كشافة ومرشدات المسلم في مونتريال تحتفل بذكرى تأسيسها : " ثلاثين سنة منكبر فيكم.. منبقى سوا .. والخير لقدام" 

  • article

صدى المشرق ـ مونتريال 

ينتظر الناس نهاية الاسبوع للتنزه والخروج الى الحدائق العامة لتناول اللحم المشوي وقضاء اوقات ممتعة تخفّف عنهم تعب العمل والدراسة خلال الاسبوع ، فكيف اذا كانت الحرارة فوق الثلاثين، كما كانت الحال الاحد الفائت في الثامن والعشرين من شهر ايار – مايو.

لكن المئات من ابناء الجالية الاحد الفائت ورغم الطقس الجميل يمّمت وجهها شطر الاحتفال الذي اقامته كشافة ومرشدات المسلم في الذكرى الثلاثين لتاسيسها في مدينة مونتريال وراحت تبحث عن راحة مختلفة تأنس بها النفوس وتقدم الشكر لفتية وفتيات وقادة بذلوا على مدى ثلاثين سنة جهودا كبيرة وبنت أجيالا حافظت على دينها . 
لم يتسع موقف السيارات الواسع للسيارات القادمة الى المكان فاضطر القادمون الى ركن سياراتهم في مناطق محاذية قريبة، والتوجه الى الاحتفال سيرا على الاقدام . كما لم تتسع القاعة الكبيرة للحشود التي امّت المكان وفاء لمن" أثبت بعون الله أننا على قدر المسؤولية"، من قبل من "اثبت انه على قدر المحبة والعطاء والدعم"، كما قال القائد الكشفي الحاج باسم بسام الذي قدم للمناسبة البهيجة.

قبل ثلاثين عاما انطلق الكشاف تحت شعار قرآني " انهم فتية امنو بربهم وزدناهم هدى " وهو كما قال بسام " الشعار الذي رفعناه منذ ثلاثين عاماً عندما كانوا ثلة قليلة من الإخوة والأخوات الذين أخذو على عاتقهم هذه المسؤولية الكبيرة من غرفة صغيرة كانت باكورة النشاطات في أوائل التسعينات، حيث لم يكن يتجاوز الفوج فرقتين أو ثلاث وعدد قليل من القادة رغم الإمكانيات الضعيفة جداً في ذلك الوقت ولكنها لم تكن يوماً عائقاً أمام عطاءاتهم وتضحياتهم". واضاف القائد بسّام " فمن مدرسة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر كانت إقامة النشاطات إلى أن حطت كشافة ومرشدات المسلم رحالها في مركزها الحالي على شارع martial في  شماال مونتريال الذي تم شراؤه منذ سنوات عدة وذلك بفضل الله أولاً وبدعمكم المستمر وإيمانكم بنا وبما نقدمه من نشاطات على كافة الأصعدة" . في خطابه الى الاهالي اكد الحاج بسّام " ثلاثين سنة منكبر معكم ... ثلاثين سنة منكبر فيكم .. ثلاثين سنة ومنبقى سوا ..ثلاثين سنة والخير لقدام ".
وعقب بالقول " ولانكم آمنتم بنا كزهرة فوّاحة ، يفوح اريجها في أرجاء المدينة وضواحيها ..وإحتضنت اولادكم كأم ثانية .. لا بد لهذه الزهرة ان تُسقى وتُرعى لتبقى عصيّة على الذبول إن شاء الله". واشار الى ان " مشاريعنا الذي نطمح لتحقيقها كثيرة منها فرقة موسيقية كشفية وفرقة كورال التي سوف يتم العمل عليها في القريب العاجل إن شاء الله.. ولكن كل هذا هو بحاجة الى دعم مادي فمن يحب إن يكون داعما إن كان على المستوى الفردي او المؤسساتي فليتواصل معنا. ولا نقول له إلا قول الله عز وجل " مثل الذين ينفقون في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء" ".
الاحتفال بكل تفاصيله استغرق الاعداد له اسابيع طويلة وبعضها اشهرا عديدة ليكون لائقا بهذه الجالية التي لم تكن يوما الا وفية ويليق بها كل عمل ناجح .
اذا الاحد احتفلت كشافة ومرشدات المسلم بعيد تاسيسها الثلاثين بحضور المئات من أبناء وبنات الجالية صغارا وكبارا وذلك عند الساعة الخامسة من يوم الثامن والعشرين من شهر ايار. تخلل الاحتفال عدد من الاعمال الفنية ابرزها عرض مميز لمسرحية " الجزيرة" وانشودة "سلام يا مهدي" الخاصة بالكشافة .

بداية الاحتفال كانت مع آيات بيّنات من القرآن الكريم قرأتها فتية وفتيات من الكشافة بشكل جَماعي .

بعدها كان نشيد الكشافة الذي قدمه الكورال الكشفي.


تلاه فقرة شعرية لفتية من مدرسة المصطفى التابعة لكشافة ومرشدات المسلم حيث القى ثلاثة من التلامذة قصائد عن المعلّم وفضل العلم واهله وعن لغة الضاد . بعد ذلك انشدت فتيات وزهرات الكشافة نشيد "رسول الله" كتبت كلماتها الكشافة.
ثم كان العمل المسرحي الذي كان ينتظره الجميع وهو تناول الهجرة الى بلاد الغربة بعيدا عن الوطن الى بلاد بعيدة وما جرى مع المهاجرين الى تلك البلاد، بقالب مسرحي متميّز انشد اليها الحاضرون . المسرحية اعطت فكرة مهمة تتلخص بان من تركوا بلادهم الى بلد جديد سيواجهون فيه تحديات جمة يحتاجون لمواجهتها الى جهد وتعاون وتضحية للثبات . كما يمكنهم الاندماج في المجتمع الجديد والانفتاح عليه دون الانسلاخ عن هويتهم. وهي تشير الى ضياع الابناء في هذه البلاد ومور الاهل في ذلك .

