المجمع الاسلامي يحتفى بالفتيات المكلفات بحفل حضره المئات : "فخورات بهذا الحجاب"

  • article

صدى المشرق - مونتريال

 في ظل استمرار القوانين التي تستهدف المحجبات في كيبك بالخصوص احتفى المجمع الاسلامي في مونتريال والجالية ببلوغ كوكبة من الفتيات سن التكليف الشرعي وارتدائهن الحجاب الاسلامي حيث اقام لهن احتفالا بهيجا حضره المئات من ابناء الجالية كان اشبه بعرس جاليوي " لم ارى مثله بكل جاليات العالم .. وهذه ليست مبالغة ابدا.."، كما قال راعي الحفل سماحة الشيخ علي السبيتي . هذا الاحتفال المميز هذا العام بالاعداد والمضمون يهدف الى " تعزيز شخصية الفتاة الصغيرة المقبلة على التكليف وزرع الثقة في نفسها والافتخار بدينها والاصرار على حجابها، لان الحجاب هو العنوان والعنوان هو جزء من الهوية ". كما تحدث السبيتي عن الامام المهدي لافتا الى ان " المشروع المهدوي لا يختص باي منطقة ولا بطائفة ولا بفئة... انه مشروع خلاص العالم جميعا من الحروب والقتل والفساد والتشرد لكي يفي الله بوعده الذي قطعه في التوراة والانجيل والزبور والقرآن".

تحدثت االفتيات المكلفات بكل ثقة ان الحجاب خيارهن وليس مفروضا عليهن. وقالت باسمهن المكلفة فاطمة الاسعد " انا فخورة بهذا الحجاب .. الحجاب قوة!.. لدي دور اريد ان ألعبه في المجتمع للمساهمة في جعل هذا العالم مكانا افضل ... اريد ان اتعلم .. ان انجح .. ان اذهب بعيدا.. أريد أن أساعد الفقراء وأكون مع المظلومين". وقالت ريّانة صعب  " سيقول الجاهل أننا لسنا أحرارًا في اختياراتنا ... هذا الحجاب يعكس هويتي.. قيمي.. كرامتي.. معتقداتي..!". والمحجبة " امرأة تمتلك قوة وقناعة وشجاعة"، كما قالت ياسمين ياسين التي تحدثت في الحفل عن تجربتها مع الحجاب .



فتحت عنوان "حجابي هويتي" اقام المجمع الاسلامي احتفالا كبيرا حضره المئات من ابناء الجالية يتقدمهم امام المجمع الاسلامي سماحة الشيخ علي السبيتي ونائب القنصل العراقي في مونتريال الاستاذ صادق الياسري وممثلون عن كشافة مونتريال واوتاوا والعديد من المؤسسات الجاليوية وذلك عند الخامسة من عصر يوم الاحد في الثاني عشر من شهر آذار في قاعة Theatre Mireille et Lino Saputo  في سانت ليونارد. 
ضاق المكان بالحاضرين ما حرم الكثيرين من فرصة المشاركة بهذا الحدث الكبير. 

افتتح الاحتفال بالمكلفّات وذكرى النصف من شعبان ذكرى ولادة الامام المهدي عليه السلام بآي من القرآن الكريم للمقرىء الحاج حسان قصير.

 

قدمت للمناسبة الحاجة دينا رمال صعب التي قالت " يا صاحب الامر جئتك طوعاً.. وفي قلبي نبض البشارة .. وبريق عيني أرخى بدمعٍ.. قد باح جهراً بفيض السعادة.. فلاقاه خدي بلهف ارتواء… كلهفة زهرٍ لغيث السماء… فعلى أعتاب عمرك جئت أقدم… بضعة قلبي وزرع السنين… كقربان عشقٍ وشوقٍ دفين.. لعليّ أطفئ جمر انتظارك… فأنا ومذ كنت أهز المهد حباً نذرتها جنداً يمهد درب الظهور.. وتمتم قلبي على مسمعيها.. صلاةً دعاءً بحسن العبور.. وراح مداد الخيال يجول.. ويرسم عذب المنى والصور… عن طفلتي بعد تسعٍ تجوب .. بموكب نور وسط كل البشر… ويعلو محياها تاج طهرٍ جميل.. قد رصع فكراً كأغلى الدرر.. وتعلن ملء الدنى بافتخارٍ .. به سأمهد للمنتظر".

