سماحة الشيخ سعيد فواز:  أدعو الجميع للإلتزام بالقوانين حتى لا نُحرم من هذه العودة

  • article

سماحة الشيخ  سعيد فواز بعد انقطاعٍ دام أشهراً عدةً عن صلاة الجماعة و الجمعة كيف ترون هذه العودة؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، نشكر لكم لفتتكم الكريمة هذه التي تعبر عن اهتمامكم بالجالية عامةً وبالمساجد خاصةً.

لا شك بأنّ الفرحة في هذه العودة غمرتنا جميعاً، شاكرين الله تبارك وتعالى لتسهيلها لنا، كما ندعو الجميع للمحافظة على هذه النعمة عبر الإستغفار والعودة إلى الصراط المستقيم. هذا من الناحية الدينية، وأمَّا من الناحية التنظيمية، فإنني أدعو الجميع للإلتزام بالقوانين حتى لا نُحرم من هذه العودة وتعود المساجد للإقفال القسري إن حدث - لا قدر الله تعالى - أيُّ خللٍ في تنفيذ هذه القرارات.  

  • هل كان لديكم الوقت الكافي لتحضير المسجد والطاقم العامل فيه للإلتزام بالإجراءات المطلوب اتِّباع الإدارة والمصلين إياها؟

منذ أن علمنا بالسماح لدور العبادة بفتح أبوابها للوافدين إليها بشروطٍ معينةٍ إلتزمنا بها فوراً، وأعددنا للأمر عدته، فأصدرنا بياناً أوضحنا فيه الشروط والخطوات الواجب إحترامها واتباعها عملياً عند الحضور إلى المسجد، وأعلناها على صفحة المسجد في "الفيس بوك"، كما أرسلناها عبر "الواتس أب"، وعلقناها باللغات الثلاث على مداخل المسجد الخارجية والداخلية، حتى لا يكون علينا أيُّ مأخذٍ أو تقصيرٍ في هذا المجال.

  • هل التباعد بين المصلين يضرُ بصحة صلاة الجماعة؟

في مثل هذه الأمور الطارئة يُصبحُ أداء صلاة الجمعة والجماعة بما تيسر وبالكيفية التي تحفظُ حياة الإنسان وهي المعتبرةُ شرعاً، فلا ضير في كيفية تسوية الصفوف، ولا حرج في التباعد المطلوب في مثل هذه الحالات، لذلك منذ اليوم الأول (الإثنين الماضي في 22 حزيران) وضعنا علاماتٍ على أرض المسجد، راعينا فيها المسافة المفروضة بين المصلين عن الجانبين ومن الأمام ومن الخلف. هكذا كانت التعليمات، فكان كلما دخل أحدٌ إلى المسجدِ جلس وِفقاً للترتيب الذي أحدثناه على أرض المسجد.

  • هل هناك تعقيم للمساجد سيما في أماكن السجود مثلاً؟

لقد قمنا بحملة نظافةٍ شاملةٍ في المسجد، أتبعناها بالحرص على أن يُحضر الوافدُ إلى المسجد سجادَته الخاصة ليصلي عليها، كما طلبنا من الجميع في البيان الحضورَ على وضوءٍ لأننا أقفلنا مرافقَ الوضوء في المسجد لمنع استعمالها.

  • العدد المفترض هو خمسون، فكيف تنظمون هذا الحضور؟ هل بالحجز المسبق مثلاً أو ماذا؟ وماذا تفعلون إذا كان العدد أكثر من خمسين شخصاً؟

نعم، لقد كنّا واضحين في بياناتنا بالإلتزام بالعدد، ولذلك لم نواجه مشكلةً في هذا الموضوع، خاصةً أنّ الوافدين إلى مسجد الأمة الإسلامية من العاملين في وسط المدينة ومن الطلاب، وهم قلةٌ في هذه الأيام، ولم نواجه أي مشكلةٍ حتى الآن، والحمد لله تعالى لأنّ الوافدين قدّروا الظرف القائم، ولأنّ البعض سأل عبر الهاتف عن الإجراءات قبل الحضور، وأيضاً عندنا طابقان.

كما طلبنا عدم اصطحاب الأطفال لأنهم محسوبون عددياً، وطلبنا من المرضى البقاء في منازلهم، داعين لهم بالشفاء. لقد اقتصر الحضور على الرجال والنساء فقط، والدخول لمن يحضرُ أولاً، فلا حجز في مثل هذه الأمور، وعند زيادة العدد عن المسموح به، من يحضر ينتظر خارجاً حتى خروج المصلين، ثم يدخلُ لإقامةِ صلاة جماعةٍ جديدة. 

