اقامت جمعية الرسالة اللبنانية الكندية في مدينة مونتريال الذكرى السنوية الثالثة والاربعين لاختفاء الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين وذلك في قاعة مسجد الزهراء(ع) عند الساعة الخامسة من عصر يوم السبت في الثامن عشر من شهر ايلول - سبتمبر بحضور حشد من ابناء الجالية يتقدمهم النائب الفدرالي عن منطقة شمال مونتريال ايمانويل ديبورغ ، والقنصل اللبناني العام في مونتريال طوني عيد ممثلا بقنصل لبنان في مونتريال السيدة فاطمة زيادة سليمان ، مطران الموارنة في كندا المونسنيور بول - مروان تابت ،ممثل دار الفتوى في كندا سماحة الشيخ سعيد فواز ،ممثل مشيخة عقل الطائفة الدرزية في كندا فضيلة الشيخ عادل حاطوم ،امام المجمع الاسلامي سماحة الشيخ علي السبيتي ،المشرف على مؤسسة الزهراء العالمية سماحة الشيخ محمد نديم الطائي ، ممثلون عن احزاب لبنانية وجمعيات جاليوية وشخصيات فاعلة . خلال الحفل أُطلقت مواقف سياسية متباينة تشبه ما عليه لبنان من نظرة مختلفة تجاه اكثر من قضية، بالرغم من الاتفاق حول شخصية صاحب الذكرى ومواقفه الجامعة والوطنية والانسانية.
كانت البداية مع آي من الذكر الحكيم للمقرىء الحاج عبد الله صفا ثم النشيدين الكندي واللبناني ونشيد حركة امل .
غسان عجروش:لسنا بخير يا سيدي الامام .. حصار من الخارج وحصارات من الداخل
قدّم الحفل الاستاذ غسان عجروش الذي قال " في جدل الشوق مع الغياب.....فاز طيفك سيدي .. في جدل المنطق مع الوهم.... فازت مفرداتك مولاي .. في جدل الحاكم المستضيف مع الضيف... فاز الغدر يا امامي .. في جدل المحرومين مع المقاومين ..فاز الوفاء يا أبا صدري .. في جدل الجوع والقحط والانهزام ... كنت وستظل زادُ ثباتِنا يا موسى الصدر
في وجع الأوطان يمرّ ريحك ترياقا ، ووصايا : أن احفظوا وطنكم قبل أن تجدوه في مزابل التاريخ.. في وجع المواطنين تمسح وجه الحزانى والمرهقين : أن رسالتي الدفاع عن الانسان المحروم المعذب.. في وجع الأرض صرخت عاليا والصوت ردده الصدى : لا نقبل أن يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألما... علمتنا أن العنف لا يبني وطنا وان المحروم والمظلوم هو عباءتك وعمامتك .. علمتنا أن لا نعيش الى جانب الظالم " أي ظالم كان! إسرائيل أو الظالم الداخلي، الذي يغتصب حقوقك، حتى ولو كانت سلطة. الذي يحرمك من حقّك، لو كان حاكمًا. الذي يمنعك فرصتك في الحياة، ولو كان ما كان في أي مركز كان، هو الظالم. و"الحسين " لا يقبل أن تعيش أنت معه. فمن يشعل الثورات إذا... ؟.
ولماذا نسكت ونستكين وقد أمعنوا فينا ظلما وجوعا وفقرا وعوزا ؟ .. ونصمت مجدد ويأتي آب ليلسعنا... لسنا بخير يا سيدي الامام .. حصار من الخارج وحصارات من الداخل .. خبز ، ماء ، دواء ، محروقات ، كهرباء اما مفقود واما محتكر
أما الحكام الذين قلت عنهم : "انتم ايها السياسيون آفة لبنان وبلاؤه وانحرافه ومرضه وكل مصيبة، انكم الازمة، ارحلوا عن لبنان" مازالوا يفلفشون بين الأسماء والمذاهب والأحزاب عما يرضي جشعهم ونهمهم والمحرومين أكثر حرمانا وأفظع معيشة وأدنى منزلة في العيش الكريم .. اما العرب ، فمنذ غدرهم لك ما زلنا نصطدم بطعنات تلو الطعنات ...غدر وتطبيع ومؤامرات.. نكرر أمام العالم قضيتك وأحجية اختطافك وليلة القبض على حريتك.. تجذبنا الآه ولا نلقى جوابا ..فلا نصحو إلا على خيبات .. نتلو تراتيل الخذلان .. فنغدو بلا ملامح ولا ألوان .. سلام على صمودك سيدي ..