ثم كانت فقرة تعريف براعي الحفل من المؤسسات التجارية.

بعدها كان نشيد المجمع ترحيبا بالحاضرين مطلعُه:

كدفء القلب يومض بالأماني…

لأهل الخير فيض من حنان..

نزلتم بيننا اهلاً وسهلاً .. وأنتم بيننا طيف الجنان

بعدها عُرضَت صور واسماء اثنين وعشرين مكلفة على شاشة كبيرة.

ثم نزلت الفتيات الى المسرح واحدة تلو الأخرى وسط تصفيق الحاضرين.

باسم المكلفات تحدثت الفتاة فاطمة الاسعد فقالت " نبدأ اليوم أنا وأخواتي مرحلة جديدة في حياتنا: مرحلة التكليف. كل يوم سيكرس للأعمال المباركة ولكنه فوق كل شيء .. الحجاب يكمل هويتي: أنا فتاة محجبة. نعم انا فتاة محجبة . انا فخورة بهذا الحجاب وبما يمثله والمسؤوليات التي أتحملها من صميم القلب من خلال هذا التكليف. لم آتِ إلى هذه الحياة صدفة.. في الواقع ، لدي دور ألعبه في المجتمع للمساهمة في جعل هذا العالم مكانا افضل ... و أنا واثقة ، بشكل كبير ، أن الحجاب سوف يدعمني ويحميني للقيام بهذا الدور النبيل! نحن نعلم أن الأمر لن يكون سهلاً دائمًا. كل خيار يأتي مع تحدياته. وبالنسبة لنا ، هذا الاختيار يستحق اجتياز كل التحديات. هذا الحجاب يعكس هويتي.. قيمي.. كرامتي.. معتقداتي..! وأظهر من خلاله من أنا"!

وفي كلمة ثانية باسم المكلفات قالت الفتاة ريّانة صعب " تمامًا مثل أختي .. إنها حقًا أنا ريانة صعب التي قررتُ ان اجعل جمال انسانيتي يطغى على مظاهر الجمال الاخرى والذي يسمح لي بان احدث فرقا في هذا العالم... أريد أن أرتدي حجابي.. ان اتعلم .. ان انجح .. ان اذهب بعيدا.. أريد أن أساعد الفقراء وأكون مع المظلومين! أنا على يقين انني قادرة على ذلك". واضافت "  الحجاب قوة! سيقول الجاهل إنه لا يؤدي إلا إلى تقييد النظرة نحو المرأة .. سيقول الجاهل أننا لسنا أحرارًا في اختياراتنا ، ولكن الحر هو من لا يخضع لرغباته!

ثم كانت كلمة للاخت ياسمين ياسين تحدثت فيها عن تجربتها مع الحجاب. في البداية خاطبت الامهات بقولها " أمهاتي :أنتنّ  نصف المجتمع ،وهؤلاء الفتيات نصفكنّ الآخر ،فهنّ حصاد جهودكنّ وإصرارِكنّ على أن جمال المرأة لا يكتمل إلا بحجابهن.

ثم تحدثت عن قضية جرت بينها وبين احد الزبائن خلال عملها فقالت " عندما كان عمري 18 عامًا ، كنت أدرس اللغات في كلية ڤانييه، وكنت أعمل في نفس الوقت في متجر يسمى Ardene. في أحد الأيام ، اتى زبون من أصل إسباني ، فقررت التحدث معه بالإسبانية.. فسال شخص كان بالقرب منا زميلة لي متعجبا "هل هي تتكلم الإسبانية !؟".

أجابت زميلتي: "نعم، و في بعض الأحيان ، أنسى أنها ليست لغتها الأم! ".

ثم نظر إلي وقال بنبرة ازدراء: هل تتكلمين الإسبانية؟ ". أجبته نعم ، أنا أتحدث الإسبانية.

فأجاب: "لكنك مسلمة". أخبرته بكل فخر ، أنا مسلمة بالفعل ، وديني يشجعني على التعلم والتفوق كل يوم".

عندها أدركت أننا أول تواصل للإسلام مع الناس من حولنا. عندما يروننا في الشارع ، فإنهم يعرفون أننا مسلمات ، وعندما نكون في عيادة أو في فصل دراسي ، يعرفون أننا مسلمات. نحن جميعًا ممثلات الإسلام".