" الجزيرة " هي عنوان العمل المسرحي  الذي استهل بمقدمة للقائد الكشفي حسن علوية قال فيها "بهالحياة في كتير ناس بتسافر 
شي بطيارة، شي بسيارة
شي بقطار، شي بسفينة.
بس سفينة عن سفينة بتفرق 
سفينة بتكون منفسة من ضغوطات الحياة، سياحة، رياحة، سموها لي بدكن ياه.
وسفينة، لااااااء، هي تعب ومشقّة والمنجى الوحيد ليلّي على متنها. 
شي هربان من انهيار، شي من حرب، شي من فساد، شي من وضع معيشة صعب، من من من …
الكل عندو أسبابه وأعذاره. 
وليكو، هياها، سفينة كبيرة، عليها عالم كتير.
عواصف، رياح، أمواج، ناس عم تتمسّك ببعضها وناس عم توقع وتكب حالها بالمي. 
ناس عم تسبح وناس عم تغرق.
لحدّ ما توصّلن الأمواج والرياح على ميدان جديد.
بالظاهر صار مأوى وملجأ من الموت. 
وين؟ 
جزيرة، جزيرة بنصّ البحر …".
اذن تدور احداث المسرحية حول سفينة نجا ركابها الثلاثة باعجوبة من الموت بعد ان غرقت بهم سفينتهم .

وقامت بانقاذهم قبيلة من الهنود الحمر تسكن احدى الجزر القريبة من مكان غرق السفينة .

بعدها تتوالى الاحداث حيث لم يكن هناك خيار امام هؤلاء الا البقاء في الجزيرة وسط اختلافهم حول طريقة عيشهم في تلك الجزيرة منهم "مهدي " ، المتمسك بدينه وتقاليده مهما كانت الحياة صعبة . وهو يملك يقينا بحكمة الله، لكنه مع اشخاص يسخرون منه وعندهم ياس من الحياة. " مهدي" الذي عمل على زرع بذرة الخير في الواقع الجديد دعا اصدقاءه الى التعاون معه والوقوف الى جنبه دون جدوى . والآخر سامر (سام) المتهاون المتفلت من التقاليد بحيث لا يكترث لها ويفكر فقط بمأكله. وهو لا يريد ان يستمع الى صوت الضمير. والثالث درويش (دوري) الإمّعة ، الحائر بين هذا وذاك يميل مع كل ريح.. ضائع بين صوت الضمير والتحلّل من جهة والتخلّي عن العقيدة من جهة اخرى. 
تخلل المسرحية محاكمة شخصيات على ما جنته ايديها في الحياة ، بين من اعاد ما هو فيه الى تقصير اهله في تامين الاجواء الملائمة والاخر المتهتك مع صحبة السوء وشاب لا يكترث لدراسته ويقضي الليالي لاهيا وآخر يجهل عقيدته واحكام دينه .
الملفت في المسرحية التي كُتبت فصولها بايدي الكشافة هي استعمال الممثلين للغة العربية السليمة من شباب ولدوا هنا والذين ادوا ادوارهم بمهنية تكشف عن طاقات كبيرة لها مستقبل واعد في مجال العمل التمثيلي، والذي يعد واحدة من ثمار العمل الكشفي .    
في ختام المسرحية يتم الكشف عن البذرة التي زرعها "مهدي " والتي كانت كشافة ومرشدات المسلم التي تحتاج لكي تستمر الى سقايتها واحاطتها بالعناية والمتابعة .


بعدها في الختام كانت مفاجاة الحفل وهي نشيد" سلام يا مهدي " الذي كتبت كلماته الكشافة وانشده فتية وفتيات منها. وقد قدم لها الحاج بسام  بمقدمة وجدانية قال فيها "السلام على خاتم الأئمة صاحب العصر والزمان 
الغائب الحاضر 
يا سيدي ها قد تحقق الحلم وأنجزت المهمة وكتبنا المعهودة والخالدة 
بدموع العيون كتبنا أحرفها سيدي 
بنبضات قلوبنا لحنت كلماتها سيدي 
وبحناجر عناصرنا أنشأت يا سيدي 
ها هم اليوم عناصرنا سيدي اتو ليلقوا عليك السلام من بلاد الإغتراب   من كشافة ومرشدات المسلم من كندا مونتريال 
من خلال مشهدية أخذت أشهرا من التحضير والتعب والتضحية كرمى لعيونك سيدي 
أتوا اليوم سيدي بقلوبهم النابضة بحبك 
وبالشوق والرجاء لنظرة مباركة منك إلينا سيدي 
اتو اليوم بمشاعرهم الصادقة وحناجرهم الصادحة بالسلام عليك، فتكرم علينا سيدي برد السلام 
سلام يا مهدي
 يا بدرنا المحجوب نرجوك ان تظهر 
سلام يا مهدي 
في ذكرك والله انا حناجر تجهر 
سلام يا مهدي
ادركنا يا مهدي 
لبيك يا مهدي

وفي الختام كان شكر من الحاج بسّام "لكل من أسس وساهم منذ البداية الى يومنا هذا كما نشكر لكم حضوركم الكريم ".

*الصور من علي السيد