هيثم جمعة : عبركم نوجه التحية لهذا البلد العظيم كندا وندعو لكم وله بالخير
ثم كانت كلمة مسجلة لنائب رئيس حركة امل الاستاذ هيثم جمعة ومما قاله جمعة بعد ان وجّه التحية للحاضرين " ثلاث وأربعون عاماً ونحن على ثباتنا لنهجه، لعلم، لفكره، لفقهه، لرساليته وحركيته. هو الذي ملأ الساحات المتنوعة بقامته وفكره وعلمه، هو الذي علّمنا أن طريق الإنسان هو العلم والعمل والنية والإخلاص. .. في قضية الإمام الصدر هناك ثوابت نؤكد عليها، أن جريمة إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه حصلت على الأراضي الليبية وأثناء زيارة رسمية لليبيا، وقد أثبتت التحقيقات أن الإمام لم يغادر ليبيا ولا يزال الإمام الصدر في هذا البلد وقضيته قضية وطنية لبنانية، وهي مسألة تتعلق بالسيادة اللبنانية ولن تنتهي إلا بعودة الإمام ورفيقيه إلى لبنان.
إن الحركة وعلى رأسها الأخ الرئيس نبيه بري تعتبر أن هذه القضية هي قضية مركزية وقضية مرتبطة بوجود الحركة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها. إن الحركة تتابع وعلى كل المستويات الدولية ولدى كل المنظمات ذات العلاقة الإنسانية والحقوقية قضية الإمام...
وأنتم في بلاد الاغتراب ومن موقعي وخبرتي في هذا الإطار أعلم مدى تعلقكم بوطنكم، وأعلم مدى قلقكم على لبنان وعلى شعبه وعلى مستقبله وعلى مؤسساته، وأعلم أنكم تتألمون عندما تشاهدون ما ينقل إليكم بالإعلام أو بوسائل التواصل الاجتماعي عن معاناة اللبنانيين أمام محطات الوقود وأمام المستشفيات وأمام الأفران وحيرتهم على أبواب العام الدراسي...ان محنة لبنان أصبحت أكثر خطورة مما نتصور والخوف والقلق على الوطن هذه المرة ليس من الخارج بل من الداخل.
لقد حذرنا من الاستمرار في هذا الاداء والسلوك السياسي اللامسؤول للبعض، وحذرنا ان الاستمرار في ذلك يهيء فرضية الانفجار الاجتماعي ويهيىء الفرصة من أعداء لبنان من الإرهاب التكفيري لبت الفوضى ولتخريب السلم الأهلي وكل المكتسبات التي حققها الشعب اللبناني.
..إن تأليف الحكومة الجديدة اليوم هي فرصة لخروج لبنان وبالحد الأدنى من أزمته ويمكن الخروج شرط أن تكون النوايا صادقة وأن نجنّب لبنان المخاطر، ونقدّر أهميته في الموقع والدور بنفس المقدار الذي ينظر إليه العالم وأن نحترم طاقات وإبداعات إنسانه وطموحاته في لبنان وفي بلاد الاغتراب بنفس الاحترام التي يحترمها العالم.
إننا ندعو باسم لبنان وباسم معذبيه وباسم كل شهيد وكل جريح وكل أم وكل محب للبنان، ندعو كل المخلصين من سياسيين وتيارات وأحزاب وحركات سياسية وفكرية واجتماعية وقيادات روحية وإعلامية، ندعوهم إلى وقفة ضمير وإلى سماع صوت العقل والمحبة وسماع صوت اللبنانيين بأن يحفظ لبنان ويحميه من المخاطر ومن خطر الزوال والتفكك وأن نصونه بنبذ الطائفية، لا بد لنا من تغيير هذا النظام الطائفي الذي هو علّة العلل في لبنان، هو الفساد وهو الحرمان وهو التخلف وهو الذي يسيء إلى لبنان وإلى سمعته العالمية.
