صوّان ...وحرب التصفيات على وقع تفجير المرفأ: خلفيّات و استهدافات

  • article

عادل حبيب - مونتريال

عندما تهتز موازين القوى الداخلية و الاقليمية كتعبير عن حاصل الاشتباك بين القوى المتصارعة ، سرعان ما نرى توظيفات متنوعة لهذا الاهتزاز لتركيز موازين قوى بديلة ....هذا في الاطار العام ، وطبعا هذا التوصيف لا ينطبق حاليا على الوضع اللبناني من خلال ما نراه من تطورات قضائية تبدو للوهلة الاولى جريئة بخطواتها. ولكن عند التبصر باهدافها تظهر تجلياتها السياسية كانها تواكب اعادة تظهير واقع سياسي يركب حاليا على انقاض الذي سبقه...الاربعة، حسان دياب و الوزراء الثلاثة يشبهن حالة ما تعرض له الضباط الاربعة اثر مقتل رفيق الحريري ،و الانقلاب السياسي الذي اعقب مقتل الحريري يُراد الوصول الى شبهه بعد انفجار المرفأ،وكأن القرار 1559 يشبه بخلفياته ما سطره فادي صوان بحق دياب و صحبه الوزراء....

ان مجمل الحراك الداخلي في لبنان وطيد الصلة بحالة الحصار المعلنة ضد المقاومة و جمهورها و بيئتها ،من حيث قوة الدفع التي تخطف الشعارات وتحولها الى مادة سجالية ضد المقاومة، سواء بالاتهام المباشر او بتحضير جوّ ضاغط لتخليع ابواب تفاهمات مع قوى و احزاب تقف الى جانب خط المقاومة او اقله ليست معادية للمقاومة...هناك ما يدعو للارتياب بطريقة عمل القضاء هذه الفترة لناحية تسخيره كاداة تصفية سياسية او اقله استخدامه كرافعة لتحقيق اهداف سياسية تصب مستقبلا في خدمة المشروع الاميركي-الصهيوني.. تهريب عامر الفاخوري عبر السفارة الامريكية على الرغم من السجل الاجرامي لذلك العميل من خلال قيادته لمعتقل الخيام ابان الاحتلال الاسرائيلي  للبنان...الفاخوري مثلا "برّأته"المحكمة العسكرية بعد تدخلات السفارة الامريكية في بيروت....

ان حملة الضغوط الامريكية كائنا من كان في السلطة ،سوف تستمر و لن تتراجع لان فيها مصلحة اسرائيل ،و كل ضغط في الداخل اللبناني يتماهى مع الامر الامريكي انما هو اداة اسرائيلية لاسقاط المقاومة...المعادلة بسيطة وواضحة، خنق البلد واهله وبتفاخر امريكي علني هدفه النيل من المقاومة، و من يتوسل تعميق ازمات البلد في هذه الظروف انما يتموضع كاداة رخيصة بيد الاميركي ،مهما كان ادعاؤه انه حريص على الوطن. وتصبح النتيجة مساهمة مجانية في تحقيق اهداف ضرب المقاومة... صوان هذا تجاهل كل رموز داعش والنصرة في النظام اللبناني بدءا من نجيب ميقاتي الاب الروحي لدواعش لبنان و ناقل قياداتهم بسيارته الخاصة ،وهو الذي دخلت باخرة الامونيوم في عهد حكومته و تناوب على "حراستها" من بعده ثلاثة رؤساء ،تمام سلام ،الحريري و دياب  . صوان هذا استضعف اضعفهم ووحد بفعلته كل جلاوزة البلد بوجه ميشال عون....

لم يسقط صوان لوحده ،انما سبقه جبران باسيل عندما استخدم سياسة القصف القضائي بوجه خصومه السياسيين ،و هؤلاء يتحضرون لحفلة قصف مضادة من خلال رماتهم القضاة المرتهنين لزعمائهم لرد الكيل مكيالين ...ويذهب البلد هباءا منثورا بينهما و الشعب مطحون بأزمة معيشية خانقة...و الاميركي يصفق للطرفين و يدعوهما للمزيد من البطولات الوهمية و يستثمر مجهودهما "الجبار" في سياق خطته لضرب المقاومة، من خلال خلخلة الواقع برمته لينهار على رأس المقاومة و جمهورها...ولا من يتعظ و لا من يتحسب لمردود اعماله...

الوضع لبنانيا من سيئ الى اسوأ و التدهور المستمر سمة المرحلة الى حين موعد القطاف ..ولعل بوادره بدأت تظهر في العراق على امل ان تحصل معجزة في لبنان في زمن ولىّ فيه زمان المعجزات ...

لم يبق سوى الحرب كمخرج لهذه الازمة الخانقة و هذا ما يسعى له الامريكي و يدفع باتجاهه...فهل تحصل؟

الرؤوس الحامية و الخاوية في آن تنظِّر لهذا الخراب ...من معراب، ولكن المسلي في الامر ان النتائج تاريخيا كانت تأتي مناقضة لصوت ذلك الغراب المريض ...و السلام