اطلاق أسبوع التوعية الإسلامية في كيبيك: " التقارب حصن منيع ضد الإسلاموفوبيا" 26 يناير, 2023 وقت الإنشاء: 09:31 ص عدد القراءات: 255 وقت القراءة: 1 صدى المشرق ـ مونتريال اقيم عند الساعة الواحدة من بعد ظهر الاربعاء في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني احتفال في مبنى بلدية مونتريال لاعلان النسخة الخامسة من اسبوع التوعية بالمسلمين، والذي ينطلق في كل عام في ذكرى اسبوع المجزرة الرهيبة التي وقت بعد اطلاق النار على المصلين في مسجد مدينة كيبيك. تلك الذكرى الاليمة التي استشهد في خلالها ستة مصلين وسقط العديد من الجرحى، تاركين العديد من الارامل والايتام فضلا عن صدمة اصابت الجالية وجميع الكنديين وتركتهم في حال مختلفة تماما عما كانت عليه قبل تلك الحادثة الارهابية ، التي وقعت يوم 29 من شهر كانون الثاني من العام 2017 . الحفل جرى بحضور متنوع حيث تضمن شخصيات بارزة منها رئيس تجمع النواب المسلمين في البرلمان الكندي سمير زبيري ،النائب الفدرالي عن الحزب الوطني الديمقراطي الكسندر بولريس ، النائب الفدرالي عن الكتلة الكيبكية مارتن شامپو، النائب الكيبكية عن حزب التضامن الكيبكي مانون ماسون، المفتش في شرطة مونتريال محمد بو حديد ، عضو المجلس البلدي عن حزب پروجيه مونتريال يونس بوقالة ، عضوة بلدية سانت ليونارد اريج القربي ، المفوضة لمكافحة العنصرية في مونتريال بشرى مناعي ، والمدير التنفيذي لمركز العمل البحثي حول العلاقات العرقية (CRARR) فو نايمي والشيخ حسن غية. قدم للمناسبة السيدة لينا بين سعيدان.ثم كانت الكلمة لعضو البلدية السيدة علياء حسن كورنول ممثلة رئيسة بلدية مونتريال. د. سميرة العوني ثم كانت الكلمة للدكتورة سميرة العوني ، احد مؤسسي ورئيسة أسبوع التوعية بالمسلمين SSM-MAW التي لفتت فيها الى ان هذا النشاط " هو مناسبة للتضامن وتبادل الافكار حيث يتم دعوة الناس من جميع الأعمار والخلفيات والثقافات لمعرفة المزيد عن إنجازات ومساهمات وتطلعات واهتمامات المسلمين في كيبيك". واشارت العوني الى ان " التقارب حصن منيع ضد الإسلاموفوبيا". واضافت " في الواقع ، يهدف أسبوع التوعية بالمسلمين إلى إقامة روابط بين أفراد الجاليات المسلمة ونظرائهم من المواطنين من أجل تعزيز المعرفة والتفاهم المتبادلين". ودعت العوني الى ان نعتمد في كيبيك " على قواسمنا المشتركة ومنها :- الإحسان ، وهو من أوائل مبادئ الإسلام التي يتسم بها سكان كيبيك ؛- المساواة بين المرأة والرجل ، التي هي محرك تقدمنا الاجتماعي ؛- علمانية الدولة ، وهي شرط للعيش المشترك". ورأت ان " التنوع في كيبيك يعد مثالًا رائعًا على تعدد الثقافات والألوان والاعراق والمأكولات... لذلك من الضروري للغاية حماية هوية كيبيك ، والتي يتم تعريفها اليوم من خلال فسيفساء جميلة". سماء الإبياري سماء الإبياري واحدة من مؤسسي "اسبوع التوعية بالمسلمين" سألت في كلمتها عما اذا كان ما حدث في كيبك سيتي عام 2017 سيتكرر " مرة أخرى .. لماذا حدث ذلك في المقام الأول". وعقبت بالقول " أدركنا أن الجهل هو السبب الجذري لما حدث. و الجهل مع الفهم الخاطئ حول توافق المسلمين مع معايير كندا وكيبيك التقدمية ، لا سيما قيم المساواة بين الرجل والمرأة ، والولاء لبلدنا المتبنى والاندماج في مجتمعنا يساهم في زيادة القلق ". واضافت " ومن هنا جاءت فكرة أسبوع التوعية الإسلامية ، وهو أسبوع من الأنشطة تتمحور حول موضوع "تعرف علينا. . تعرف على إنجازاتنا وتطلعاتنا واهتماماتنا ". وهذا يستدعي سماع أصوات متعددة ويضمن فرص الحوار البناء والاحترام. ونعرب عن تعاطفنا العميق مع أسر الضحايا". عارف سالم رئيس حزب Ensemble Montrealالمعارض في بلدية مونتريال الاستاذ عارف سالم اشار في مستهل كلمته الى ان " هذا الحدث مرارا وتكرارا أكثر من ضروري في مناخ الاستقطاب الذي يستمر داخل مجتمعاتنا". وقال سالم " أن يتم رفض انسان في وظيفة عادلة بسبب اسمائنا التي تنبىء عن اصولنا في السيرة الذاتية .. وان يُهان انسان لفظيا أو جسديا بسبب الملابس التي يرتديها المرء .. وان يتم التحديق به عند الخروج من المسجد أو دخوله. .. وان يقال أنه ليس لدينا الحق في استنكار مثل هذه المواقف وكذا لأننا أتينا من البلد الفلاني وأن نشعر بالمسؤولية عن كل الشرور التي تصيب عالمنا... هذه كلها أشياء لا تزال تحدث أيضًا في الكثير والكثير من الأحيان في عام 2023" . واضاف " لكني شخص متفائل ولا يسعني إلا المضي قدما رغم كل المشاكل. لذا أفكر بالمؤلفين والفنانين ورسامي الرسوم المتحركة الذين يجعلون الثقافة العربية تتألق من خلال موهبتهم والذين يجعلوننا ممثَّلين ومعروفين على الساحة الثقافية في كيبيك. .. أفكر في كل هؤلاء النساء والرجال الذين يشغلون مناصب على جميع المستويات : في الصحة ، في السياسة ، في مجال التعليم ، في المجال القانوني ، في خدمة الزبائن ، وما إلى ذلك. أخيرًا ، أفكر في الخبراء ، ولكن أيضًا في أي شخص يعمل من اجل الحوار المفتوح وتعزيز الانفتاح والتعليم والتفاهم". واكد سالم انه " هذه رسالة قوية نرسلها جميعا إلى أطفالنا: لا يوجد "نحن وهم". ان مجتمعنا ، كيبيك ومونتريال هو مؤلَّف منا "نحن" جميعا.. والتنوع في داخله يجعله أقوى وأكثر ثراءً ويحسد عليه". سالم اشار الى انه " سواء كنتم في محنة أو في احتفاء ، يمكنكم دائمًا الاعتماد علي أن اكون بجانبك". القس ديان رولرت القسيسة ديان رولرت راعية كنيسة موحدين في مونتريال ورئيسة تحالف Inclusion Québec اكدت انه "إذا استطعنا كقادة ومعلمين وأولياء الأمور والمواطنين أن نزرع ثقافة التنوع ، فسنقطع شوطًا طويلاً في طريق سد الانقسامات وسوء التفاهم بيننا". بوفلجة بن عبد الله بوفلجة بن عبد الله المؤسس المشارك والمتحدث الرسمي باسم الجامع الكبير في كيبيك استذكر في كلمته الشهداء الستة الذين قضوا في المجزرة فقال " أصدقاؤنا عبد الكريم ، أبو بكر ، عز الدين ، إبراهيما ، خالد ، مامادو تانو ، والجرحى الخمسة بمن فيهم اخينا أيمن الدربالي والناجون منا لم ننسهم. هذا هو سبب وجودنا هنا .." واستذكر المآسي التي حلت في كيبك فقال " يذكّرنا هذا التاريخ أيضًا بأولئك الذين سقطوا أيضًا تحت تأثير أسلحة الموت في جميع أنحاء كيبيك وكندا .