أيها الاخوة عودة إليكم في بلدان الاغتراب، وخاصة في كندا العزيزة أتوجه إليكم لأتشكركم على وقوفكم إلى جانب وطنكم، وأنتم لم تقصرون في كل المحطات التي احتاجكم فيها لبنان، إننا بحاجة إلى كل تعاون ليس فقط لدعمكم المالي لأهاليكم في هذه الفترات العصيبة، إنما أيضاً نحن بحاجة إلى مشاركتكم لبنان بأفكاركم وآرائكم ورؤيتكم، وبحاجة أيضاً لمشاركتكم الفعّالة في الانتخابات النيابية بحيث أن صوتكم له التأثير الكبير على مجرى الأحداث وعلى تاريخ لبنان.
إننا نقدّر موقفكم ونقدّر لكندا حكومة وشعباً احتضانها لللبنانيين، ونقدّر لها المعاملة الراقية والعادلة في كل المجالات ونحن ندعوكم كما العادة أن تحافظوا على هذا البلد الجميل وتُخلِصوا له فالعديد منكم أو أكثركم أصبحتم مواطنين كنديين، فعبركم نوجه التحية لهذا البلد العظيم وندعو لكم وله بالخير والازدهار والسلام.
اليوم وبلسان الإمام الصدر وبلسان دولة الرئيس الأخ نبيه بري ندعوكم لحفظ بلدكم الذي تقيمون فيه، ولحفظ بلدكم لبنان ولحمايته وصون عيشه المشترك، ونؤكد لكم أننا سنكون دائماً صدى صوتكم، وسنبقى أمناء لخط الإمام السيد موسى الصدر، وأمناء لميثاقنا ولنهجنا وسيبقى لبنان أبداً ودائماً في قلبنا وطناً نهائياً لكل أبنائه.
نحن أمام تحد، وكلنا ثقة بحركتنا وبقيادتها وعلى رأسها الأخ الرئيس نبيه بري، وكلنا ثقة بوعيكم وحكمتكم وصبركم وشجاعتكم من أجل العبور من هذه المرحلة الصعبة العابرة".
النائب ايمانويل ديبورغ : نعمل لتتاح الفرصة للجميع لخدمة وطنهم الام
النائب الفدرالي ايمانويل ديبورغ قال في بداية كلمته " لي الشرف ان اتحدث امامكم اليوم .. وهي ليست المرة الاولى التي احضر فيها هذه المناسبة التي اقيمت في سنوات سابقة . من المهم لي في عملي ان اكون قريبا من جميع الجاليات. فانا عند انتخابي امثل كل المواطنين ومن المهم ان تتعرفوا الينا وليس فقط الى الجهود التي نقوم بها من اجل التواصل معكم من اجل اطلاعكم على الملفات التي نعمل عليها والخدمات التي نقدمها مجانا". واضاف ممثل اهالي شمال مونتريال في البرلمان الفدرالي " نحن في خدمتكم ولنقدم المساعدة للجميع من خلال العاملين في مكتبي ومنهم السيدة مريم خنافر التي بدات منذ العام 2016 كسكرتيرة في المكتب واليوم هي تعمل كملحق سياسي مسؤولة عن ملف الهجرة والتي تعمل على خدمتكم ". وتابع " تاكدوا انه عندما تتواصلون معنا فان كل معاملاتكم يتم التعامل معها بالكثير من الحرص لانجاز المعاملة و السرية". ولفت الى انه "من المهم لنا وللحزب الذي امثل مع جوستان تردودو ان نكون قريبين منكم، لنكون اكيدين ان يكون تتاح الفرصة للجميع لخدمة وطنهم الام" . وختم بالقول " اعتبر نفسي محظوظا انني اصبحت نائبا فيدراليا بعد ان قَدِمت الى هذا البلد مهاجرا منذ اكثر من 35 عاما... نحن امام انتخابات احب ان اواصل عملي كنائب يعمل الى جانبكم واتمنى دعمكم" .
