الفتيات المكلفات في حفل تكريم المجمع الاسلامي لهن : مقتنعون بهذا الحجاب وهو لن يمنعنا من تحقيق أحلامنا 30 مايو, 2022 وقت الإنشاء: 12:14 م عدد القراءات: 1879 وقت القراءة: 1 صدى المشرق ـ مونتريال تحت عنوان "زهور الإنتظار" اقام المجمع الاسلامي في مونتريال حفل التكليف السنوي للإحتفاء بالفتيات اللواتي بلغن سنّ التكليف وارتداء الحجاب الشرعي وذلك عند الساعة السادسة والنصف من مساء يوم السبت الفائت في الثامن والعشرين من شهر ايار في قاعة "سينما دولار" في منطقة "كوت سانت لوك"، التي امتلأت بالحضور . قدّم للمناسبة المشرفة على نشاط التكليف الاستاذة دينا رمال حيث كانت البداية مع آي من القرآن الكريم تلاها المقرىء الحاج حسّان قصير . في تقديمها قالت الحاجة رمّال " أنا… على أثير الحب جئت بدفق مشاعري.. ومنه فاح أريج الحب لربي السرمدي.. وحملت أشرعة الصباح بلهفةٍ… وله أبوح بما يجول في خاطري.. فتلاطمت أمواج قلبي بهجةً.. منها تراقص مركب عمري المتهادي… فلعمري كم كان يهفو للوصول لضفةٍ من ضفاف طاعةٍ تنادي: بنيتي أرسي على أعتاب تكليفٍ وتشريفٍ بتتويج إلهي، فلك تزينت الدنى فرحاً.. وتلونت بالريحان والآس.. فاليوم عرس نور قد قام في الأرجاء.. وله ملائكة السما عزفت تراتيل السناء، وعقارب ساعتي دقت… والصفر آذن بالمسير الى اللقاء.. وتراني أخترق الجموع بلهفة وأشق درباً من بهاء.. لكنما قلبي يقيناً شدني.. الى قلبين من بين الحشود، وراحت عيني تبحث عن عينين ما لجمالها حدود، فيها لآلئ دمعٍ من فرط حبٍ أمطرت… عن عمق فخرِ أفصحت، فيها كثيرٌ من حنان ودلال بافتخار اعلنت… أني امتدادٌ لهما.. لعظيم أبٍ وأمٍ أنجبت.. مكلفةً أميرة في بحر نور ابحرت.. من نور فاطمة اكتست، ألقاً حياءً فازدهت… قد توجت تاج العفاف وبدُرِّ فكرٍ رصعت.. وذاك نبض قلبيهما قد راح في الآفاق صادحاً … يا هنانا.. صارت منانا حقيقةً… تلك ابنتي وحبيبتي كبرت… وعند فاطمة وجهي بيضت. لكنما مهلاً أمي وابي… سأبثكما نجوىً لارد بعضاً من جميل… فقر عيناً والدي.. سأخبر قلبك عن سرٍ دفين… أتذكر حين همست في أذني أذاناً يوم ولادتي بخشوع.. ها دوى صداه في الوجدان لله توحيداً وما بين الضلوع.. وذاك جبيني اذ طبعت عليه شفاهك قبلةً… قد صار موضع سجدةٍ للباري تهمس اذكار الخضوع… واما انت يا حلوتي.. يا بسمتي امي وعشقي وموطني.. فحليبك العذب الذي ارضعتنيه.. قد غذى روحي بالهداية والولاية لعلي امير المؤمنين… وذريته الأئمة المعصومين الميامين. ولئن ترك العنان لخاطري.. لطال بثّي حدّ امتداد السماء.. لكنما سأطل بينكم وأجوب في روض البهاء.. فأنا وكل رفيقاتي جئنا زهوراً في بساتين الإنتظار.. لنفوح عبقاً مهدوياً طيباً.. فعسانا نلوذ بدفء عباءته ونكون حقاً من الانصار.. فاستقبلونا بابتهالٍ وزغاريد وصلوات… فمع اطلالة اميراتنا زهور الانتظار عابقةٍ بالصلاة على محمد وآل محمد". بعده كانت انشودة ترحيبية بالحاضرين من فتيات المجمع تحت عنوان " كدفء القلبي يزهر بالأماني... لأهل الخير فيض من حنان ... نزلتمُ بيننا اهلا وسهلا... وانتم بيننا طيف الجنان ". كلمة المكلفات : سيساعدنا على السير في الطريق الصحيح بعد عرض لأسماء المكلفات على شاشة كبيرة وعلى وقع الموسيقى الترحيبية وتصفيق الحاضرين صعدت المكلفات الى المسرح حيث تحدثت باسهم الفتاة نور مواسي فقالت "انا اسمي نور. أنا عمري 9 سنوات. باسمي وكذلك بأسماء جميع صديقاتي ، أود أن أشكركم على وجودكم بيننا ، ومشاركتكم معنا ، إحدى أفضل لحظات حياتنا". واضافت " منذ أن كنت صغيرة ، كنت أشاهد والدتي تستعد قبل مغادرة المنزل أو عندما يكون لدينا زوار لترتدي ملابس طويلة كالأميرة وحجاب مثل التاج. ذات يوم ، سألتُ متى سأرتديها أيضًا وقيل لي: إن شاء الله في التاسعة من العمر. في هذا العمر ، ستصبحين فتاةً كبيرةً وستتخذين خطوة جديدة ، خطوة التكليف ، حيث ستبدئين في أداء الصلوات الخمس وصيام شهر رمضان وارتداء الحجاب. وهذه هي الطريقة التي بدأتُ بها العد التنازلي لبلوغ التاسعة ، لأنني كنت أتطلع إليه حقًا. كنت أتطلع لأن أصبح مثل أمّي ، أرتدي ملابس مثلها وخاصةً كما أتخيل السيدة فاطمة (عليها السلام)". وتابعت مواسي بالقول " ذات يوم ، أدركت أن والدتي لا ترتدي الحجاب أمام الناس فقط ، ولكن