خاص صدى المشرق
غسان عجروش ـ مونتريال
الحدث ليس حدثهم والدعوة ليست دعوتهم والمكان والزمان ليسا من إختيارهم أيضا ولكن حضروا للتشويش والاستفزار ولرفع الاصبع بوجوهنا ، أتوا لفرض آرائهم بوجه ممن يسعون الى حماية أطفالهم وأطفالهن . بنفس المكان والزمان تجمعوا بشعاراتهم وهتافاتهم العنيفة لفظيا وأعلامهم القزحية . التظاهرة لم تكن موجهة ضدهم بالمبدأ إنما ضد المناهج التربوية التي تعلم الاطفال غير ما يجب تعليمهم إياه ، وضد منع الاهل تقرير مصير
أطفالهم او بالاحرى حمايتهم مما ينسجون لهم في المدارس من ما يسمى حرية تقرير جنس الولد أو البنت.
في المقلب الآخر مشهد حضاري سلمي هادف بامتياز ؛ مواطنون كنديون تجمهروا تلبية للدعوة التي وجهتها جمعيات ومنظمات من مختلف مقاطعات كندا ، سميت بالمسيرة المليونية من الساحل الى الساحل الحدث كبير ومهم ، وقد طال معظم المقاطعات الكندية ... أجل خائفون مما يخطط لابنائهم وأبنائهن في هذا البلد ، حريصون أن يبقى الابن إبنا والبنت إبنة كما هو الطبيعي والمفروض والمعروف.
الحدث ليس اسلاميا ولا مسيحيا ولا يهوديا ...الخ وليس كنديا أو غير كندي إنما أخلاقي تربوي إجتماعي عائلي ومونتريال لم تكن إستثناء بل كانت على الموعد . أراد المنظمون إيصال رسالة الى حكومة كندا وكيبك أن كفوا أيديكم عن أبنائنا وبناتنا واتركوهم بدراستهم وبراءتهم وابتعدوا عن طريق مستقبلهم ومستقبلهن ومن أجدر من الاهل بمصلحة اولادهم ؟؟ لا أحد في العالم طبعا !.
الحضور بدأ خجولا ومع تقدم الوقت ازدادت الاعداد بشكل تدريجي ، من كل الجهات وكل الاثنيات أتوا ليتفاجؤوا بأن مجتمع الـ " ميم" قد سبقوهم وسيطروا على مكان التجمع نفسه الواقع على تقاطع ماكغيل كولدج وشربروك في وسط المدينة حيث مكتب رئيس وزراء كيبك فرنسوا ليغو . أعدادا كبيرة من الشرطة إنتشرت بالمكان وفرضت طوقا ما بين المتظاهرين من الفئتين . من جانب الآهالي الخائفين تعالت الهتافات المنددة بالتدخل بجنس الولد او البنت وفي الجانب الآخر كان مجتمع المثليين والمثليات وغيرهم يطلقون هتافات تصف الحاضرين بالكراهية والفاشية والرجعية ملوحين بأعلامهم وحركاتهم الاستفزازبة الخالية من الاخلاق واللياقة في التعبير .
السؤال هنا كيف سمحت شرطة مونتريال لمظاهرتين متناقضتين بالتجمع بنفس المكان والزمان ؟ إنه لأمر مستغرب حقا! من يريد تحويل الرسالة التي يريد أن يوجهها الاهل الى الحكومة عن مسارها لتصبح بمواجهة طرف آخر ؟
سؤال طرحته على زعيم المعارضة في بلدية مونتريال ورئيس حزب " معا مونتريال " الاستاذ عارف سالم الذي اجاب .." بالقول ان الشرطة ممكن ان تعطي رخصة كهذه حين تعلم مسبقا بأنها باستطاعتها حماية المتظاهرين من كلا الجانبين انما لم يخفِ سالم استغرابه من هذا التصرف ولكنه حصل ومر الحدث بسلام دون عنف او أي حادثة تذكر ."
للحقيقة الحضور كان لا بأس به إنما لم يكن على قدر الحدث ربما يعود الى التوقيت الذي صودف يوم عمل ومدرسة في وسط الاسبوع او ربما الى ضيق المكان وأيضا يجب الاشارة الى ضعف التنظيم حيث الصوتيات والشعارات والهتافات لم تكن منسقة مع بعضها البعض .
التجمع بحد ذاته كان مهما وضروريا والى اللقاء في نشاط آخر .