نداء : البعد الروحي في شخصية الامام الخميني

  • article

هناك من سمع الكثير عن مواقف الامام الخميني السياسية ومقارعته لدول الهيمنة والاستعمار ودعمهم لنظام الشاه الا ان القليل من يعرف عن البعد الروحي في شخصيته وفيما يلي نذر قليل من بحر زاخر ...
كان الإمام شديد الأنس بالقرآن، يتوجه بكل وجوده لقراءته والتدبر في آياته ومعانيه وعلى الرغم من كثرة مشاغله فقد كانت تلاوة القرآن من الفقرات الثابتة في برنامجه اليومي المنظم بدقة، وكان يلتزم بتلاوة ما يتيسر له منه عدة مرات في اليوم وكان يختمه كل شهر مرة. عندما كان في النجف الأشرف أصيب الإمام بمرض في عينه فطلب منه الطبيب أن يستريح من تلاوة القرآن بضعة أيام فابتسم الإمام وقال: أنا أريد العين من أجل تلاوة القرآن فما جدوى أن تكون لي عين ولا أتلو بها القرآن؟ كان الإمام ملتزماً بإقامة الصلاة في أول وقتها، يرتدي أنظف ثيابه عند إقامتها وكان يولي النوافل أهمية خاصة وقد امتاز بذلك منذ بدايات شبابه. 


كان دقيقاً للغاية في إقامة الصلاة، شديد الاهتمام بأسرارها المعنوية. كان يتغير حاله عند حلول وقت الصلاة وكانت ابتسامة خاصة تظهر على محياه في تلك اللحظات، تجعل كل من يراه يشعر أنه في انتظار لحظات يعشقها بكل وجوده،لا يمكن لأي شي‏ء أن يؤخره عنها. بالرغم مما عرف به الإمام من جلادة وصبر في مواجهة المصائب إلا أن الدموع كانت تنهمر على وجنتيه بغزارة ويجهش بالبكاء بحرقة بمجرد بدء الخطيب الحسيني بتلاوة مجالس العزاء، التي كان الإمام يشارك فيها ويشجع الناس على حضورها وكان يزيد هذه المجالس حرارة بحضوره. طوال مدة إقامته في النجف الأشرف كان الإمام يخرج كل ليلة وفي جميع فصول السنة لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام ويطوي المسافة من منزله إلى المرقد المطهر مشياً على الأقدام وكان يقول. واللَّه إن من الظلم أن ينام الإنسان ظمآناً على ساحل بحر علم أمير المؤمنين عليه السلام.