يذكّرنا هذا التاريخ بمأساة جامعة البوليتكنيك التي تجعلنا نفتقد ، حتى اليوم ، أخواتنا الـ 14 ... يذكرنا هذا التاريخ بهؤلاء الشباب الذين أصيبوا وقتلوا في شوارع مدننا بالأسلحة التي ما زالت تنتشر في مدننا". ولفت الى انه " إذا كنا هنا معًا ، فهو لتذكيرنا بكل هذا وقول لا للعنف ولا للإسلاموفوبيا ولا للعنصرية، ولإقناع قادتنا بضرورة إزالة هذه الأسلحة الفتاكة من شوارعنا وأعمالنا ومنازلنا ، كما لإقناعهم بوضع الترتيبات اللازمة والعاجلة لعلاج الأمراض المتعلقة بالصحة النفسية". وقال بن عبد الله " هناك ألم في كل ذكرى ، هذا صحيح ، لكن يجب أيضًا أن يقال إن هناك تقدم حيث بات يعرف الناس بعضهم البعض بشكل أفضل .. نعم ، نحن نتقدم ". وعقب بالقول " عندما أرى في بلدية مونتريال ، جميع المسؤولين المنتخبين مجتمعين، وعلى رأسهم أعلى قاضٍ في المدينة ، السيدة كارولين بلانت أقول لنفسي: نعم هناك تقدم، وسأكون سفيركم لشرح ذلك لزملائي المواطنين في مدينة كيبيك ولنضع يدنا بيد بعض" . وأمل بوفلجة "أن لا يصاب العيش المشترك بخيبة أمل". الشيخ علي السبيتي امام المجمع الاسلامي في مونتريال سماحة الشيخ علي السبيتي القى كلمة حيث كانت البداية مع دقيقة صمت مع قراءة السورة المباركة عن روح مؤسس أسبوع التوعية الاسلامية وعن ارواح ضحايا العدوان على مسجد كيبك الكبير … ثم قال" منذ فجر البشرية حاول أحد أبناء نبي الله ادم (ع) أن يقتل أخيه بعد ان تملكته مشاعر الانانية والحسد. وكان جواب أخيه بانه لن يبادله السوء.. وهذه هي الصورة النموذجية التي يقدمها القران الكريم في كيفية اطفاء غائلة الكراهية والشر. والا فان البشرية لن تعرف زمانا تسود فيه المحبة والتسامح ..". وأضاف السبيتي " في كل المجتمعات على اختلاف اعراقها واديانها ولغاتها هناك من يمارس العنصرية والعصبية لاسباب مختلفة ولكنهم أقليات يغذيهم الجهل بالاخر والخوف من المختلف عنهم. وليس امامنا الا ممارسة التنوير والتواصل والتعارف كي نخفف من هذه الهواجس ونبدد الاعتقادات المسبقة"، داعيا الجالية المسلمة الى " مزيد من الحضور والمشاركة والعطاء للمجتمع الجديد، حتى لا نبقى نسمى بالاقليات الملحوظة فالنسيج الكندي والكيبكي يتقبل التنوع ويتعايش معه لانه جزء من تاريخ البلاد وثقافاتها" . على عكس دول وشعوب اخرى سيما في اوروبا …". واشار سماحته الى ان " المسؤولية ايضا تقع على المشرعيين الذين طالما دعيناهم الى تشريع القوانين التي تمنع استغلال الحرية الاعلامية وحرية التعبير في تحويل وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة ووسائل التواصل الاجتماعي الى منصات لنشر الكراهية والترويح للاكاذيب. فقد تعلمنا في المدارس منذ كنا صغارا أن حرية الفرد تنتهي عند حدود حرية الاخرين". وفي الختام شكر السبيتي المنظمين لانشطة اسبوع التوعية داعيا الى عدم الاكتفاء باسبوع في العام انما بتكثيف الجهود على مر العام بالتعاون والتضامن بين الناشطين". وكانت كلمات لكل من رئيس تجمع النواب المسلمين في البرلمان الكندي سمير زبيري، نيال سانتاماريا مديرة الفرع الكيبكي لمؤسسة العلاقات العرقية ( CRRF ) وميرلاند بيير نائبة رئيس لجنة حقوق الانسان وحقوق اليافعين (CDPDJ )، رفائيل بروفوست مدير مؤسسة " معا من اجل الاحترام والتعددية". *الصور من علي السيد معرض الصور