نداء : في اليوم العالمي لحقوق الانسان هل تصان الحقوق ؟؟

  • article

في العاشر من كانون الأول/ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

ورغم ان 48 دولة كانت قد صوتت آنذاك على الاعلان الا انه اكتسب فيما بعد،وخاصة بعد زيادة عدد الدول الاعضاء في المنظمة الدولية، اهميّة خاصّة وغدا اهم وثيقة دولية في مجال حقوق الإنسان والركيزة الأساسيّة لكل الوثائق والصكوك الدوليّة اللاحقة.

وبعد مرور 73 عاماً على هذا الإعلان، ورغم عقد الكثير  من الاتفاقيات والمعاهدات تبعاً لذلك، إلاّ ان حقوق الإنسان الأساسيّة تتراجع كثيراً في مختلف بقاع العالم تحت حجج وذرائع شتّى، والمحزن هو تضاؤل دور المنظمة الدوليّة في استعادة الأمن والسلم وبالتالي الحفاظ على حقوق الإنسان وتنميتها، على العكس من ذلك فمنظومة الأمم المتحدّة تواجه تحدّيات جدّية يوماً بعد آخر  وتبرز الحاجة الى لحظة تأمل نقدّية على إخفاقات العقود الماضية وكيفية إيجاد السبل لتحويل نتائج هذا التفكير إلى مبادرات ايجابية.

ومع الاخذ بانجازات الأمم المتحدة ووكالاتها وآلياتها بعين الاعتبار، يرى مراقبون أن الحالة العامة لحقوق الإنسان قد تدهورت خلال العقود الماضية، وتلاشت حقوق الإنسان الأسياسية واهمها الحق في الحياة في مناطق عديدة من العالم. وبعض من أسوأ الحالات تمثل جروحا عميقة وندوباً لا تنساها البشرية بسهولة.

فالوضع في فلسطين يتدهور باستمرار مع زيادة الانتهاكات المنهجية والخطيرة لحقوق الإنسان على نطاق واسع. ويستمر انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني في كافة نواحي الحياة بدءاً من الحق الأساسي في الحياة والعيش بكرامة، الى كل الحقوق الأخرى مثل الحق في الصحة، التعليم، الغذاء، حرّية العبادة، حرّية التجمع، حرية التنقل والاعتقالات التعسفية بما في ذلك للقصرّ. والظروف المأساوية التي يعيش فيها السجناء،...الخ. ثم ما تمارسه سلطات الإحتلال من التمييز المقنّن ضد الفلسطينيين في حياتهم اليومية، وهدم المنازل الفلسطينية والتشريد الداخلي، هذا فضلاً عن الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الموارد المائية للفلسطينيين وتجريف المزارع وحرمان الفلسطيني من موارد رزقه.

إن سياسة الاستيطان التي تتبعها إسرائيل هي انتهاك لحقّ الشعب الفلسطيني الراسخ في تقرير مصيره بما في ذلك الحقّ بالعودة وهو حقّ مكفول له بموجب القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة والاتفاقات الدولية الأخرى. ولقد أصدرت الأمم المتحدة قرارات وتقارير لا حصر لها فيما يتعلق بجرائم الحرب الإسرائيلية وانتهاكات حقوق الإنسان داخل الأراضي المحتلة. وقد حان الوقت للأمم المتحدة للانتقال من الكلام والحديث إلى الأفعال وإرسال إشارة واضحة إلى سلطات الكيان المحتل (اسرائيل) بأنها لن تعدّ بعد قادرة على انتهاك حقوق الإنسان والإفلات من العقاب..

وأما عن الوضع في اليمن فحدث ولا حرج، حيث أدى عدوان التحالف السعودي عليها ، وهي أصلاً من البلدان الأكثر فقراً في الشرق الأوسط، إلى تفاقم الاحتياجات الناجمة عن أعوامٍ طويلة من الفقر وانعدام الأمن. وقد عطلت الحرب العدوانية  حياة الملايين، وأدىت لوقوع خسائر ونزوح جماعي على نطاقٍ واسع، فيما الوضع هناك يتدهور سريعاً.

ويتحمل المدنيون العبء الأكبر للأزمة، مع وجود 20 مليون يمني ممن يحتاجون الآن لمساعدات إنسانية. أما الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من بيوتهم، فهم معرضون للخطر أكثر من غيرهم. ويعيش أكثر من 4 مليون شخص حالياً في ظروف صعبة بعيداً عن منازلهم وهم محرومون من الاحتياجات الأساسية.

لم يسبق وأن كانت البلاد أكثر عرضةً للانزلاق في براثن مجاعة واسعة النطاق، فعشرات الآلاف يعيشون في ظروف أشبه بالمجاعة، بالإضافة إلى عدد هائل - يعادل الـ5 ملايين شخص - ممن يعيشون على شفير المجاعة، علماً بأن العائلات النازحة أكثر عرضةً للمجاعة بأربعة أضعاف مقارنة ببقية السكان في اليمن.

تواجه اليمن كارثة إنسانية. ومن دون توفر المساعدة، سوف تزهق حياة الكثيرين بسبب العنف أو الأمراض التي يمكن معالجتها أو الافتقار إلى الطعام والمياه والمأوى. فأين هو الانسان وحقوقه في اليوم العالمي لاعلان حقوقه ؟؟

*سلسلة نداءات تصدر عن المجمع الاسلامي في مونتريال