الكيان العنصري اللبناني و الانفجار المرتقب

  • article

 عادل حبيب - مونتريال

 

لم يمرّ على البشرية نظام  سياسي تابع و ذليل و مرتهن للخارج بامه وابيه مثل النظام العنصري اللبناني. نظام ينحر مواطنيه للحفاظ على صيغة التبعية والزبائنية المغطاة بلعبة التوازن الطائفي والمذهبي . منذ ان اُخترعَ هذا النظام ليكون صنواً للكيان الصهيوني وشبيهاً عنصريا له لم تتبدل وظيفته وكان محلاً دائماً لتنفيس الصراعات دفاعا عن شبيهه الصهيوني ومنعا لحشره. خليطٌ عجيب من المرتهنين للخارج والمتناحرين في ما بينهم، للفوز بنسب الامتيازات . هكذا كانت سيرتهم حتى وصل الامر الى افلاس الصيغة و الوظيفة و انتفاء الدور و سيستتبعه ولادة لبنان آخر يعبرُ عن توازنات الصراع في المنطقة مع المشروع الصهيوني بعد سلسلة الضربات التي تلقاها ذلك المشروع و التي ادّت الى اختلال الدور الوظيفي الذي رُكّبَ للكيان الصهيوني و معه صنوه اللبناني....

انه عصر الانزياحات الكبرى في الاقليم . صعود اسلامي في ايران دخل مرحلة القطاف بعد اربعين عاما من الحصار و الحروب الاشغالية التي فرضت على الدولة الاسلامية المحمدية العلوية ،صمود سوري مقاوم بدأ يأخذ شكل الهجوم العكسي بعد استكمال متطلبات الدفاع  المادية مدعوما من محور المقاومة الذي خرج من معمودية النار  منتصرا على الرغم من الجراحات الاليمة التي المّت به ، و ملاقاة العطب الوظيفي الصهيوني والارتداد الى داخل الاسوار ماديا و الانتشار السياسي والامني في مشيخات الكاز المحمية امريكيا، للتموضع امنيا في خاصرة الجمهورية الاسلامية. في مفارقة مخزية حيث اتاح غلمان النفط و نواطير الكاز الصهاينة من اهل الخليج للصهاينة  الخروج من شرنقة الوضعية الدفاعية التي حشرته فيها المقاومة اللبنانية ... اليمنيون تكفلوا بردم خطوات العار الخليجية وضربوا الرديف الصهيوني القابض على رقاب اهل الجزيرة العربية عبر الحركة الصهيونية الوهابية . وما نشهده في مأرب اليمنية هو بداية انحسار للدور الوهابي وعملية تدحرج للتداعيات داخل مملكة الظلام الوهابي وصولا للرؤوس الحامية من تلك السلالة المشؤومة ...

لبنان الذي وصل الى مرحلة الموت السريري ما زال يعاني من عصابات اهل النظام العنصري، رغم هذا الكم الهائل من المصائب اليومية التي يتلقاها المواطنون ولا يجدون سبيلا لدرء خطرها عنهم . و لا يبدو ان هناك  وسيلة للخلاص سوى بكسر الرؤوس الحامية على ضفتي الصراع العبثي...البلد تم نهبه و افلاسه من قبل الطبقة الصهيونية الحاكمة...نعم طبقة صهيونية بلا مبالغة ،لان الذي يدمر بلده او الذي يمنع نهوضه هو صهيوني بامتياز . ها هو وزير خارجية ايران الاسلام يقول ان الضغط الامريكي على الحكومة اللبنانية منعها من الاستفادة من المساعدات الايرانية ،كما ادى الضغط الامريكي لافشال صفقة المساعدات العسكرية الروسية قبل عدة سنين . طبقة مرتهنة لامريكا بلا سبب مباشر سوى الرغبة العدمية بحب الاستعباد والاسترهان . طبقة كهذه ماذا يرتجى منها ؟ طبقة لصوص تتميز باحقر الصفات وارذلها تتحكم بالنظام اللبناني و تحمل الخناجر ولا تجد احدا لطعنه سوى من حرر الارض من الصهاينة... ماذا يرتجى من هكذا نماذج؟

الذي يتابع السجال بين فريقي عون و الحريري  يكفر بالطرفين ،اذ عندما تلاقت مصالحهما تقاسما الدولة بينهما وعندما اختلفا دمرا الدولة بالعدل و المساواة، وكلاهما يربّحان اللبنانيين جميلة انهما يعملان لصالح الوطن ...الوباء الفيروسي المنتشر هذه الايام ليس هو فقط من يميت اللبنانيين، بل ما يميته اكثر هو الطاعون المذهبي و الطائفي الذي يحمله سياسيو لبنان بمختلف طوائفه و يضخونه في شرايين البلد. ...

هناك امر واحد يمكن يأخذ البلد الى شيئ من الاستقرار و يتمثل بمدى  تيقن الغرب من ان الانهيار اذا ما حصل سوف يضع البلد تحت امرة محور المقاومة و سوف تصفى مراكز النفوذ الغربية والصهيونية . هذا المصير هو فقط ما سيفرمل وتيرة الضغوط و يتيح العودة الى المساكنة بين تلك الطبقة المستزلمة للغرب و بين المقاومة ...

هل سنشهد حلحلة ما ام ان الانفجار سيطيح بكل تلك الكذبة الممجوجة التي اسمها الكيان العنصري اللبناني؟....

و السلام