التسوق المبالغ به كيف نفهمه؟ - مشكلة وحل

  • article

مشكلة: شهدت المحلات التجارية موخراً هجمة تبضعٍ لناحية المواد الغذائية والإستهلاكية بفعل قرار العزل المنزلي للتوقي من انتشار فيروس الكورونا. وقد لوحظ أن بعض العائلات في الجالية شاركت ايضاً بحملة التخزين لمواد اساسية سرعان ما نفذت من السوق، فلم تحصل عليها عائلات عديدة تحاشت اماكن الازدحام، او لم تملك القدرة الشرائية، او حتى اماكن واسعة للتخزين، فهل هذا السلوك مقبول؟؟

أم عادل/ موريال 

حل: هناك تجربة حضارية يمكن تسليط الضوء عليها واخذ الدروس منها، هي تجربة الشعب الياباني في ما ما حدث بعد الزلزال الذي سبب التسونامي، فقد حرص المواطنون هناك على اخذ حاجاتهم اليومية فقط من المتاجر التي بقيت سالمة، والذي لم يتمكن من الخروج او الوصول إليها تعهدت اجهزة الدفاع المدني، او المتطوعون بإيصالها إليه.

هذا الحس الجمعي والشعور التضامني هو الذي يهذب السلوك الانساني عند وقوع الازمات، وإلا فان الانانية والجشع قد تكون سبب حدوث ازماتِ فقدانِ المواد الضرورية ونقصِ الحاجات الضرورية، خاصة ان البعض يفكر على طريقة التجار المحتكرين، فيخزِّن البضائع المطلوبة بنيِّة اعادة بيعها عند ارتفاع سعرها بأضعافَ مضاعفة، وهذا يعكس اخلاقا متدنية وعقلاً لا يعرف منطق التعاون، وقلباً يدرك معنى مواساة الآخرين والشعور بهم، سيما كبار السن، الذين قد لا يحظون بوجود أحد بجانبهم كي يوفر لهم ما يحتاجونه من غذاء ودواء..

ان ما جرى يجب أن يدفع علماء الاجتماع والنفس والتربية والدين إلى تبني خطاب وتعليمات وتوجيهات تعيد التركيز على منظومة القيم الانسانية، التي تهشمت كثيرً في ظل الأنظمة الرأسمالية الانتفاعية المادية القاسية.