كيبك : مظاهر الشعبوية و الاسلاموفوبيا، للقصة بقية...!

  • article

سامر مجذوب - مونتريال

 

في ظل انشغال الاعلام والطبقة السياسية في كيبيك ، الحاكمة منها على وجه الخصوص، بتفاصيل وباء كورونا وحالات التحدي و الفشل في التعامل مع الازمة ، خفتت الى حد ما، ظواهر الشعبوية و منها الاسلاموفوبيا، من وسائل الاعلام و التصاريح التي تقوم على العنصرية و التمييز بين ابناء المجمتع على أسس عرقية و ثقافية و دينية .

حقيقة البعد الايديولوجي لحملة الفكر اليميني المتطرف والشعبوي، انه لا يمكن لأصحاب هكذا توجهات الهدوء لفترة طويلة، كونهم يعتبرون ان ترياق الحياة السياسي بالنسبة لهكذا توجه يعتمد بشكل كليّ على حالة الانقسام واثارة النعرات والتحفيز المبني على "نحن و انتم" .

لا تطول المدة حتى يُظهر هؤلاء رؤوسهم مطلقين لأنفسهم عنان التصاريح والمواقف التي تعيد التوتر المجتمعي الى مستواه المرتفع . تعتمد الحالة الشعبوية على اطلاق قنابل دخانية بين الحين والاخر حتى تتم التغطية على مظاهر الفشل السياسي و الاقتصادي لإدارتهم لشؤون البلاد و العباد .

من هنا تأتي حالة الفلتان المفاجئة في الايام القليلة الماضية على ألسن بعض السياسيين والتصاريح وبعض وسائل الاعلام لكي تعيد مقاطعة كيبيك تحت ضوء  مظاهر الحالة الشعبوية التي يعتمدها البعض وظهورها بقوة ، خصوصا مع  إقرار  قانون 21 الشهير.

 عقب  اعلان قرار البلدية مونتريال تعيين السيدة بشرى منّاعي في منصب المفوضة لمكافحة العنصرية في المدينة و بشكل موازٍ تعيين النائب الفيدرالي السيد عمر غبرا، كوزيرا للنقل في الحكومة الفيدرالية، هاج بعض الاعلام الناطق بالفرنسية و بعض السياسيين بحملات انكار وتشويه طاولت كل من منّاعي و غبرا. و الجدير ذكره ان كل من السيدة منّاعي و السيد غبرا يتمتعان بخبرات طويلة في العمل المدني و المجتمعي و السياسي . و هذا يعني ان قرارات التعيينات في حقهما هذه لم تأتِ من فراغ ودون ارضية صلبة .

 يتشارك اصحاب حملات التشويه و التشنيع بصفات مشتركة الا وهي عملية الاستهداف ، التي عادة تكون ضد شخصيات معينّة بهدف اغتيالهم معنويا و سياسيا، لما حققه هؤلاء من إنجازات و بما يمثلونه من توجهات و مؤسسات و قيم و خلفيات .

في نفس السياق يأتي الهجوم على سيدة منّاعي نظرا لخلفياتها الثقافية والدينية ونشاطها المدني وموقفها العلني المعارض للقانون 21 المجحف بحق مواطنين كيبكيين كُثر .

 
و ايضا السيد غبرا، الذي يتشارك مع السيدة منّاعي بالخلفية الدينية و الثقافية ، و بالرغم كون التعيين هو لموقع فيدرالي فكان الهجوم عليه بحجج اصبحت بالية الا عند المنادين بها الا وهي الزعم بانتمائه "للإسلام السياسي ".  هذا الزعم الذي يستخدمه البعض دون ان يكون لهم فيه اي توضيح عن ماهيته .

لا يخفى على اي متابع ان من اهداف الاسلاموفوبيا و حملات التشويه هي كبت الحريات الشخصية ومنع المساهمة الايجابية في المجمتع و وضع حد لطموحات افراد يؤمنون باهمية الاندماج السياسي و المدني و الاعلامي .

يأمل من يخططون و ينظمون حملات التشنيع  الضغط و الضرر بالأفراد المستهدفين عسى ان يتراجع هؤلاء عن مساعيهم بخدمة المجتمع و الوطن باخلاص وحرفية. 

و من هنا تأتي الحاجة الواجبة للوقوف بوجه الذين يعتمدون بث الاحقاد و نشر الأكاذيب كوسيلة اعتداء، ، بغض النظر عن انتماءاتهم   . و من ناحية اخرى وجوب إبراز الدعم الكامل للذين يتعرضون لحملات الاستهداف هذه لكي تستمر قافلة العمل البنّاء و تشجيع أبنائنا على تواصل الاندماج الإيجابي لما فيه خير الجميع .