قراءة في الازمة الراهنة و مخرج الصفعات الوحيد

  • article

عادل حبيب- مونتريال

هل يمكن ان نرى تعويما للازمة اللبنانية بالارتكاز الى معطيات الواقع المحلي بمعزل عن موقع لبنان و دوره في صلب الصراع بين محوري المقاومة و الهيمنة؟

سعد ابن ابيه يتلطى خلف شروط في الظاهر تبدو منطقية ، نظرا لحجم الانهيار المالي و الاقتصادي ـ الذي كان ابوه من اهم مسببات هذا الانهيارـ وميشال عون العدو اللدود لاتفاق الطائف يريد تفريغ الطائف من محتواه و العودة لامساك  البلد بصلاحيات رئيسية مختبئا خلف اتفاقه مع حزب المقاومة. وعندما يحاول اساطين النظام الطائفي التمسك بامتيازاتهم يرون في وجههم حزب المقاومة المحشور بين ميشال واضرابه من الطائفيين. فهو لا يستطيع ردع عون عن تنفيذ مشروعه ولا هو بوارد الوقوف بوجه ارباب النظام الطائفي . و تخيّل ايها اللبناني اين يمكن الولوج الى حلّ في ظل هذه المعضلة....

هذه وقائع الحراك المأساوي اللبناني في ظل الانهيار...السؤال، هل هذه المعطيات هي التي تتحكم بادارة الصراع المحلي فقط؟ ام ان المطلوب من لبنان التزامات معينة في ظل الصراع في الاقليم العربي و الاسلامي؟

لنعد بالوقائع -التي طالما شرحناها بالتفصيل المملّ على مدى عقدين من الزمن على صفحات هذه الجريدة الاغترابية-الى تاريخ الهروب الصهيوني من لبنان تحت وطأة ضربات المقاومة عام 2000م، يومها انتفى دور ووظيفة رفيق الحريري في تهيئة لبنان لمتطلبات التسوية عبر اغراق لبنان بالديون الهائلة من جهة و تفريغ قدرة لبنان الاقتصادية من اية منعة تنافسية تصديرية او انتاجية ،اللهم سوى القدرة على منافسة ملاهي الدعارة الاوروبية لاستقطاب المرضى الخليجيين و الترويح عنهم، ضرب رفيق الحريري قطاعي الزراعة و الصناعة و اشترى ضمائر ارباب النظام الطائفي.  و كان اول عمل بادر اليه هو سرقة وسط بيروت من اهلها واعطاهم بدلها تعويضات بخسة. و السبيل الى ذلك رشوة نواب الامة كلهم سوى نائبين او ثلاثة فقط، منهم زاهر الخطيب و نجاح واكيم...

انتفاء الدور وفقدان الوظيفة أرغم مشغليه الامريكان على الاستثمار في دمه مقتولا لموازنة الهزيمة الصهيونية في لبنان ،لا توطين تساوي عند الامريكي ومن خلفه الصهيوني لا استقرار بل دفع نحو الانهيار .... هذا ما حصل من تاريخ تصفية الحريري ،حرب 2006م الامريكية القرار، الصهيونية التنفيذ، العربية الدعم والمواكبة بالتحريض عبر الاعلام و شبكات ال14" حمار" اللبنانيين ، وصولا الى قفز الامريكيين الى استنفاذ آخر مظاهر الضغوط القصوى وبلوغها كافة شرائح الشعب اللبناني بمن فيهم حمير العرس من اصحاب السيادة و السؤدد و الحرية وكافة تعابير التجليط على البشرية.

ظن الامريكان ان بامكان  وكيلهم رياض سلامة عبر تسهيل و تشريع توطين جواسيس الامريكان في دهاليز المصرف المركزي ، القاء القبض على منظومة و شريان تغذية المقاومة و قطع موارد التمويل. تفاجأ الامريكي  و خاب مسعاه ،ارتفع في مستوى الاستهداف ،طالت اجراءاته مناصري المقاومة في كافة ارجاء المعمورة حيث تطال ايادي الشر الامريكية . بكلمة استخدمت امريكا كافة حبال الشنق و الخنق المالي و الاقتصادي بحق كل من يتفوه بكلمة  داعمة للمقاومة. طار ترامب و اتى شبيهه في قراءة الهدف و المصالح و المغاير في انتقاء الاسلوب للحفاظ على عدة الدجل التاريخية للامبراطورية الناهبة لخيرات العالم...

وصلنا الى الواقع الحالي الذي يتسم بالآتي:

1- عجز امني وعسكري صهيوني عن ممارسة العربدة والسلبطة على عباد الله وفقا للدور والظيفة المعينة في صلب انشاء الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين.

2- تظهير الدور والوظيفة الاساس لانظمة العرب المتصهينة ، ودفعها الى ممارسة دور الكاسر للتوازن الذي ارسته المقاومة في الميدان...

3- اعادة تدوير و تعويم ادوات التكفير كادوات تنفيذية لمخطط تدمير محور المقاومة، و تهيئة جغرافية دول المحور لاعادة زرع مكونات داعش و الخارجين من ارحام السلفية التكفيرية...

4-الامريكي ،على الساحة اللبنانية ما زال يستطلع امكانية الاستمرار بنهج سلفه ترامب في فرض الضغوط القصوى ومراقبة مدى تأثيرها على فرط البلد و ادخاله في اتون فوضى قاتلة مفتوحة على حرب اهلية داخلية تكفل الهاء المقاومة ...

5- ما حصل بين سعد ابن ابيه و ميشال عدو الطائف ، ان اللعب على اوتار تنفيذ الرغبات الامريكية قد تخطى حدا هدد بفرط البلد كاملا....

لربما جاءت الايعازات الخارجية بتهدئة اللعب داخليا لان الاستفزاز بوجه المقاومة بلغ حدا عبر عنه السيد امين عام حزب المقاومة بان الروح اصبحت عند "المناخير". يعني ان صفعة مدوية ستصيب اللاعبين و الكومبارس على الساحة اللبنانية....

6- يدوزن الامريكي ايقاع ادائه لبنانيا مع الكارثة اللاحقة بنفوذه في الخليج ، صهاينة الجزيرة العربية يعيشون أسوأ كوابيسهم على أيادي احفاد حيدرة . اصبحت الحرائق في ارامكو و القواعد الجوية الوهابية حدثا يوميا ،مما يعني تسارع الانهيار الداخلي الوهابي و انعكاس ذلك على مجمل خارطة الصراع في المنطقة...

7- يعرف اطراف اللعبة الداخلية اللبنانية في ما عدا المقاومة انهم من دون اوامر امريكية مباشرة لا يمكنهم المبادرة الى  اتخاذ مبادرات ذاتية لمصلحة البلد و الامثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى...

لذلك هل يمكن تلمّس مخارج ذاتية عند ارباب النظام الطائفي تدفع البلد بعيدا عن تنفيذ رغبات الامريكان و الصهاينة؟

ما هو ملموس و بالدليل "الشرعي" ان التسويات تأتي بعد الصفعات، و السؤال هنا عن مدى و قوة الصفعة القادمة في حال في حال وصلت الروح الى اعلى مستوى من "المناخير"....

و على صافعي اهل الردة و الخيانة الوطنية السلام

و السلام