  • هل واجهتم أحداً رفض مغادرة المسجد بعد أن اكتمل العدد؟ وكيف كانت تنتهي الأمور؟

الحمد لله تعالى، المتطوعون عند الباب يُسجلون عدد الوافدين، كما يتحققون مِن حمْل الوافد سجادَته الخاصة ومن كونِه على وضوءٍ، مُرتدِياً الكمامة أو الواقيَ على وجهه. ثمّ يُطهرُ يديه بالمادة التي نقدمها عند الباب ونعطي كمامةً لمن لا يحملها، ولذلك يدخل العدد المطلوب. كما ذكرتُ سابقاً، من يزيد ينتظرُ خارجاً. 

  • كان هناك مسعى من مجموعةٍ مشتركةٍ من عددٍ من الأديان لإنجاز هذا الأمر، لكنّ الملاحظ أنّ الحكومة لم تُشِر إلى هذا الأمر حين الإعلان عن السماح بفتح المساجد. كيف تفسرون هذا الأمر؟

هذا الأمر وإن لم تُصرح به الحكومة فإن القاصي والداني - عبر كل الوسائل الإعلامية المتاحة، الخاصة منها والعامة - رأى وسمع عن المطالبين بفتح دُور العبادة. هذا أمرٌ لم يغِب عن بالِ أحدٍ، لذلك كان الأوْلَى بالحكومة أن تبين هذا الأمر بأنه مطلب جماهيريٌ توافق مع تطمينات المراجع الصحية.

  • كيف كانت تجربة المحاضرات والمواعظ عبر وسائل التواصل الإجتماعي؟

لقد كانت هذه التجربة ناجحةً بفضل الله تعالى، ولأول مرةٍ أقومُ بها شخصياً بناءً على طلب العديد من الإخوة والأخوات. لقد أكرمنا الله تعالى بنشر هذه الدروس يومياً في شهر رمضان المبارك، وأمّا الآن فإنني أقتصرُ على رسالتين أسبوعياً مع البث المباشر لخطبة الجمعة عبر "الفيس بوك"، الذي يعودُ فيه الفضل لله تعالى أولاً، ثمّ لأختٍ فاضلةٍ لها الأجرُ في نشر كلِ كلمةٍ تنشر في هذا المجال، وسنستمرُ - بإذن الله تعالى - بالبث المباشر لخطبة الجمعة ولرسالتين أُسبوعياً، كما ذكرتُ آنفاً. كانت تجربةً طيبةً لاقت الإستحسان الكبير وردودَ فعلٍ مشجعةً لها.

  • هل لديكم كلمةً أخيرة؟

اُحيي جريدة صدى المشرق والعاملين فيها الذين يخدمون الجالية العربية خدمةً كبيرةً، لِتقديمهم الأفضل للجالية من غير تمييز، وأحثُ نفسي وإخواني والناشئة على قراءتها والتمرسِ عبرها لإتقان لغتنا العظيمة، فنبرعُ فيها كما نبرعُ بغيرها. شكراً لكم وبارك الله بكم وأدامكم صرحاً إعلامياً عملياً.

إننا نتوجه إلى الله تبارك وتعالى أن يرفع عنّا جميعاً هذا الوباء، وأن يرحم موتانا وأن يشفي مرضانا لنعود إلى حياتنا الطبيعية، وأن لا ننسى هذه النعمة فنستمر بطاعة الله تعالى، نترك المعاصي ونسألُ الله تعالى من فضله بأن نستمر في طاعته حتى لا نتعرض لعقابه.

أما الآن فاسمحوا لي بالتوجه إلى جاليتنا الحبيبة بالتأكيد على وحدتنا، ومن أراد التواصل معنا فنحن بخدمته عبر الهاتف وعبر "الواتس أب" وعبر صفحة "الفيس بوك". فليتصل بنا لينضم إلى لوائح إتصالاتنا إن شاء الله تعالى.

نجدّدُ دعمنا للفرق الطبية العاملة، شاكرين لها ما تقوم به، ونثني على الجنود المجهولين بين الناس، المعلومين عند الله تعالى من الإخوة والأخوات الذين قاموا - مشكورين - بجهدٍ كبيرٍ في تأمين الحاجيات الضرورية لمن لزِم منزله لعددٍ من الأسبابٍ، سائلين الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا الأمر في ميزان حسنات الجميع.

بارك الله بكم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.