رئيس بلدية شمال مونتريال بالانابة عبد الحق ساري في الذكرى السادسة لشهداء مسجد كيبك : يجب أن نكون يقظين وحذرين

  • article

في الذكرى السنوية السادسة لذكرى مجزرة المسجد الكبير في مدينة كيبك التي اسفرت عن استشهاد "رجال ستة تركوا وراءهم سبعة عشر يتيمًا وست أرامل محرومين من أزواجهن "، تحدث رئيس بلدية شمال مونتريال بالانابة عبد الحق ساري و عضو حزب Ensemble Montréal امام مجلس بلدية مونتريال عن الذكرى الاليمة  داعيا الى انه" يجب أن نكون يقظين لأن هذه العنصرية قد تطورت من خطاب "العنصرية العادية" إلى خطاب "العنصرية الجديدة" الذي هو غير مباشر ورمزي ، بناءً على معايير التمايز ذات المظهر الأكثر شرعية". وابدى استغرابه ان "العنصرية الجديدة الخطيرة والخبيثة تدّعي اليوم أنها مساواة وديمقراطية ومحترمة و "معقولة" ".

في مستهل خطابه استذكر ساري الشهداء باسمائهم وقال " أفكاري تذهب أولا إلى الضحايا:

1. مامادو تانو باري

2. إبراهيما باري

3. أبو بكر ثابتي

4. خالد بلقاسمي

5. عز الدين سفيان

6. عبد الكريم حسن

وتحدث ساري عن احد الناجين من المجزرة المروعة قال "هناك أيضًا ناجون من هجوم الإسلاموفوبيا.. أيمن دربالي الذي يعلم انه أنه ربما لن يرى بلده الأصلي ، تونس ، مرة أخرى. فلم تعد حالته الصحية تسمح له بالسفر. وهو كان هاجر في سن الرابعة والعشرين عام 2001 لمواصلة دراسته في جامعة لاڤال ووقع في حب العاصمة، كيبك. لم يحصل على درجتَي ماجستير واحدة بل درجتين. كان لديه ثلاثة أولاد وبنت. شعر بالاندماج بشكل جيد.. بصفته عاملاً في المجال الإنساني ، سافر إلى أفقر المناطق في أمريكا اللاتينية وأماكن أخرى لمساعدة أولئك الذين لم يحالفهم الحظ في الحياة. لكن تغير كل شيء في 29 يناير 2017".

وروى الاستاذ ساري المأساة التي حلت على السيد دربالي فقال "في مساء يوم 29 كانون الثاني (يناير) 2017 ، قام السيد دربالي بتركيب جهاز تلفزيون جديد في منزله دون أن يرى الوقت يمر. في السابعة والنصف مساءً ، أدرك أنه تغيّب عن صلاة العشاء. قال إنه كان يتردد بين الصلاة في المنزل أو الوصول متأخرًا إلى المسجد. أخيرًا قرر الذهاب .. لقد وعد زوجته بأنه سيعود إلى المنزل بسرعة ليكون قرب ابنه عند النوم ، كما كان يفعل كل ليلة ... وبقية القصة تعرفونها".

واضاف "هؤلاء الناس اجتمعوا في مكان للسلام والروحانية، مكان للعبادة عندما قام شاب بقتلهم.

واعتبر ساري ان " هذا الهجوم المأساوي أعقبت موجة سخط غير مسبوقة في أنحاء المقاطعة وكندا وشكلت حافزًا رئيسيًا ".

وتوجه الى الحاضرين بالقول " بعيدا عما نؤمن به وبعيدا عن معتقداتنا وعن الأديان ، نحن نشكل إنسانية واحدة فقط ، فنحن إخوة وأخوات في هذه الإنسانية. ومع ذلك ، يجب أن نظل مدركين أن هناك اشكالية بسبب خطاب الكراهية ، والجهل البغيض من بعض وسائل الإعلام ، وبعض الأفراد على الشبكات الاجتماعية وحتى بعض السياسيين الذي يدفع فتىً صغيرًا للقيام بما قام به ـ . فهذا الخطاب غذّى بشكل سلبي شابا أصبح ضحية هو نفسه... وبغض النظر عما اذا كان هذا الفتى يبقى يقظا وواعيا، فان كلماته ترجمة لجهل الآخرين بلا أسس". واشار الى ان " هذا العمل هو حصاد ثمرة مُرّة لأن بذورها مكوّنة من الكراهية والازدراء ، وجذورها موجّهة بالخوف من الآخرين".

ولفت ساري في خطابه الى ان " الاحتفال بالذكرى السادسة للهجوم المأساوي في مدينة كيبيك يذكرنا جميعًا بأهمية الاصغاء للآخرين والتسامح والتعايش"، داعيا الى "ان نتجاوز الأحكام المسبقة ، ونحسن قدرتنا على الاستماع .. هذه هي الطريقة التي يجب أن تُبنى بها كيبيك ، مع مجتمع تعددي ومنفتح وترحيبي. دعونا نبدأ العمل الآن لمواجهة هذه العنصرية".

وشدد على انه " يجب أن نكون يقظين لأن هذه العنصرية قد تطورت من خطاب "العنصرية العادية" ، وهو خطاب منتشر وغير عقائدي وقائم على التمايز العرقي (من هم ونحن).. كما انه تطورت هذه العنصرية ، بسبب عدم شرعيتها وعدم قانونيتها في عصر حقوق الإنسان ، إلى خطاب "العنصرية الجديدة" الذي هو غير مباشر ورمزي ، بناءً على معايير التمايز ذات المظهر الأكثر شرعية". وابدى استغرابه ان "العنصرية الجديدة الخطيرة والخبيثة تدّعي اليوم أنها مساواة وديمقراطية ومحترمة و "معقولة" ".

وعقب بالقول " هذه المجموعة القليلة لم تعد تبدو أدنى مستوى من الناحية البيولوجية ، ولكن لا يمكن دمجها، فهي حاملة  للاختلافات المرضية ما يمنع استيعابها و دمجها . يجب أن نكون حذرين من هذا التحول في خطاب الجماعات المتطرفة التي تنشط على المواقع الالكترونية  فيها خطابات ممنهجة تتفاوت بين  الكراهية التقليدية والعنصرية "المعقولة" أو "المحترمة" ، وهذا يُعد خطابا لجذب الجمهور:، مضيفا انه " ‎بسبب هذا النوع من الخطابات ، انجر شاب يافع  الى ارتكاب هذا العمل في 29 يناير 2017 ، حيث أخبر المحققين في اليوم التالي أنه شارك علانية بآرائه المعادية للإسلام .  والكل بدى متفقًا معه" .

وختم عبد الحق " هذا ما نسميه إذًا باللغة العربية بـ " الشيطان الأخرس" دعونا لا نلعب دور الشيطان الأخرس بل علينا معاداة اي نوع من العنصرية بالأخص التي تهدم أواصر الاخوة في المجتمع الكيبيكي.

* الصورة من فيديو من بلدية مونتريال