أيضًا عندما تصلي في المنزل عندما لا يوجد أحد آخر ، ولا حتى طفل. يجب أن ترتدي الحجاب دائمًا عندما تقف أمام الله ، وأدركت أن السبب هو أن الحجاب هو أجمل طريقة للظهور أمام الله. وفهمت أن هذا الحجاب أكبر بكثير مما أتخيل وأتمنى أن يرشدني الله في مستقبلي لأكتشف أسراره". وعقّبت بالقول " هذه ليست سوى بداية حياتي كفتاة محجبة ، وأشكر الله على توجيهي لهذا الاختيار ، لأني أعلم أن هذا الحجاب سيساعدني على السير في الطريق الصحيح ، الطريق الذي يؤدي إلى السعادة. سيذكّرني بقيمي وخاصة ما أمثّله ، الإسلام. كما أنني مقتنعة بأن هذا الحجاب لن يمنعني من تحقيق أحلامي ، بل على العكس تمامًا. سيكون ببساطة جزءًا مني وهويتي وشخصيتي". وختمت الفتاة مواسي كلمتها بتهنئة " جميع أخواتي على اتخاذ هذا القرار الشريف ، القرار الذي يقربنا من الله وإمامنا المهدي الذي طال انتظاره". ثم كانت الكلمة للأستاذة سجى منصور التي تحدثت عن تجربتها مع الحجاب . الشيخ السبيتي وبعد اناشيد من وحي المناسبة كانت الكلمة لإمام المجمع الإسلامي سماحة الشيخ علي السبيتي الذي قال" كما شكل حفل ليلة شهداء المقاومة ذاكرة أبناء الجالية في مونتريال في نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات بدأ احتفال التكليف يشكل هوية الجيل الحاضر الذي يواجه تحديات مختلفة عن جيل المهاجرين الاوائل، تتمثل بالحفاظ على المعتقد والانتماء والتمسك بالهوية الثقافية، التي تتعرض لعدة تحديات: أولها ما يروج له حاليا بقوة من اعتبار الخلقة الفيزيولوجية لا تحدد جنس المولود انما شعوره وحرية اختياره فيما يود أن ينسب نفسه اليه وكانها اعتراض واضح على صنع الخالق، الذي قال في كتابه الكريم ( يا أيها الناس انّا خلقناكم من ذكر وأنثى ). وهو نوع من التنكر الى اي مرجعية دينية أو قيمية تؤسس للانسان منهجا في فهم الحياة في نشأتها وسيرها ومنتهاها وتبني منهج العبثية والحرية المطلقة التي تقحم عقول صغارنا في عالم من الشكوك والظنون والريب .. وثانيا اتخاذ الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل ومشاهيرها كأنموذج للإقتداء والتأثير في صناعة رأي عام، مما جعل من بعض الفتيات المسلمات يمتلكن شهرة واسعة وهنّ محجبات ليستفيق الجمهور الواسع المتابع لهن فجأة على خبر التخلي عن حجابهن والتحدث عن حرية خيارهن وعدم ابتعادهن عن الله والتعاليم الدينية، حتى لو تخلين عن الحجاب. مما يخلق نوعا من التشجيع غير المباشر والتأثير في وعي الفتيات المتابعات كي يحذين حذوهن، مما يستوجب الحذر من الترويج او الدعم والتأييد لأي شخصية يبرزها الإعلام دون التأكد من خلفياتها الثقافية ومستواها الفكري". واضاف سماحته" أما التحدي الثالث فيتمثل بسن القوانين المجحفة بحق من يرتدين الرموز الدينية وابرزها الحجاب من خلال منعهن حق العمل في الوظائف الحكومية والخدماتية العامة، سيما في قطاع التعليم والتمريض، مما يرسم صورة قاتمة حول المستقبل المهني لبناتنا وأخواتنا ويدفع ببعضهن الى التخلي عن فريضة الحجاب للحصول على وظيفة في القطاع العام في كيبيك. وهذا يحتاج الى التعاون مع الشخصيات والاحزاب السياسية التي تعارض هذا القوانين وتعد بمواجهتها في المحاكم وأمام الجهات القانونية والدستورية المختصة". وعقب السبيتي بالقول " علينا كجالية مسلمة مسؤولية دعم هذه الشخصيات والاحزاب بأصواتنا في أي عملية انتخابية كي نسهم في تغيير هذه القوانين التي تكرس العنصرية والتمييز ضد فئة من المجتمع". وفي الختام اثنى سماحته " على الاخوة والاخوات في المجمع الاسلامي على جهودهم الدؤوبة لتقديم صورة ناصعة عن الاسلام والمحجبات في هذا المجتمع كما الشكر الى الاهل والابناء والحضور الكشفي والتربوي الحاشد" . بعدها تم تقديم مسرحية هادفة تحت عنوان " عبق الجنان " تناولت مسؤولية الاهل تجاه تربية الاولاد في ظل تحديات وسائل التواصل الاجتماعي. شارك في التمثيل مجموعة من الفتيات والشباب من المجمع الاسلامي. وفي ختام الحفل تم تقديم هدايا تكريمية للمكلفات اللواتي بلغ عددهن 25 مكلفة تولّى تقديمها سماحة الشيخ السبيتي ومسؤولة النشاطات في المجمع الاسلامي الحاجة اسمهان بزون ورئيس الهيئة الادارية في المجمع الاسلامي حسين نعمة. *الصور من علي نور الدين معرض الصور