم وجزاكم الله خير الجزاء ".
بعدها توجه المشاركون الى مركز جمعية الهدى الإسلامية في سكاربورو حيث قُدّم الطعام عن روح المرحوم.
يذكر ان المرحوم السيد قاسم بدران عاد مع عائلته الى كندا العام الماضي لمتابعة علاج اصابته بالسرطان و لم يمهله المرض طويلا حيث وافته المنية عند العاشرة من مساء الاثنين في الرابع من شهر تشرين الاول بعد صراع مع مرض السرطان تاركا خلفه زوجته الطبيبة فادية موسى واولادا ثلاثة هم : فاطمة ومحمد وزهراء .
واقيم مساء السبت في التاسع من شهر تشرين الاول مجلس عزاء حسيني في مركز الهدى الاسلامي عن روح المرحوم بدران ولمناسبة ذكرى وفاة الرسول الاعظم محمد (ص) تخلله كلمة لسماحة الشيخ علي عيديبي وسهرة اجتماعية مع تقديم طعام العشاء عن روح السيد بدران الطاهرة.
وكانت "الهيئة العلمية للعلوم والبحوث" نعت "أحد أهم أعمدتها الأخ الصديق العزيز والباحث المتألق السيد قاسم بدران (بدر الدين)..بعد صراع مرير ومعاناة لسنوات مع المرض في كندا ...". وتقدمت الهيئة بالعزاء " لأهله وزوجته وعائلته وزملائه الباحثين والأكاديميين في الجامعة الأميركية AUB واللبنانية والجامعات الكندية..".
من "صدى المشرق " أسمى آيات العزاء لعائلته واصدقائه وزملائه واخوانه سائلين الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه الفسيح من جنته .