واشارت ياسين ان " حجابي ليس قطعة قماش بسيطة ، لكنه كرامتي وحمايتي ومصدر تقاربي مع خالقي. كل إيماءة نقوم بها ، كل كلمة نقولها ، حجابنا له دور فيها. .. هو الذي علمني أن أتفوق على نفسي في كل ما أفعله. حجابي هو ما يذكرني بالله سبحانه وتعالى كل يوم ، لأنني أرتديه أولاً وقبل كل شيء لخالقي وليس لمخلوقاته".

ياسين اضافت " أنا فخورة بكل واحدة منكن ، هذه الخطوة هي الأهم والأجمل في حياتكن. سيكون لكل منكن قصة مختلفة مع الحجاب وستكون هذه القصة فريدة بالنسبة لكنّ. لذا، أود فقط أن أخبركن أن حجابكن لن يقيّدكن أبدًا ، بل على العكس تمامًا. أنتن قادرات على تحقيق أحلامكن ولن يكون هناك شيء مستحيلا.. مبروك لكن جميعا!

واخيرا قالت ياسين " المحجبة هي امرأة تمتلك قوة وقناعة وشجاعة". واعربت عن فخرها بالمحجبات وقالت أنا "فخورة بكن جميعًا وأتمنى لكنّ مغامرة مليئة بالحب والقوة مع حجابكن".



ثم قدم مجموعة من الفتيات والفتيان مسرحية "درب الامل" التي تحدثت القانون 21 وحرمان الفتيات المحجبات من خيار التعليم والعمل ضمن المؤسسات الحكومية . كما تناولت المسرحية قضية انتطار الفرج"


وتخللها انشودة "سلام يا مهدي"، شارك فيها المنشد القادم من لبنان مهدي كلاس بالعربية والانكليزية والمنشد الشيخ عباس جواد بالفرنسية .

وكان عرض لفيديو فعاليات يوم المكلّفة الذي تخلّله ورشة تربوية تفاعلية قدمتها الاختصاصية التربوية د. مريم نجدي حول القيم المرتبطة بالحجاب بالاضافة الى ورشة عمل فقهية مع الاخت سجى فرحات.

 كلمة الشيخ علي السبيتي

امام المجمع الاسلامي سماحة الشيخ علي السبيتي القى كلمة قال فيها " اسمحوا لي بداية ان اتوجه بتحية اكبار واجلال لاخواتنا واخواننا الذين نالوا شرف ان يكونوا كوادر متخصصين في المواجهة الثقافية التي شُرّفنا بان نكون في جبهتها الاولى هنا ، حيث بدأت معركة الحجاب على بناتنا واخواتنا ثم تطورت لتشمل العالم. فكانت الفضيحة الكبرى عندما وجدنا ان دولا ورؤساء وزراء وبرلمانات وشخصيات ووسائل اعلام كلها اتّحدت في العالم لكي تؤيد حرق الحجاب ونزع العمامة واهانتها، فبانت النوايا الحقيقية بان المشكلة ليست مشكلة سياسة انما مشكلة ثقافة". واضاف سماحته " من هنا كان شرف ان يتصدى اخواتنا واخواننا مبكرا لهذا التهديد من خلال تعزيز شخصية الفتاة الصغيرة المقبلة على التكليف وزرع الثقة في نفسها والافتخار بدينها والاصرار على حجابها، لان الحجاب هو العنوان والعنوان هو جزء من الهوية". واعتبر السبيتي ان " المعركة اليوم هي من يكسب هويته ويحافظ عليها ومن يفرّط بها ويتخلى عنها، فيضيع في هذا التيه الكبير الذي يريدون للاولاد ان يدخلوا في نفقه المظلم ، حتى يخرجوا من انسانيتهم" . واعتبر سماحته ان " الدليل على ذلك مشكلة جديدة والتي هي جزء من الهوية حيث لا يريدون للأولاد ان يكون لديهم هوية بيولوجية فيعرفون ما اذا كان صبيانا او بنات. فالضياع مطلوب لدرجة ان يصل الطفل الى مرحلة لا يعرف ماذا خلقه الله" . واشار الى انه " كانت هناك كلمة ملفتة من الصبية التي قالت خلال المسرحية (الحمد لله الذي خلقنا بنات لكي يكون عندنا الاجر والثواب) من خلال ان نكون عنوانا لوجود المسلمين بأي بلد". ولفت سماحته الى ان " المشروع المهدوي لا يختص باي منطقة ولا بطائفة ولا بفئة... انه مشروع خلاص العالم جميعا من الحروب والقتل والفساد والتشرد لكي يفي الله بوعده الذي قطعه في التوراة والانجيل والزبور والقرآن". وعقب السبيتي بالقول " هذه الحقيقة تحتاج ليس الى معجزة بل الى مقدمات والى شروط. وانتم يا جيلنا القادم يا ابناءنا وبناتنا.. انتم مقدمات هذا الوعد الالهي لانكم موجودون بكل العالم لانكم ستكونوا مزودين بالعلوم الحديثة ومتجذرين بدينكم من خلال التمسك بهذا الدين عن قناعة وعن وعي وعن اصرار". واردف بالقول " هذا الجيل الواعد بحاجة ان ناخذ بيده لكي نوفّر له كل اسباب الدعم المادي والمعنوي" .