المطران بول مروان تابت: اليوم نفتقد هذا الامام في وطن يقدم اهله مصالح دول مجاورة على مصالحهم
المطران بول مروان تابت قال في كلمته" غُيّب سماحة الامام موسى الصدر ومرافقيه والذكرى تتكرر ، ولا خبر ولا أفق حول ما جرى ... اليوم نفتقد هذا الرجل ، رجل صلاة كان، رجل مودة كان ، ورجل حوار كان ، ورجل مواقف كان ، ورجل قرار كان ، ورجل الفقير كان، ورجل المحرومين كان ورجل دولة كان . ازعج حضوره الكثيرين فاتفقوا على ان يغيّبوه ، فغاب وجهه دون ان يأفل نجمه ، ونعود سنة بعد سنة نستذكر شخصه ومحاسنه وخدمته وقيادته. والسؤال يبقى : ما قد يكون موقفه اليوم في ظرف لبنان فيما لو ما زال بيننا؟
قراءة للموقف تحثّنا على التاكيد انه لما رضي عما يجري لاهل لبنانه ..فساد مستشر ، وطن شرذمته الطوائف والمذاهب، وطن تناتشته تحالفات المصالح ، دول مجاورة يقدم اهل الوطن مصالحها على مصالحهم، خطة تقطيع اوصال قد تنهي الوطن واهل الوطن وواقع ديمغرافي بدأ يبدّل النسيج اللبناني . .. لان الوطن يفتقد رجالا فيه فقد فقد حصنه السياسي والفكري والاجتماعي والاقتصادي .. واجرؤ ان اقول انه فقد فقد حصنه الوجداني".
الشيخ سعيد فواز : نفتقد اليوم تواضعه وما كان يوصي به دائما من محبة الجميع والعمل للجميع
ممثل دار الفتوى في كندا فضيلة الشيخ سعيد فواز قال في كلمته "منذ ان وطأت قدماي كندا احرص دائما على حضور هذه الذكرى بألم وغصة ، رجاء ان ياتي اليوم الذي نوقف فيه هذا الاحتفال بحضوره شخصيا ان شاء الله . حقيقة لا ادري من اين ابدا في علاقتي الشخصية والعائلية مع سماحته، أأقف عند تواضعه وعند مشاركته الصغير والكبير في كل المناسبات ام اقف عند تواضعه وهو في المحراب وهو على منبر رسول الله(ص)؟ ام اقف عند مواقفه الشخصية التي عشناها معا مع بعض العلماء الافاضل الذين سبقونا الى دار البقاء ومنهم سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين وسماحة الشيخ محسن سبيتي والشيخ حسين سبيتي العائلية عند جلستنا المشهورة العائلية على ضفاف نهر الليطاني؟ . ام اتحدث عن مشاركته لابناء عائلتي في شحيم في مناسبة عزيزة على قلوبنا يومها حيث وفوجئنا يومها بحضوره؟ ". وسأل فواز " ماذا اقول في العلاقة التي كانت بينه وبين جميع القائمين على الخدمة العامة في لبنان بدء من المساجد والحسينيات وليس انتهاء بالكنائس بتلبية دعوة النصارى ليقف على المذبح خطيبا وهو يدعو للوحدة الوطنية التي نفتقدها اليوم ويدعو الى اعطاء كل ذي حق حقه؟.."
وختم الشيخ فواز " نفتقد اليوم تواضعه وعلمه وعمله وما كان يوصي به دائما من محبة الجميع والعمل للجميع .نفتقده اليوم ونحن نتطلع الى من بقي في لبنان ان يكون على قدر المسؤولية وان يعود الحق الى نصابه وان يعود الحق الى اهل الوطن وان يعود التفاضل بالعمل بالتقوى وليس بالنسب او بالطائفة او الحزب ".
الشيخ علي السبيتي : ليس الوقت هو وقت ان نتلاوم فبعض الدول تريد للبنان ان يدفع ثمن مواقفه وثمن مواجهته للاحتلال لكنه سيقوم من بين الركام
بعدها كانت كلمة وجدانية لامام المجمع الاسلامي الشيخ علي السبيتي قال فيها " هذه المناسبة لها خصوصية قلبية ووجدانية خاصة في نفوسنا حيث انها كانت ليلة عصيبة واليمة جدا تلك الليلة التي انقطعت فيها اخبار سماحة الامام ورفيقيه.. لم ينم والدي في تلك الليلة بتاتا.. كان الحزن يسكن في قلب وعيني وادي، خاصة انه كان مدعوا للانضمام الى الوفد الذي سيزور ليبيا لكنه لم يوفق لها ،وهو كان سمع من الامام الصدر ان هناك مشاكل مع معمر القذافي باعتبار تدخله في الشؤون اللبنانية ومده بالسلاح والمال لبعض الافرقاء ليعبث بأمن الوطن. ورغم ذلك الامام كان يصر على الذهاب لالقاء الحجة، رغم ان الوضع كان متوترا منذ البداية ..ا". واضاف الشيخ السبيتي " نعم كان الثمن عظيما والخسارة كبيرة جد لكن بقيت آثار الامام وبركاته في بيت اراده الوالد ان يبقى عامرا بوصايا سماحة الامام . وبعد غيابه لم تندثر اصداء صوت الامام ووصاياه.. بقيت افواج المقاومة اللبنانية تتوافد الى المنزل وتتحضر ، تصلي ،تتوضأ ،تتناول الطعام ثم تنطلق الى رب ثلاثين والعديسة والطيبة لمواجهة الاحتلال، والذي دعاهم كي يقوموا بهذه المهمة هو غياب كامل لدولة ارادها المستعمر الفرنسي دولة ضعيفة وان تكون طائفية .. والحمد لله هذه المعركة بعد جهود مضنية وارامل وايتام وتهجير واجتياحات تكلّلت بنصر مؤزّر وبتحرير شبه مكتمل.. و لا بد ان عيون الامام وقلب الامام قد سعُد بهذا الانجاز العظيم الذي عمل له منذ وصوله الى لبنان" . وتابع سماحته" بقي الخطر الآخر وهو الحرمان والنظام الطائفي ونظام الامتيازات العائلية والطائفية الذي ندفع ثمنه الآن . فالدول المستعمرة استغلت هذا التركيب الضعيف من الاساس والتحكم بالبلد من قبل عائلات هي تستورد وتعطي من تريد وتمنع عن من تريد وتستغل اموال الاف الاسر التي تركت اهلها وبيوتها بعد ان هاجرت لتعين اهلها، فكانت ترسل الاموال الى لبنان وتضعها في المصارف لتدعم اهلها واقتصاد لبنان. ليتبين بعدها ان هذه الدول ، التي تتحكم بالبنوك العالمي وبالتحويلات العالمية وبالسرية المصرفية تريد لهذا البلد ان يدفع ثمن مواقفه وثمن مواجهته للاحتلال فاستغلّت فساد الفاسدين واحتكار المحتكرين لتطبق على الواقع الاليم الذي يعيشه شعبنا واهلنا ، ومع ذلك انا لست من دعاة الياس والاحباط . فلبنان على هذه الحالة منذ زمن طويل ولكن سيقوم من بين الركام".
واكد السبيتي ان "الامام الصدر كان معنيا بالانسان المحروم الجنوبي كما هو معني بالمحروم العكاري وبرهن عن ذلك من خلال اهتمامه وزياراته وسعيه لمساعدة كل المحرومين في كل لبنان" .ولفت الى " هذه الرسالة اليوم هي المطلوبة وليس الوقت هو وقت ان نتلاوم ونحمل المسؤولية لهذا او ذاك . ففي النهاية لبنان بلد صغير تتلاعب به الامم الكبرى ولكن الثوابت ان يحترم الانسان لا ان نتعايش فحسب بل ان نعيش معه ونحمل هم بعضنا ونتقاسم خبزنا ونقدم سرير المستشفى اذا كان بحاجة اليه وحبة الدواء المفقودة . فالانسان اخو الانسان وهذه هي رسالة المسيح عليه السلام ورسالة النبي محمد عليه واله افضل الصلاة والسلام" .
وختم السبيتي " انا دائما اتوجه الى الشباب خصوصا الذين ولدوا وتربوا هنا لاقول لهم صحيح انكم لم تزوروا لبنان لكن الآن الحجة ملقاة علينا من خلال هذه الصور المفجعة التي تصلنا عبر الاخبار فلا تنسوا اولئك الفقراء والايتام وخصّصوا جزءً من اموالكم لهؤلاء حتى تشعروا انكم ما زلتم اوفياء لبلد مهما كانت ظروفه صعبة يبقى اجمل البلدان وفيه اجمل الهامات كيف لا وفيه امام كالإمام موسى الصدر... فالسلام عليك يوم ولدت ويوم غيبت ويوم نلتحق معك في ركب الانبياء والرسل والاوصياء وحسن اولئك رفيقا".