ووجه السبيتي " الشكر لكل الداعمين لهذا الحفل. فجزء كبير من تقدمنا في هذا البلد يعتمد على الطاقات البشرية وهي بحمد الله موجودة وهناك جنود مجندة في خدمة هذا المشروع الالهي اعطاهم الله هذه الامكانيات" . واضاف "يبقى ان تجتمع الجالية باقطابها وامكاناتها وما اعطاها الله من مقدرات لدعم هذا المشروع وتاييده وتسديده حتى يكون لنا وجود مجتمع لائق" .

وسال سماحته "في هذه الحرب حرب الهويات ـ التي لم نختارها ـ . من كل الضجة التي اثيرت بعد قانون الرموز الدينية من مُنع ومن حُرم ؟". واعتبر ان " كل المقصود من القانون هو المحجبات . فالمحجبات اللواتي يدخلن الى القطاع العام لا يريدونهن". واعتبر ان السبب هو" الخوف من تاثيرهن على الاولاد لظنهم ان الاولاد قد يحبوا الاسلام بسبب معلمتهم او ان يحب المريض الاسلام بسبب ممرضته التي تعامله بلطف وادب" .

وخاطب الذين يريدون الوقوف بوجه الحجاب بقوله " مشكلتكم ان لديكم عصبية وكراهية وعنصرية ولكن اذا عدتم الى حقوق الانسان والى ميثاق الامم المتحدة واذا التزمتم بشرعة الحقوق الكندية لا يحق لكم ان تمنعوا اي مواطن من ان ياخذ حقوقه كاملة ويعمل حيث يريد ويعبر عن معتقداته بحرية طالما لا يتعرض بالاذى لاحد" . واكد ان " هذا الحق يجعلنا مصممين على ان لا نستسلم لهذا القرار . ودائما الصعوبات لا تضعف الانسان بالعكس هي تقويه" .  

وقال الشيخ السبيتي " من هنا ايها الاحبة .. من هذا المهرجان والاحتفال ، الذي لم ارى مثله بكل جاليات العالم .. وهذه ليست مبالغة ابدا.. لكم كل الفخر والشرف والاعتزاز ان لديكم ابناء وبنات واخوة واخوات يسهرون في الليل ويبذلون جهودا في النهار .

وختم بالقول " ما كان لله ينمو وان هذه المسيرة المباركة هي برعاية من صاحبها امام الزمان (ع) وقائد المسيرة في كل عصر ومصر... مهما بعدنا شرقا او غربا سنبقى في ارضك التي كلفك الله ان تنقذها من جحيم الحروب و الفساد والآثام الى بر الحب والسلام والوئام".              

ثم كان انشودة "حجابنا عنواننا" باللغة العربية والفرنسية

وفي الختام جرى تكريم المكلفات حيث قدم لهن سماحة الشيخ علي السبيتي وعضو مجلس الامناء الحاج حسين حب الله والاخت فاطمة حريري  هدايا رمزية عبارة عن قرآن كريم وثوب صلاة ومسبحة وسجدة -مسبحة -عداد ودمية كروشيه ( بثياب المكلفات)

وفي الختام تم تقديم الشكر باسم المجمع الاسلامي لكل من رعى الحفل افراداً ومؤسسات والذين اثبتوا دعمهم لقضية الحجاب ولاخراج حفلٍ يليق بالمكلفات الاميرات.