سعيد فواز : كان هم الامام الاهم والشغل الشاغل متابعة شؤون وشجون واحوال المغتربين
كلمة جمعية الرسالة القاها الاستاذ سعيد فواز ومما قاله " يمشي على ارصفة الريح كملاك.... تغار الشمس من دفء قلبه ....يحسده القمر على بريق عيونه....تسجد له نجوم السماء....تعانقه رياح الشتاء....زهر بعبقه ازهار الربيع....تخجل من قدومه اوراق الخريف. ثلاثة وأربعون عاماً مرت على الغياب وما زال عبق أريجه المقاوم يفوح من وريقات الشجر في تلال عامل …. ما زال فكره وقلمه يبعث الوعي في نفوس الشرفاء والمحرومين…. ما زالت صيحته تسمع في آذان الصلاة وأجراس الكنائس ….إنه الإمام القائد السيد موسى الصدر إمام المقاومين والمحرومين…. وإذا عشنا في شهر آب مرارة الغياب فالحزن موصول بشهر أيلول حيث غيب الموت عنا ظل الإمام ورفيق دربه في الزمن الصعب وصوته الوفي وحامل أمانة الوطن بعد تغييبه سماحة الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وكنا فقدنا قبله أيضاً سماحة الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين تاركين فينا غصة الفراق بعد عمر مبارك حافل بالعطاء في سبيل الدين والوطن وخدمة الناس . وفي أيلول ذكرى شهدائنا القادة داوود داوود ومحمود فقيه وحسن سبيتي .. أبطال مجاهدون قادة وقدوة كانوا ثقة الإمام المغيّب ومن الرعيل الأول الذين تتلمذوا على نهجه وحفظوا الوصية في غيابه وقضوا شهداء في سبيل الحق.. فالشهداء هم عزنا وثروتنا وكرامتنا ومجدنا رووا الأرض بدمهم الطاهر وصنعوا النصر والتحرير".
واضاف فواز " ولم ينس الامام ولا للحظة من اللحظات الجناح الاغترابي للوطن، فكان همه الاهم والشغل الشاغل متابعة شؤون وشجون واحوال المغتربين ساعيا الى ان يكون الى جانبهم ويطالب بحقوقهم، ويرفض الضيم والظلم عنهم"..
وعن الانتخابات الفدرالية قال فواز " ونحن على موعد مع استحقاق مهم نتوجه الى جاليتنا واخوتنا واخواتنا الى ممارسة حقهم الديمقراطي بالمشاركة في الإنتخابات الفيدرالية وان يحسنوا إختيار المرشحين وان لا يغيب عن بالهم مصلحتنا في المحافظة على المبادىء الكندية القائمة على ضمان حقوق الإنسان دون تمييز عنصري وحرية التعبير والمعتقد وكما ندعو كل فردٍ فينا ان يكون نموذجاً صالحاً في هذا المجتمع والوطن" .
وتوجه الى المسؤولين في الجالية وقال " من هذا المنبر اتوجه للحاضرين سيّما السادة العلماء الروحيين الأفاضل والأحزاب والجمعيات الى العمل على توحيد كلمة الجالية في إطار وطني واحد منفصل متعالٍ عن الإنقسام السياسي في لبنان وان نستفيد من البرامج الإنسانية التي تقدمها البلديات والحكومة للجاليات واحترام خصوصياتها على سبيل المثال مراكز رعاية المسنين والنوادي الثقافية والرياضية والاجتماعية ..إننا ندعو الى بذل الجهود لنكون جالية موحدة وفاعلة تأخذ دورها في هذا الوطن حيث لا يضيع حق وراءه مطالب" .
وختم بالقول " وفي ذكرى إختطاف سماحة الامام المغيب ورفيقيه أقول له يا سيدنا وإمامنا وقائدنا ومعلمنا ان ابناءك وبناتك في حركة أمل واصلوا دربك ويواصلون وحفظوا نهجك وسيحفظونه في المقاومة والتنمية وخدمة الإنسان والحفاظ على لبنان وصيانة وحدته واستقلاله وسيادته وأمنه وعيشه الواحد والمشترك وعلاقاته المميزة مع سوريا ودفاعه عن القدس وفلسطين وعلى هذا الطريق قدم أبناؤك آلاف الشهداء وما بدلوا تبديلا ".